صدى الشعب – دخل التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل مرحلة غير مسبوقة، مع اتساع رقعة الهجمات حيث أعلنت الجبهة الداخلية الإسرائيلية فجر الإثنين رصد بدء هجوم إيراني واسع النطاق يمتد من مدينة الناقورة شمالًا إلى إيلات جنوبًا، وسط تحذيرات متكررة من هجمات وشيكة ودعوات للإسرائيليين بالبقاء قرب الملاجئ.
وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي رصد إطلاق نحو 100 صاروخ إيراني في هذه الدفعة، ما تسبب بسقوط صواريخ في عدة مواقع في الوسط.
وقالت القناة 13 الإسرائيلية إن طواقم الإسعاف تتوجه إلى 4 مواقع على الأقل تأثرت بصواريخ إيرانية. بدوره، أكد رئيس بتاح تكفا قرب تل أبيب سقوط صاروخ إيراني على المدينة وإصابة أحد المباني، مشيرًا إلى استمرار عمليات الإنقاذ. في المقابل، أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن منظومة الدفاع الجوي لم تتمكن من اعتراض 10 صواريخ.
وأعلنت وسائل إعلام عبرية، صباح الاثنين، مقتل 3 أشخاص وإصابة 103 آخرين، في أحدث هجوم صاروخي لإيران على إسرائيل.
وأوضحت صحيفة “يدعوت أحرنوت” العبرية (خاصة) أنه جرى نقل ما لا يقل عن 103 مصابين إلى المستشفيات جراء القصف الصاروخي الإيراني على مناطق مختلفة من غوش دان (ضمن تل أبيب الكبرى) اثنان منهم في حالة خطيرة، و7 آخرون في حالة متوسطة، والبقية في حالة طفيفة.
وفجر الاثنين، ذكرت منظمة “نجمة داوود” (هيئة الإسعاف الإسرائيلية)، أن 3 أشخاص قتلوا وأصيب 67 آخرون في أعقاب إطلاق الصواريخ الإيرانية على إسرائيل، وفق صحيفة معاريف العبرية.
وفي وقت سابق، نقلت صحيفة “يدعوت أحرنوت” العبرية (خاصة) عن إيلي بن، مدير منظمة “نجمة داوود” (هيئة الإسعاف الإسرائيلية)، إعلانه إصابة شخصين بجروح خطيرة، “كما أصيب العشرات بجروح طفيفة في مختلف المواقع التي انفجرت فيها الصواريخ الإيرانية خلال القصف الأخير”.
وأوضح أن أحد مواقع انفجار الصواريخ الإيرانية يقع في منطقة الكرمل (قرب حيفا/شمال)، و4 مواقع أخرى في غوش دان.
وفي السياق، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن سلاح الجو اعترض طائرة مسيّرة كانت متجهة نحو إيلات، بينما أُطلقت صواريخ اعتراضية في سماء المدينة الجنوبية، وفق شهادات شهود عيان نقلتها وسائل إعلام محلية. كما سُمع دويّ انفجارات عنيفة في أجواء تل أبيب والقدس المحتلة، بالتزامن مع هجوم صاروخي إيراني جديد استهدف العمق الإسرائيلي.
وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية وقوع ضربات مباشرة في مناطق عدة داخل تل أبيب، ما يرجّح تصاعد الخسائر البشرية والمادية في الساعات المقبلة، في ظل استمرار الهجمات وتفعيل الدفاعات الجوية الإسرائيلية في مختلف المناطق.
وقالت شركة أمبري البريطانية للأمن البحري اليوم الاثنين إنه تم رصد حرائق عند محطة للطاقة قرب ميناء حيفا بعد هجوم إيراني بالصواريخ الباليستية على البنية التحتية للميناء وسط تصعيد الصراع مع إسرائيل.
وأضافت الشركة أنها رصدت لقطات مصورة لاعتراض الجيش الإسرائيلي الهجمات الصاروخية وأعقب ذلك مشاهد لسقوط صاروخين من الصواريخ فرط الصوتية.
وعلى الجانب الإيراني، واصلت إسرائيل شنّ هجمات جوية على مواقع في عمق الأراضي الإيرانية، ما دفع القوات الإيرانية إلى تفعيل أنظمة الدفاع الجوي في عدد من المدن الكبرى، بينها طهران وكرج ومشهد وبندر أنزلي، إضافة إلى باقرشهر ومنطقة بارشين شمال البلاد. وأكدت وكالة “إيرنا” سماع دويّ انفجارات في مناطق نارمك ولويزان شرقي طهران، إضافة إلى انفجار في مدينة شهريار غرب العاصمة. وذكرت وكالة “تسنيم” أن الدفاعات الجوية أسقطت طائرات مسيّرة إسرائيلية، فيما أعلنت وكالة “مهر” إحباط هجوم على بارشين.
وردًا على الهجمات، كشفت وزارة الخارجية الإيرانية عن مقتل 73 امرأة وطفلًا في ثلاث ضربات جوية إسرائيلية استهدفت طهران مؤخرًا، بينما أعلنت الشرطة اعتقال عنصرين تابعين لجهاز “الموساد” في مدينة ري جنوب العاصمة.
بدوره، قال المتحدث العسكري الإسرائيلي ناداف شوشاني إن سلاح الجوّ ينفذ عمليات تهدف إلى “تحييد تهديدات فورية” عبر استهداف منصات صواريخ أرض-أرض وسط إيران. كما أعلنت وزيرة النقل الإسرائيلية دراسة خيار إجلاء الإسرائيليين العالقين في الخارج عبر عبّارات من قبرص، في ظل استمرار تعليق معظم الرحلات الجوية.
ميدانيًا، ارتفع عدد القتلى في مدينة بات يام جنوبي تل أبيب إلى تسعة أشخاص، بعد انتشال جثتين من تحت الأنقاض. ووفق فرق الإنقاذ، أسفر الهجوم عن إصابة نحو 200 شخص، بينما لا يزال 35 آخرون في عداد المفقودين.
وفي ظل التطورات المتسارعة، أعلنت الجبهة الداخلية الإسرائيلية تمديد حالة الطوارئ، مؤكدة أن “المواجهة لا تزال في بدايتها”، في حين لجأ ملايين الإسرائيليين إلى الملاجئ، وسط حالة من القلق والذعر.
