شحادة (صدى الشعب): الهدف من الاختبارات الوطنية تشكيل قاعدة بيانات تعليمية
الجوابرة: الاختبارات الوطنية أداة حيوية لتقييم جودة التعليم
النوايسة: الاختبارات تسهم بتحسين الأداء الأكاديمي للطلاب
صدى الشعب – سليمان أبو خرمة
عقدت وزارة التربية والتعليم يوم أمس اختبارًا وطنيًا لطلبة الصف الثامن الأساسي، وذلك في إطار جهودها لضبط نوعية التعليم، إلى جانب اختبار تقييمي لطلبة الصف الثالث الذي سيُعقد في 20 أيار.
وفي هذا السياق، أكد عدد من الخبراء التربويين أن هذه الاختبارات تشكل أداة حيوية في قياس جودة التعليم والمساهمة في تطوير النظام التربوي في الأردن.
وأشاروا خلال حديثهم لـ(صدى الشعب) إلى أن الاختبارات الوطنية توفر مؤشرات دقيقة حول مخرجات التعليم ومدى تحقيق أهداف المناهج، مما يساعد في تحديد الفجوات التعليمية بين المدارس والمناطق المختلفة.
ولفتوا إلى أن نتائج هذه الاختبارات تدعم صناع القرار في تعديل السياسات التعليمية وتوجيه الموارد بشكل يتماشى مع احتياجات الطلاب الفعلية.
وأوضحوا أن هذه الاختبارات تقدم صورة شاملة عن مستوى التقدم التعليمي، وتلعب دورًا أساسيًا في تحسين أساليب التدريس.
وبينوا إن البيانات الدقيقة التي توفرها هذه الاختبارات تُستخدم لتقييم المناهج الدراسية وتطويرها بما يتناسب مع احتياجات الطلبة، مما يسهم في رفع مستوى جودة التعليم بشكل عام.
بدوره قال مدير إدارة الامتحانات والاختبارات في الوزارة، الدكتور محمد شحادة، ان الاختبار الوطني ستهدف طلبة الصف الثامن الأساسي في مختلف المدارس التابعة للقطاعين العام والخاص، ومدارس الثقافة العسكرية، ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، بهدف الوقوف على مستوى إتقانهم للمهارات التعليمية الأساسية.
وبين شحادة خلال حديثه لـ(صدى الشعب) أنه خضع للاختبار نحو 176,525 طالباً وطالبة، ضمن خطة الوزارة السنوية التي تهدف إلى رصد واقع التحصيل الدراسي في مباحث اللغة العربية، اللغة الإنجليزية، الرياضيات، والعلوم، وتوفير بيانات دقيقة تسهم في تطوير السياسات التعليمية واتخاذ قرارات مستندة إلى نتائج ميدانية.
وقال إن هذا الاختبار يأتي ضمن سلسلة تقييمات تُجرى بالتناوب على الصفوف المستهدفة (الرابع، الثامن، والعاشر)، حيث يُطبّق هذا العام على الصف الثامن، مشيراً إلى أن التقييم لا يهدف إلى احتساب العلامات أو النجاح والرسوب، وإنما لتشكيل قاعدة بيانات وطنية حول مستويات الأداء والتحصيل.
وأوضح أن الاختبار عقد عند الساعة العاشرة صباحاً، وتبلغت مدته ساعة ونصف الساعة، حيث متحن كل طالب في مبحث واحد فقط من المباحث الأربعة، بصيغة أسئلة من نوع الاختيار من متعدد، وستُتاح بصيغتيها الورقية والإلكترونية.
وأشار إلى أن أوراق الاختبار ستُسلَّم إلى أقسام الامتحانات في المديريات مغلّفة ومؤمنة، على أن توزَّع على المدارس من خلال لجان معتمدة للإشراف وضمان الشفافية والدقة في تنفيذ العملية الامتحانية.
وقال شحادة ان الاختبار التقييمي لطلبة الصف الثالث الأساسي، يركّز على قياس المهارات الأساسية في مادتي **اللغة العربية والرياضيات*، بهدف مساعدة المعلمين على تحديد جوانب القوة والضعف لدى الطلبة، وبناء خطط تعليمية علاجية تتماشى مع احتياجاتهم.
وأضاف أن زمن هذا الاختبار سيكون ساعة واحدة، ويتضمن أسئلة من نوع الاختيار من متعدد، مشيراً إلى أنه سيتم تسليم الأسئلة للمديريات في الثامن عشر من الشهر الحالي، لتوزيعها على المدارس ضمن إجراءات رقابية مشددة.
وأكد أن الوزارة ستصدر تقريرين إحصائيين مفصلين بنتائج كلا الاختبارين، يتضمنان تحليلاً لمستويات أداء المديريات والمدارس والطلبة، إلى جانب توصيات تربوية تسهم في تحسين جودة التعليم وتعزيز مخرجاته.
نتائجها تساهم في تطوير السياسات التعليمية
من جهتها أكدت الخبيرة التربوية الدكتورة نورة الجوابرة أن الاختبارات الوطنية تعد من الأدوات الأساسية التي تساهم في تقييم جودة التعليم في الأردن.
