صدى الشعب – في قلب التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل في يونيو 2025، السلطات الإيرانية خرجت في بيان رسمي وحذّرت المواطنين بشكل مباشر من استخدام تطبيق واتساب، وطلبت منهم حذفه فوراً من هواتفهم.
وهذا لإن فيه شك ضخم إن التطبيق يقوم بجمّع بيانات المستخدمين ومن ثم يرسلها لإسرائيل.
التحذير هذا وجه عبر التلفزيون الرسمي، وترافق مع تقييد شديد على الإنترنت، وحظر تطبيقات مثل انستغرام أيضاً.
كل ذلك في نفس توقيت الضربات الجوية الإسرائيلية على منشآت نووية وعسكرية إيرانية، واللي أسفرت عن مقتل عدد من القادة والعلماء الإيرانيين.
و السؤال هنا: لماذا تخاف إيران لهذه الدرجة من تطبيق مثله مثل غيره من تطبيقات التواصل؟
حتى نفهم السياق، لازم شيء يسمى “لافندر” (Lavender)، البرنامج الإسرائيلي السري الذي كُشف في حرب غزة سنة 2023.
التحقيقات اللي نشرتها مواقع زي +972 Magazine وThe Guardian كشفت إن “لافندر” هو منظومة ذكاء اصطناعي متطورة تعمل على تصنيف واستهداف الأشخاص بناءً على بيانات رقمية ضخمة: من الاتصالات، المواقع الجغرافية، وحتى استخدام التطبيقات كالواتساب وتيلغرام.
البرنامج هذا مكن الطائرات الإسرائيلية من غير طيار تنفيذ آلاف الضربات على أهداف “يُشتبه” بصلتها بحماس، أحيانًا بناءً على بيانات هزيلة جدًا، وتحوّلت العملية كلها لأتمتة قتل جماعي – من البيانات للضربة – من غير مراجعة بشرية كافية.
ومن هنا إسرائيل استخدمت “لافندر” في غزة، فما الذي يمنعها إنها تطبّق نسخة أكثر تطوراً منه في حربها ضد إيران، خاصةً مع استهدافها لعلماء نوويين ومسؤولين عسكريين؟ ومن قال ان التطبيقات العالمية، حتى لو مؤمنة نظريًا، ممكن أن لا تكون مصدر غير مباشر لتسريب بيانات حساسة؟
الحكومة الإيرانية لم تقم بحظر واتساب فقط، حيث أضافت على ذلك منع مسؤوليها من استخدام موبايلات أو لابتوبات أو ساعات ذكية أثناء الأزمة، وفرضت قيوداً صارمة على الإنترنت، وعطّلت أدوات تجاوز الحجب (VPNs).
المثير أن إيلون ماسك أعلن بعدها عن تفعيل خدمة “ستارلينك” الفضائية في إيران لمساعدة الناس على الوصول للإنترنت رغم الحجب، و هذا الأمر يفتح باب جديد من الصراع بين الحكومات وشركات التكنولوجيا العابرة للحدود.
في سياق الحرب، الموضوع لم يعُد منع لـ “واتساب أو أي تطبيق تاني، آمن أم لا؟”، و لكن عن أن الموبايل بحد ذاته – بتطبيقاته، إشاراته، بياناته أصبح جبهة حرب تحتاج الانتباه بطريقة أو بأخرى..