صدى الشعب – بقلوب ملؤها الحب والوفاء لوطننا الغالي، الأردن، ولقيادتنا الهاشمية المظفرة، نقف اليوم، نحن أبناء الفن الأردني، لنطلق نداءً صادقًا من صميم وجداننا، لطالما تغنينا بالأردن في كل محفل، ورفعنا رايته عاليًا بأصواتنا وإبداعاتنا، إيمانًا منا برسالة الفن السامية في بناء الأوطان وتعزيز الانتماء.
لكن، ومع كل مناسبة وطنية عظيمة، وكل فعالية ثقافية جامعة، يلاحظ أبناء الساحة الفنية الأردنية ظاهرة باتت تؤرقنا وتثقل كاهلنا: تكرار الوجوه الفنية ذاتها. إنها ليست مجرد ملاحظة عابرة، بل هي حقيقة تتجدد باستمرار، وتترك في نفوسنا تساؤلات مؤلمة: هل أصبح الفن الأردني، الذي طالما تغنى بالعدالة والإنصاف، ساحة للواسطة والمحسوبية؟ هل أصبح الإبداع الحقيقي حكرًا على فئة دون غيرها؟
أين العدالة في اختيار المبدعين؟
نحن فنانون أردنيون، نكرس حياتنا لخدمة هذا الوطن من خلال أعمالنا الفنية، ونمتلك طاقات إبداعية هائلة لم تُكتشف بعد. قلوبنا مليئة بالشغف، وأصواتنا تحمل رسالة حب وانتماء تتوق للوصول إلى كل بيت أردني. فلماذا نُقصى؟ ولماذا تُهمّش مواهبنا وتُدفن أحلامنا؟
إننا نرى في كل مناسبة وطنية، وعلى جميع المنصات الفنية، نفس الشخوص يتصدرون المشهد، وكأن الساحة الفنية الأردنية قد خلت من المبدعين الجدد، أو أن الموهبة باتت مقتصرة على فئة معينة.
هذا الأمر لا يقتل روح المنافسة الشريفة فحسب، بل يضعف من عزيمة الفنانين الشباب، ويُشعرهم بالإحباط واليأس، وهو ما يتنافى تمامًا مع رؤيتنا لجيل فني أردني مزدهر ومبتكر.
نداء عاجل لمعالي وزير الثقافة
معالي وزير الثقافة الأكرم،
إننا ندرك حجم المسؤولية الملقاة على عاتقكم، ونثق بحرصكم على الارتقاء بالمشهد الثقافي والفني في الأردن. لكن هذا التكرار، وهذه الظاهرة التي أصبحت تعرف بـ”خيار وفقوس” في اختيار الفنانين، تضع عبئًا كبيرًا على كاهل المبدعين الحقيقيين. لقد تعبنا من هذه المعادلة التي تضع حواجز أمام إبداعنا، والتي يبدو أن مدراء مكاتب الوزراء يلعبون فيها دورًا كبيرًا، ربما دون قصد، ولكن بتأثير كبير على مسار الفن الأردني.
نتمنى من معاليكم التدخل العاجل والفوري لمعالجة هذا الموضوع. نرجو منكم فتح الأبواب أمام جميع الفنانين الأردنيين، وأن تكون المعايير هي الموهبة والإبداع والجدارة فقط. إننا نطمح إلى رؤية مشهد فني أردني متنوع، غني بالمواهب الشابة والخبرات الأصيلة، يمثل الأردن خير تمثيل على الساحة المحلية والعالمية.
نحن على ثقة بأن صوتنا لن يذهب سدى، وأن نداءنا هذا سيصل إلى آذان صاغية، لتُعيد الفن الأردني إلى مساره الصحيح، مسار الإبداع والعدالة والتكافؤ في الفرص.
فالفن رسالة، والوطن يستحق منا جميعًا أن نقدم له أفضل ما لدينا دون قيود أو استثناءات.