وأضافت أن هذه الاختبارات توفر مؤشرات دقيقة حول مدى تحقيق مخرجات التعليم وأهداف المناهج على المستوى الوطني، مشيرة إلى أنها تسهم في تحديد الفجوات التعليمية بين المدارس والمناطق المختلفة، مما يعزز من فهم التحديات التعليمية التي تواجه النظام التربوي في مختلف أنحاء المملكة.
وأشارت الجوابرة إلى أن هذه الاختبارات تلعب دورًا في رفع مستوى الشفافية والمساءلة في النظام التربوي، مما يسهم في تحسين الأداء العام للمؤسسات التعليمية.
وأكدت أن نتائج الاختبارات الوطنية توفر قاعدة بيانات قوية لصناع القرار في مجال التعليم، موضحة أن هذه النتائج تمكّن المسؤولين من تعديل السياسات التعليمية وتوجيه الموارد بشكل أكثر دقة إلى المدارس أو الفئات التي تحتاج إلى دعم إضافي.
وأضافت أن نتائج الاختبارات تُستخدم أيضًا في تقييم مدى فعالية البرامج التعليمية الحالية، مما يتيح اتخاذ قرارات مبنية على الأدلة لتحسين كفاءة النظام التعليمي وتعزيز جودته.
وأكدت أن نتائج الاختبارات الوطنية تساهم بشكل كبير في تحسين أداء المعلمين والمناهج الدراسية. وأوضحت أن هذه النتائج تساعد في تحديد مدى فعالية طرائق التدريس والمناهج، حيث يمكن استخدامها كأداة لتغذية راجعة للمعلمين ليتعرفوا على النقاط التي تحتاج إلى تحسين لدى طلبتهم ويطوروا من ممارساتهم التعليمية.
وأضافت أن هذه الاختبارات تُستخدم أيضًا في مراجعة وتحديث المناهج الدراسية بما يتوافق مع الحاجات التعليمية الفعلية، مما يضمن تحسين العملية التعليمية بشكل مستمر.
وأشارت إلى أن تحليل نتائج الاختبارات الوطنية بشكل تفصيلي حسب المهارات والمجالات يساعد في التعرف على الثغرات التي يعاني منها الطلبة في الفهم أو التطبيق.
وأوضحت أن هذا التحليل يمكّن الإدارات المدرسية والمعلمين من تصميم برامج علاجية موجهة، مثل حصص تقوية أو خطط فردية، التي تركز على رفع مستوى الطلبة في الجوانب التي تحتاج إلى تحسين، مما يسهم في تعزيز أدائهم الأكاديمي وتجاوز النقاط التي تحتاج لتحسين.
تدعم تطوير المناهج
من جانبه أكد الخبير التربوي عايش النوايسة أن الاختبارات الوطنية تُعد من الأدوات الأساسية في قياس جودة التعليم، حيث تعتمد عليها الأنظمة التربوية لقياس أداء الطلاب والمؤسسات التعليمية.
وأوضح النوايسة خلال حديثه لـ(صدى الشعب) أن هذه الاختبارات توفر صورة دقيقة وشاملة عن مستوى التقدم التعليمي، وتساعد في تحديد نقاط القوة والضعف لدى الطلاب، مما يساهم في وضع خطط علاجية وتطويرية لتحسين الأداء الأكاديمي.
وأضاف أن الاختبارات الوطنية تساهم في رفع مستوى جودة التعليم من خلال توفير بيانات دقيقة تُستخدم في تقييم المناهج وأساليب التدريس، بما يضمن تقديم الدعم اللازم للطلاب وضمان فرص تعليمية متساوية لجميع الفئات.
وأكد على أن نتائج هذه الاختبارات تدعم ممارسات الرقابة والمتابعة داخل المدارس والمديريات التعليمية، وتعد أداة هامة لصناعة السياسات التعليمية المبنية على الأدلة والبيانات الحقيقية.
وأشار إلى أن هذه الاختبارات تخلق حافزًا تنافسيًا بين المدارس، مما يشجع المعلمين على زيادة دافعية الطلاب وتحسين أدائهم.
وأضاف أنها تساهم في الكشف عن الفجوات التعليمية التي تستدعي التدخلات العلاجية، بالإضافة إلى توفير بيانات تسهم في بناء برامج تدريبية موجهة للمعلمين بناءً على احتياجاتهم الخاصة.
وأوضح أن نتائج الاختبارات الوطنية تساعد في تصنيف مستويات أداء الطلاب والمديريات، وتوجه عمليات التطوير المهني للمعلمين بهدف تحسين الكفاءة التعليمية.
ولفت إلى أن الاختبارات تساهم في تقييم كفاءة النظام التعليمي بشكل عام، وتعمل على تحديد نقاط القوة والضعف في أساليب التدريب والمناهج.
وأشار إلى أن الاختبارات الوطنية تعد أداة حيوية للمشاركة في الاختبارات الدولية، حيث تساهم في اختيار العينات بفعالية وتحسين نتائج النظام التربوي على المستوى العالمي.
وقال إن الاختبارات الوطنية تُمثل أداة حاسمة في تحسين جودة التعليم، فهي ترفع مستوى أداء الطلاب، وتُحسن المدخلات التعليمية، وتُسهم في تقديم صورة إيجابية عن مخرجات التعليم، مشيراً إلى انها تدعم تعزيز المعايير التربوية المرتبطة بالمناهج وأساليب التدريس، مما يسهم في تطوير النظام التعليمي بشكل مستمر.
