المستريحي:البلديات خط الدفاع الأول عن الحكومة
دور البلدية يجب أن يتجاوز تقديم الخدمات التقليدية إلى التنموي
سكان المنطقة يقارب٣٠ألف نسمة وتحتاج لمركز صحي شامل
البلدية تعاني عبئًا وظيفيًا ونسبة الرواتب من الموازنة يقارب ٥٠٪
صدى الشعب – أسيـل جمـال الطـراونـة
قال رئيس بلدية رابية الكورة محمد طه المستريحي، إن البلدية التي تقع غرب محافظة إربد، تشمل أربع مناطق رئيسية وهي: سموع، وكفر كيفيا، وزمال، وجنين الصفا، مشيرا إلى أن البلديات بشكل عام تقوم ب ٨٠٪ من أعمال الحكومة، وهي المعنية بالبنية التحتية، والأسواق، والمقابر، والصحة، وعليه تشكل البلديات خط الدفاع الأول عن الحكومة .
وتطرق المستريحي خلال حوارية مع أسرة صحيفة صدى الشعب” أدارها رئيس هيئة التحرير الزميل حازم الخالدي إلى التحديات اليومية التي تواجه البلدية، وعلى راسها مشكلة النفايات، منوها إلى أن البلدية تمتلك سبع كابسات نعمل يوميًا ضمن لواء الكورة ورابية الكورة، إلا ان عدم التزام المواطنين ببرنامج جمع النفايات يزيد من تعقيد المشكلة .
وأضاف المستريحي، أن طبيعة العمل البلدي تتطلب تواصلا دائما مع المواطنين، ما يتطلب من رئيس البلدية العمل نحو ٢٤ ساعة وبشكل متواصل، حيث يتم الاجابة على اتصالات المواطنين والتواصل معهم وحل المشكلات التي تواجههم، متسائلا..عندما يتصل بك المواطن الساعة ١٢ ليلا، هل ترد عليه..مؤكدا الاجابة بنعم، لأنك مسؤول أمام الناس، مستدركا عندما أصبحت رئيسا للبلدية، يجب عليك أن تفتح أبوابك وتتحمل ضغط العمل .
الانتقال من دور الخدمات إلى التنمية
وشدد المستريحي على أن دور البلدية يجب أن يتجاوز تقديم الخدمات التقليدية، ليتجه نحو تبني مشاريع تنموية تمكن البلدية من الاعتماد على ذاتها، لافتا أنه يجري العمل على البنية التحتية، ولكن نسعى إلى تغيير دور البلدية من خدمات إلى تنمية ، أن يتعدى الدور الذي تقوم به البلديات من الدور التقليدي بتقديم الخدمات للمواطنين، ومنها النظافة وتعبيد الشوارع ومد الشبكات، إلى المشاركة الفاعلة في نقديم الدور التنموي والمشاركة الفاعلة في المجتمع في مختلف نواحي الحياة، الأمر الذي يساهم في التقليل من نسب البطالة وتشغيل الأيدي العاملة، وعليه يجب الخروج من العمل التقليدي للبلديات الى الدور التنموي.
قطاع الصحة واقع مقلق وحاجة ملحة لمركز شامل
وحول واقع القطاع الصحي في المنطقة، أبدى المستريحي الاستياء من الوضع الصحي ، لافتاً إلى أن المراكز الصحية القائمة تعاني من نقص في الكوادر والتخصصات، كما تفتقر إلى الخدمات الأساسية كالمختبرات والأشعة، وقال، بلدية الرابية بحاجة إلى مركز صحي شامل، وأنه لا يُعقل أن يغلق مركز صحي كفر كيفيا أو أن يعمل الطبيب ساعتين فقط، والمواطن يمرض الساعة ١٢ ظهرًا، ويُقال له لا يوجد طبيب؟ هذا غير معقول .
