صدى الشعب – كتب عبدالرحمن البلاونه
يعد التعلم من أهم وأبرز الأمور التي يحتاج اليها الانسان، وهو سبب الرقي والرفعة، وتعتبر مرحلة التعليـم الأساسي من أهم مراحل التعليم، كونها تساهم في بلورة نمو الطلبة في مختلف الجوانب.
وقد نبعت ظاهرة تأنيث المرحلة الابتدائية في بعض الدول العربية قبل عدة عقود، بسبب حاجة تلك البلدان للتغلب على الخلل الذي طرأ على نسبة المعلمين والمعلمات في بعض المجتمعات نتيجة للعديد من الأسباب كعزوف الذكور عن التعليم، ووجود أعداد كبيرة من المعلمات المؤهلات، وأن مهنة التدريس هي من أنسب مجالات العمل للمرأة العربية.
ويمكن القول أن تأنيث التعليم ضرورة فرضتها المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية على المجتمعات الإسلامية، إلا أن هناك محاذير شرعية كثيرة تحيط بعملية تأنيث التعليم، ويرى بعض العلماء أننا بذلك نبتدئ من حيث انتهى الغرب وتراجعوا، وقد اثبتت الدراسات التربوية والعلمية وجود سلبيات وإيجابيات لتأنيث التعليم.
وقد تنعكس هذه السلبيات على الهيئة التدريسية نفسها، وعلى الطلبة، وهذا ناتج عن أسلوب المعلمة الأنثوي الذي يعد من سلبيات هذه العملية على الأطفال الذكور، فالطفل في هذه المرحلة يتأثر بشخصية من يدرسه ويتخذه قدوة، ويحاكيه بحركاته ومكانته، فالطالب في هذه المرحلة يحاكي رجولة المدرس ويتعلم منه الرجولة، وهذا ما نبه إليه علماء الشريعة في فتاويهم، كما أن الطالب لا يهاب المعلمة لأنها في نظره رمزًا للأمومة والحنان، بعكس المعلم الرجل الذي يهابه ويمتثل لأؤامره دون أدنى جهد، وبذلك يمكن أن تفقد المعلمة السيطرة على التلاميذ في الغرفة الصفية .
في حين أثبتت بعض الدراسات أن سياسة تأنيث التعليم سياسية فعالة وناجحة، وتعد خطوة بناءة في سبيل تطوير التعليم، ويــرى مجموعة من الباحثين بأن تأنيث التعليم فيه سلبيات لغياب المعلمة لظروف خاصة بها، وإهمال الاستعداد للتعليم، والاعتماد على الجنس الأنثوي يقلل من مكانة التعليم ويتهم الرجل بأنه لا يصلح لتعليم الأطفال، وأن العديد من النساء يتركن مهنة التعليم بعد الزواج، وتحسن الوضع المالي، كما أشاروا إلى أن تأنيث التعليم نوعا من عزل المرأة اجتماعيا، ونبهوا إلى المشاكل التربوية التي تحدث للطفل نتيجة لتعامله مع المرأة لسنوات عديدة، وكذلك نبهوا على الأضرار التربوية التي سيتعرض لها الطفل خلال مراحل حياته نتيجة للاختلاط بين الجنسين على مقاعد الدراسة.
ويمكن القول أن قيام المعلمات بتعليم الاناث، والمدرسين بتعليم الذكور أسلم وأجدى للطرفين، وما بين مؤيد ومعارض، وعلى أي حال، نتمنى أن لا يكون هذا التوجه سقوطا في فخ المفاهيم والرؤى الغربية التي تسعى لتحقيق أهداف من شأنها هدم المنظومة الأخلاقية من خلال الاختلاط، والانحلال وإشاعة المفاهيم السلبية في سبيل استباحة المجتمعات وهدمها.