صدى الشعب _أسيل جمال الطراونة
أكدت الشاعرة والروائية حنين نصار على الدور المحوري الذي تلعبه الثقافة في تشكيل الهوية الفردية والجماعية، حيث تنعكس القيم والتقاليد واللغة والمعتقدات في النسيج الثقافي للمجتمعات، مما يعزز من ارتباط الأفراد بجذورهم وانتمائهم لتراثهم.
وقالت نصار ل” صدى الشعب” إن الثقافة المحلية تسهم بشكل كبير في تشكيل هوية الأفراد، وذلك عبر الأسرة التي تعد اللبنة الأولى في نقل العادات والتقاليد.
إضافةً إلى التراث الشعبي الغني الذي يشمل الدبكة، الحكايات الشعبية والأمثال وغيرها من الموروثات التي تعمل على توطيد الهوية وتعزيز الولاء للمجتمع.
من جهة أخرى ترى نصار أن الثقافة العالمية المتمثلة في وسائل الإعلام والتكنولوجيا تلعب دوراً مهماً في تشكيل الهوية الحديثة، حيث أصبح الأفراد أكثر تفاعلاً مع الثقافات الأخرى، ما أتاح لهم الجمع بين الموروث التقليدي والانفتاح على الحداثة، مما يخلق توازناً بين الأصالة والتجديد.
و تطرقت نصار إلى تطور مفهوم القراءة، حيث أن القراءة التقليدية التي كانت تعتمد على الكتب الورقية شهدت تراجعاً مع تطور الوسائل الإلكترونية والسمعية، وبات الكثيرون يعتمدون على القراءة الرقمية أو الكتب الصوتية، وهو ما أثر على مهارات القراءة والكتابة، خاصة مع غياب الاعتماد على البصر في القراءة الفعلية.
وأشادت نصار بالدور الذي تلعبه المكتبات العامة في تعزيز الثقافة ونشر الوعي الأدبي، مشيرة إلى أن مثل هذه المكتبات ومنها المكتبة الوطنية ومكتبة عبد الحميد شومان توفر بيئة مناسبة للقراءة والتعلم، بالإضافة إلى تنظيم ورش العمل والفعاليات الثقافية التي تثري المشهد الأدبي.
كما فرقت بين المكتبات العامة التي تتيح مصادر متنوعة لجميع الفئات والمكتبات الخاصة التي تركز على الأبحاث الأكاديمية والمشاريع الفردية، إضافة إلى المكتبات الرقمية التي تفتح آفاقا جديدة للوصول إلى المعرفة عالمياً.
وفي ختام حديثها أكدت حنين نصار أن التوازن بين الثقافة المحلية والعالمية والحرص على تعزيز عادة القراءة بمختلف أشكالها، هو السبيل للحفاظ على الهوية الثقافية في ظل التطورات المتسارعة التي يشهدها العالم.