وأشار المستريحي إلى أن الطبيب في بعض الأحيان يضطر لتغطية مركزين صحيين، مما يؤثر سلبًا على جودة الخدمة، مبينا المستريحي أن المراكز الصحية في منطقة الرابية غير مطمئنة، من حيث الكوادر والتخصصات .
وفيما يتعلق بالموازنة، كشف المستريحي، أن موازنة البلدية كانت عند استلامه للمسؤولية تبلغ مليون ونصف المليون دينار، أما الآن فقد وصلت إلى مليونين و ٢٠٠ ألف دينار، وحيث ان الوضع المالي في البلدية بدأ يتحسن ، لكنها ما زالت تحتاج إلى دورتين انتخابيتين إضافيتين لتحقيق الاستقرار المالي الكامل، منوها إلى أن البلدية كانت مثقلة بالديون، لكن تم تقليصها إلى ٢٠٠ ألف دينار فقط.
وفيما يخص الرواتب، بيّن أن البلدية تعاني من عبء وظيفي، إذ يعمل لديها ما بين ١٥٠ إلى ١٦٠ موظفا، في حين أنها بحاجة فعليًا إلى نحو ١٠٠ موظف، فيما تبلغ نسبة الرواتب من الموازنة ما يقارب ٥٠٪، وهو رقم يسعى إلى تقليله ليتمكن من توجيه جزءًا أكبر من الموازنة نحو المشاريع والخدمات .
السياحة فرص ضائعة وبنية تحتية غائبة وقال المستريحي، إن منطقة رابية الكورة تُعدّ سياحية بامتياز، إلا أن غياب البنية التحتية يحول دون استثمار هذا المقوّم الحيوي، مشيرا إلى ان المنطقة تمتلك شلالات ومواقع طبيعية جميلة، لكن لا أحد يستطيع الوصول إليها بسبب غياب الطرق والخدماتن وحيث أن المستثمر أو السائح يريد أن أرى بنية تحتية تؤهل المنطقة للاستثمار أو الزيارة.
التمويل والمنظمات الدولية تحديات التعاون والانقطاع
وحول التعاون مع المنظمات الدولية، قال المستريحي، إن هذه المنظمات توقفت عن دعم البلديات في الفترة الأخيرة، ما زاد من صعوبة تنفيذ بعض المبادرات التنموين مؤكداً أنه من الضروري إقامة شراكات وتوأمة بين البلديات والمنظمات الخارجية لجذب التمويل وتوفير فرص عمل، خاصة وأن البلدية تعاني من فائض وظيفي .
كما وأكد أهمية الاستثمار في مشاريع إعادة التدوير بالتعاون مع المنظمات، وفتح مجالات جديدة للعمل، خاصة في ظل وجود نماذج محلية ناجحة بهذا الشأن.
قانون الإدارة المحلية .. دعوة لتوسيع الصلاحيات
وفيما يتعلق بقانون الإدارة المحلية المنتظر مناقشته في الدورة القادمة لمجلس النواب، شدد المستريحي على ضرورة تعديل القانون وتوسيع صلاحيات رؤساء البلديات ، وقال إنه وفي الدورة السابقة، كنا عبارة عن موظفين في وزارة الإدارة المحلهة، بلا صلاحيات حقيقية ، هذا يجب أن يتغير.
وأكد المستريحي، أن العلاقة بين بلدية رابية الكورة ووزارة الإدارة المحلية جيدة، كما أن التعاون مع البلديات المجاورة قائم وفعال، مشيرًا إلى تعاون مشترك مع بلدية دير أبي سعيد، خاصة في مجال المعدات والخدمات، كما أن البلدية أنشأت معهدا للتدريب المهني يدرب حاليًا ٩٠ إلى ١٠٠ طالب يحصل كل منهم على ١٠٠ دينار شهريًا، ويجري العمل على إنشاء معهد مماثل للإناث بدعم مالي يبلغ ٧٠ ألف دينار .
