صدى الشعب – حذّر رئيس مجلس هيئة الطاقة الذرية الأردنية، الدكتور خالد طوقان، من تداعيات استهداف المنشآت النووية الإيرانية من قبل الاحتلال الإسرائيلي، مشيراً إلى أن استهداف منشآت التخصيب قد يؤدي إلى تسرب غازات مشعة تلوث الهواء والتربة والمياه، دون أن ينتج عنه انفجار نووي مباشر.
وقال طوقان، لإذاعة “عين”، إن الأردن يتخذ كافة الإجراءات الوقائية الممكنة، ويملك منظومة إنذار مبكر متطورة تضم 30 محطة رصد موزعة في مختلف أنحاء المملكة، لمراقبة مستويات الإشعاع في الهواء والتربة والمياه على مدار الساعة، مؤكداً أن المفاعل البحثي الإيراني في حال تعرضه لهجوم لن يؤثر على الأردن بسبب بعد المسافة واتجاه الرياح.
وأضاف أن المملكة تطبق إجراءات احترازية متقدمة بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تشمل تفعيل محطات الرصد، وإجراء فحوصات دورية أسبوعية، إلى جانب تواجد محطات خاصة قرب المفاعل النووي الأردني لضمان عدم وجود تسرب أو مخاطر إشعاعية.
وفي حال تم استهداف المنشآت النووية الإيرانية، شدد طوقان على أن التأثير على الأردن سيكون محدودًا جدًا، نظراً لكون الرياح لا تهب باتجاه الأراضي الأردنية، لافتاً إلى أن حتى استهداف مفاعل بوشهر لن يسبب تلوثاً واسع النطاق، وقد يقتصر الأثر على مياه الخليج العربي والبحر الأحمر.
لكن طوقان حذر من أن الخطر الأكبر يكمن في حال استهداف المنشآت النووية الإسرائيلية المحصنة تحت الأرض، حيث يمكن أن تنتج عنها سحب مشعة قد تصل إلى جنوب الأردن دون أن تمس المدن الرئيسية، مع التأكيد على وجود فرق أردنية متخصصة قادرة على التعامل مع آثار التلوث وتنقية التربة والمياه.
وأوضح طوقان أن استهداف منشآت نووية تحتوي على وقود مستنفد سيكون كارثياً، لما تحتويه من مواد مشعة عالية الخطورة، ما قد يؤثر على دول الخليج والدول المجاورة، معتبراً أن الصراع النووي بين إيران والاحتلال الإسرائيلي مختلف نظراً لحساسية الأهداف المرتبطة بالتخصيب.
وفي هذا السياق، أكد أن الاحتلال الإسرائيلي يستهدف بشكل رئيسي منشآت التخصيب والتحويل في إيران، لمنعها من امتلاك السلاح النووي، مشيراً إلى أن منشأة “فوردو” الإيرانية الواقعة تحت الجبال محصنة بشكل كبير، ولا تستطيع إسرائيل تدميرها بقدراتها الحالية، ما يدفع تل أبيب لمحاولة جرّ الولايات المتحدة للتدخل عسكريًا.
وشدد طوقان على أن استهداف المنشآت النووية محظور بموجب قرارات دولية صادرة عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية منذ أكثر من أربعة عقود، لكنه لفت إلى أن إيران قد ترد باستهداف مفاعل ديمونة الإسرائيلي في حال تعرضت منشآتها لهجوم مباشر.
وفي سياق متصل، استعرض طوقان تطور البرنامج النووي الإيراني، موضحًا أنه بدأ منذ عام 1975 وتم استثمار عشرات المليارات فيه، وهو الآن على “عتبة النووي”، ويمتلك أجهزة طرد مركزي ومواد انشطارية.
كما قارن ذلك بباكستان التي وصفها بأنها دولة نووية مكتملة، تمتلك العشرات من الرؤوس النووية منذ التسعينيات.
وعلى الصعيد الإقليمي، أشار طوقان إلى أن الاحتلال الإسرائيلي تبنّى السلاح النووي منذ نشأته، في ظل بيئة معادية، لافتًا إلى محاولات مصر والعراق السابقة لبناء برامج نووية، والتي أُفشلت، وكان تدمير المشروع النووي العراقي أحد أسباب غزو العراق.
وفيما يخص الملف النووي الأردني، قال طوقان إن الأردن يُعد من الدول الرائدة في الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، بحسب تقييم الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مشيراً إلى وجود 68 أردنياً يحملون درجة الدكتوراه في الهندسة النووية، يعمل أكثر من 40 منهم في الخارج، ويجري حالياً العمل على استخدام الطاقة النووية لتحلية المياه.