صدى الشعب – راكان الخريشا
يحظى الاردن برجال كبار وقامات وطنية وسياسية دونت أفعالهم وانجازاتهم العظيمة بأحرف من نور راسخين في القلوب والعقول رسوخ الجبال الشاهقات ومن بين هؤلاء الذي يعجز القلم عن اعطائه حقه يبزغ مشعل شيخ المشايخ وعقيد قبيلة بني صخر والفارس السياسي الأصيل دولة فيصل عاكف الفايز ( أبو غيث) القامة السياسية وشيخ العشيرة المنتمي للعرش والوطن هو عنوان الولاء للهاشميين وعنوان الانتماء للأردن ، هو قصة جوهرية ثمينة .. تحتوي على فصول عدة ، ومواقف مُشرفة .. نبتت أغصان الحُب في قلبه ، وأزهرت في روحه يتنفس حباً ووفاءً وولاء وإنتماء لـ القيادة المُلهمة ، والوطن العظيم .
حياته ودراسته
ولد فيصل عاكف مثقال الفايز لأسرة عريقة من قبيلة بني صخر فهو نجل عاكف الفايز الوزير والنائب والحزبي وشيخ العشيرة وواحد من كبار السياسيين في الأردن في عهد جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه، ولد فيصل الفايز وترعرع بالعاصمة عمّان في جبل اللوبيدة بتاريخ 22/4/1952، وتلقى تعليمه الإبتدائي والإعدادي فيها، ونال الشهادة الثانوية العامة الأردنية من كلية الفرير دي لاسال (عمان) في عام 1970م، وحصل على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة كارديف في (المملكة المتحدة) عام 1978، نال درجة الماجستير في العلاقات الدولية من جامعة بوستن (بروكسل) عام 1981.
هو زعيم القبيلة ورجل الدولة المقرب من ملوك آل هاشم ليس تزلفاً، بل لأنه صاحب رؤية وطنية أردنية عروبية ثاقبة أثبتت نجاحها ووطنيتها بأكثر من موقف متمترساً في خندقه الوطني لإيمانه ان الفرد مواطن أو مسئول هو بالمحصلة الوطن وفي أكثر من لقاء صحفي مع دولة أبو غيث كان يقول لنا إن لحظة السعادة عنده أن يؤدي عمله بأمانة وتفاني وإخلاص وأساعد انساناً محتاجاُ او مظلوماً فأنا تعلمت في مدرسة الهاشميين أهمية التواصل مع الناس ومساعدة المحتاج منهم وهو البدوي الذي قرأ ابن خلدون في جامعة بوسطن الأمريكية حيث حصل عام 1980على الماجستير في العلاقات الدولية، فان فيصل الفايز مقتنع بنظرية ابن خلدون من أن العرب هم (بدو) في صميم السياسة والاجتماع مهما أوغلوا في المدنية وارتفعوا في العمران .
وسام التميز العربي
ليس من المستغرب أبداً أن يمنح البرلمان العربي رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز وسام التميز العربي من الدرجة الأولى وذلك تقديراً لجهوده ودوره المتميز في تعزيز العمل البرلماني الوطني وتفعيل الدبلوماسية البرلمانية للنهوض بالعمل البرلماني العربي المشترك وتقديراً لمواقفه العروبية الداعمة للقضايا العربية ، دولة ابو غيث رجل المراحل الوطنية البحتة رصيد وطني حقيقي للأردن السياسي ومرجعية أولى للحاضر الأردني ومستقبلة ابجدياته راسخة وأولياته مقدسة حيث لا وطن إلا الأردن لنا كأردنيين ، ولا قيادة نرتضيها كالهاشميين ، المقربون من دولة الفايز يرون في شخصية فيصل الإنسان الصديق الصدوق والسياسي المتمكن والمحنك لم تُغره المناصب وهو صانعها ورجلها الأول مترفعا عن الألقاب ويصر إنه إبن الأردن والعشيرة ولأنه المسئول الرفيع صاحب المشروع الفكري الوطني عُرف بثبات الموقف لا يساوم او يزاود على ثوابته الوطنية التي حملها ولا يزال كأجمل إرث وطني في كل المواقع .
ابن المدرسة الهاشمية
هذه القامة السياسية الأردنية الوطنية هو ابن المدرسة الهاشمية لطالما أكد بأن عنوان الاستقرار والاستمرار للأردن الحكم الهاشمي أولاً والذي توافق عليه الأردنيون منذ أول كلمة في أول سطر في تاريخ تأسيس الأردن فكان فيصل الفايز عنوان الولاء للهاشميين وعنوان الانتماء للأردن ولذلك فإن وطنيته تلك والتي لا مهادنة فيها حازت على إعجاب كل وطني عربي في وطنه الأم فبات أيقونة يُضرب فيها المثل ونهجاً يسير على هداه كل وطني حر.