نبذة عن بلدية رابية الكورة
تأسست بلدية رابية الكورة عام ٢٠٠١ بعد أن تم دمج أربع بلديات صغيرة وهي (سموع، جنين الصفا، ازمال، كفركيفيا)، ويعود الأصل في التسمية إلى الاسم اليوناني والذي يعني “البلد” أو
“الإقليم” أو “المقاطعة”، وحيث أن المناخ السائد في المنطقة، هو مناخ البحر الأبيض المتوسط الذي يتميز بموسم شتاء بارد وممطر نسبياً ومناخ معتدل وجاف نسبيا في بقية العام .
وتمتاز بلدية عريقة بتراثها وناهضة بإقتصادها ومتميزة بإنتاجها الزراعي جاذبة
سياحياً وآمنة وعادلة ذات مجتمع مثقف متعاون ومتماسك، وتهدف بلدية رابية الكورة إلى تطوير البنية التحتية والمحافظة على البيئة وإيجاد مشاريع إنتاجية تنموية وإستثمارية تساهم برفع المستوى المعيشي للمواطن وخلق فرص عمل للحد من الفقر والبطالة ومصدر تمويل لصندوق البلدية وذلك من خلال كوادر مؤهلة ومدربة بأساليب متطورة للنهوض بالإقتصاد المحلي وتحقيق
التنمية الشاملة والمستدامة، كما وتهدف الى تقديم الخدمات البلدية لكافة المناطق التابعه لها والارتقاء بها لما يخدم المصلحة العامة
تقع بلدية رابية الكورة في الجهة الشمالية الغربية من المملكة، ضمن محافظة اربد على بعد ١٠٠ كم تقريبا شمال العاصمة عمان وعلى بعد ٢٠
كم تقريبا غرب / جنوب مدينة اربد .
ويحدها من الشمال لواء الطيبة ومن الشرق لواء المزار وبيت يافا ومن الجنوب بلدية دير أبي سعيد ومن الغرب بلدة وقاص وقليعات والسمط.
وتعد منطقة سموع في رابية الكورة المدخل الرئيسي للواء الكورة من جهته الشرقية /
الشمالية، حيث تقع بلدية رابية الكورة على بعد ٧ كم من قرية دير أبي سعيد والتي تعد مركز
اللواء، فيما تبلغ مساحة حدود البلدية ٣١ كم٢
في حين تبلغ مساحة حدودها الإدارية ١١ كم٢
تقريبا، وتبلغ المساحة التنظيمية ٦,٥ كم٢ أي ما نسبته ٥٩٪ من مساحة الحدود الإدارية و ٢١٪ من مساحة حدود البلدية
وتعد مناطق بلدية رابية الكورة من المناطق الزراعية التي يعتمد سكانها في معيشتهم على الإنتاج النباتي والحيواني، بالإضافة إلى العمل في القطاعين العام والخاص، حيث تشتهر بمحاصيلها الزراعية الصيفية وزيت الزيتون والأشجار المثمرة وإنتاج الألبان ومشتقاته .
وتعاني بلدية رابية الكورة من عدم الترويج لها كمنطقة سياحية بيئية، حيث كانت أهم رموزها شجرة القينوسي التي يبست بعد أكثر من ٧٠٠ عام ، وتمتاز المنطقة بطبيعتها الجبلية وسهولها الخضراء ، وتعد معلم سياحي طبيعي رائع ، حيث تزخر بالمتنزهات الطبيعية المليئة بشجر البلوط والسنديان والأشجار الحرجية
المعمرة، كما وتشتهر بسهولها الخضراء في منطقة ارخيم المطلة على سد وادي زقلاب من جهته الشرقية، كما وتعاني من محدودية الدور التنوي والشراكة مع القطاع الخاص وذلك بسبب قلة امتلاكها للأراضي من أجل إقامة المشاريع التنموية والسياحية عليها والعجز المالي في موازنة البلدية والقدرة المنخفضة لإيرادات البلدية اللازم لتغطية النفقات .