وفوق هذا فإن فيصل الفايز خِرّيج مدرسة الهاشميين فقد تربى وترعرع سياسياً ووطنياً على نهج بني هاشم فنهل منهم فكراُ سياسياً واجتماعياً واضحاً تترامى أحلامه على حدود الوطن العربي من البحر إلى البحر، فعكست خطاباته ذلك الحلم الأردني العربي الهاشمي بأن تتحقق في يوم ما أحلام الوحدة والقوة العربية بتكاملٍ في الرؤى السياسية والاقتصادية فحمل ذلك الحلم في كل خطاباته وعمل جاهداً على ترجمته إلى واقع ملموس من خلال التعب والجهد الموصول في كل منصب تقلده سواء في السلطة التنفيذية أو التشريعية فالفايز كان دوماً يؤكد أن جل حلمه وأقصى غايته أن يترجم توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله على الأرض، أردنياً وعربياً، بل ودولياً أيضاً.
تربى في مدرستين عريقتين
المميز في هذه الشخصية إنه نهل السياسة من مدرستين عريقتين فهو تربى في مدرسة ال هاشم الغر الميامين أبان الحقب والمناصب في الديوان الملكي الهاشمي وكذلك مدرسة أبيه وجده حيث نهل منها معترك السياسة والأصالة والعراقة البدوية بحكم الموروث المشيخي لقبيلة بني صخر، والده الشيخ والسياسي والوزير والنائب والمصلح الاجتماعي عاكف الفايز من رجالات الدولة الذي يشار لهم بالبنان فقد كان أردنيا وعربيا وإنسانا واسمه لا زال محفورا في الذاكرة الشعبية والوطنية والعربية بسبب ما قدمه لوطنه ومجتمعه ولامته العربية في مواقف الخير والمحبة ظل طوال حياته عربيا بالفطرة وقوميا بالسليقة ووحدويا بغير إدعاء كما ظل على الدوام اسما كبيرا ومحبوبا ومحترما في كل أرجاء الوطن العربي ويلتقي على احترامه الشعب والقيادة معاً .
وجده شيخ المشايخ مثقال باشا الفايز (راعي البلها) عقيد قبيلة بني صخر فقد كان ناشطاً سياسياً ورمزاً وطنياً بارزاً وكان قاضياً عشائرياً وساهم في الحياة البرلمانية نائبا لعدة دورات، شارك مع فرسان قبيلته في معارك الثورة العربية الكبرى فيبادر الوطنيون الأردنيون للالتفاف حول راية المغفور له الملك عبد الله بن الحسين الاول لتأسيس إمارة شرق الأردن، وهنا كان الدور المؤثر للشيخ الفايز الذي وقف بكل شجاعة واقتدار مع الدولة الناشئة معتمدا على رجولة وشهامة أبناء قبيلته التي تمتد مضاربها من أطراف البلقاء حتى عمق البادية شرقاً إضافة إلى امتدادها شمالاً وجنوبا .
دولة ابو غيث يحظى باحترام ومودة وتقدير على مستوى القيادة الهاشمية والشعب الأردني بكافة أصوله ومشاربه لا بل احترامه وتقديره يتخطى حاجز الاردن ليصل الى الوطن العربي، لأن دولة ابو غيث من أبرز المسؤولين ممن رسخوا نهج الوطنية بصياغة القرار، قاد القرار الأردني الداخلي بحكم المناصب التي تولاها تحت عباءة القرار الملكي، حتى غدا الأردن واحة أمن واستقرار على مستوى الاقليم والعالم .
بوصلة دولة فيصل الفايز السياسية أسهمت في جعل الاردن كيانا من ثوابت المنطقة لا يُمكن تجاوز دوره المرهون بقوّة الدولة الأردنيّة وهو الرجل الذي طالما آمن بتشاركية صنع القرار نأى بنفسه وترفع عن سياسة الاقصاء وتهميش الاخر من السياسيين الأردنيين والنخب الثقافيّة والفكريّة تحت عنوان كلنا للوطن ونحن جميعا الوطن في سبيل تماسك الجبهة الداخلية .
التجربة السياسية والوظيفية
وفي سيرة دولة ابو غيث، فقد تسلم ارفع المواقع الرسميّة وتقريبا قاد جميع السلطات باستثناء السلطة القضائية، كرئيس للوزراء ومن ثمّ رئيس للديوان الملكي العامر، ليحتل مكانه مرموقة في رئاسة مجلس الملك، ولأنه المخلص الامين كان قريباً دائماً من جلالة الملك، لم يغلق مكتبه وديوان جده في ام العمد وبكلّ إيجابيّته وأخلاقه و مُثله الوطنيّة، واصل الفايز مسيرته في العمل العام، متفاعلا مع تفاصيل المشهد وقريبا من الناس .
تجربته في رئاسة الحكومة 2003 وضعت بين يديه من المعايشة الميدانية ما يعزز إيمانه بأن الأردن محفوظ بعناية الله التي قيضت له حكماً هاشمياً يتفرد على مستوى العالمين العربي والإسلامي بالسماحة وسعة الصدر في سلمية التعامل مع المعارضة وفي القدرة على استشراف المستقبل بالإصلاح المتجدد ، والده وجده ساهما بتأسيس وترأس العديد من الاحزاب السياسية الوطنية لكن الحفيد فيصل الفايز لم يشأ أن يخوض العمل الحزبي أختار لنفسه أن يكون كادراً متقدماً في (حزب العرش الهاشمي) إذا جاز التعبير، إذ هو يحمل راية (الشيخة) التي تشكل جزءاً جوهرياً في العمارة الأردنية الموكلة بالرسالة والتي تنهض بمشقات استدامة البناء تحت أقسى الظروف وأثقل تحديات الجغرافيا والتاريخ ، تميزت التجربة السياسية والوظيفية للفايز بالثراء والتنوع فقد شغل العديد من المناصب التنفيذية والتشريعية وعمل في حقلي الدبلوماسية والسياسية، وظل حاضرا بقوة في المشهد السياسي الأردني لأكثر من عشرين عاماً .
المناصب والأوسمة
بدأ فيصل الفايز حياته الوظيفية في وزارة الخارجية حيث عمل قنصلاً في السفارة الأردنية في بروكسل – بلجيكا خلال الفترة 1979–1983، ثم عاد إلى المركز وعمل في الدوائر السياسية والقانونية والاقتصادية والمراسم في وزارة الخارجية خلال الفترة 1983–1986، ثم نقل بعد ذلك إلى الديوان الملكي الهاشمي ليعمل مساعداً لرئيس التشريفات الملكية بين 1986 – 1995، ثم نائباً لرئيس التشريفات الملكية خلال المدة من 1995 وحتى 1999، ومن ثم رئيساً للتشريفات الملكية بين 1999 و2003 وتولى منصب وزير البلاط الملكي الهاشمي، ولطالما أعتبر فيصل الفايز من أركان النظام الملكي وموضع ثقة القصر وهو ما ترجم بتعيينه رئيساً للوزراء عام 2003 ، ومن ثم تم تعيينه رئيساً للديوان الملكي الهاشمي عام 2005، وشغل الفايز العديد من المناصب الرفيعة في الدولة وقاد السلطة التشريعية بشقيها النواب والأعيان بدأها عضو ورئيس لمجلس النواب السادس عشر وعضو مجلس الأعيان الحادي والعشرون ، والثاني والعشرون ، والثالث والعشرون وعضو مجلس الأعيان السادس والعشرون ونائب أول لرئيس المجلس ، ورئيس مجلس الأعيان السادس والعشرون والسابع والعشرون والثامن والعشرون والتاسع والعشرون ورئيس مجلس الأعيان الثلاثين – ولغاية الآن .
حصل فيصل الفايز على العديد من الأوسمة الوطنية منها : وسام الكوكب الأردني من الدرجة الأولى عام (2000) ووسام الاستقلال من الدرجة الثانية عام ( 1995) ووسام الاستقلال من الدرجة الرابعة عام (1987) وحصل على الأوسمة الدولية أبرزها : وسام منح من جلالة الملكة اليزابيث ملكة بريطانيا ووسام فارس الصليب الأكبر منح من رئيس جمهورية ايطاليا ووسام منح من جمهورية ألمانيا الاتحادية .
مسك الكلام
دولة أبو غيث رجل ليس ككل الرجال، ورمز ليس ككل الرموز، فما تركت صفحاته ومحطاته المضيئة في المناصب التي تبوأها إلا كل صور العطاء والإبداع والانتماء والولاء، يضعه حتما ودون جدال في المرتبة الأسمى التي لا يجاوره فيها إلا نفر قليل من الرجال الحقيقيين الذين تولوا المسؤولية ، شكل نموذجا للإصرار والمواجهة والتحدي في كل الميادين وفي مختلف ألأوقات يحتل العناوين العريضة التي بزغت في مرحلة ما من مراحل انجازه وعطائه التي تختزن في صحائف أعماله مدونات تكتب بمداد المجد والفخار، لقد مثل أبو غيث مدرسة فكرية سياسية متكاملة الأبعاد والزوايا، طبعت بصماتها المؤثرة في ربوع الوطن الكبير وسيبقى دولة فيصل الفايز ” أبا غيث” أطال الله في عمره وألبسه ثوب الصحة والعافية القامة السياسية، وشيخ القبيلة المنتمي للعرش والوطن والقبيلة.
دولة أبو غيث رجل ليس ككل الرجال، ورمز ليس ككل الرموز، فما تركت صفحاته ومحطاته المضيئة في المناصب التي تبوأها الا كل صور العطاء والإبداع والانتماء والولاء، يضعه حتما ودون جدال في المرتبة الأسمى التي لا يجاوره فيها إلا نفر قليل من الرجال الحقيقيين الذين تولوا المسئولية، شكل نموذجا للإصرار والمواجهة والتحدي في كل الميادين وفي مختلف الأوقات، يحتل العناوين العريضة التي بزغت في مرحلة ما من مراحل انجازاته التي تختزن في صحائف أعماله مدونات كتبت بمداد المجد والفخار، لقد مثل أبو غيث مدرسة فكرية سياسية متكاملة الأبعاد والزوايا، طبعت بصماتها المؤثرة في ربوع الوطن الكبير .