جمعية النافذة البيضاء تسعى لتمكين ذوي الإعاقة وتأهيلهم ودمجهم في المجتمع 

الحيوي لـ (صدى الشعب) : الجمعية حققت انجازات وشاركت لمبادرات منها (لتزهو مدارسنا ) لترميم المدارس

صدى الشعب _ أسيـل جمـال الطـراونـة 

قالت وداد عبد الكريم الحيوي، رئيسة جمعية النافذة البيضاء للأشخاص ذوي الإعاقة، في حديث خاص لـ”صدى الشعب”، إن الجمعية تأسست عام ٢٠١١ تهدف إلى خدمة الأشخاص ذوي الإعاقة من خلال تمكينهم وتأهيلهم وتدريبهم وتعليمهم ودمجهم في المجتمع.

وفيما يتعلق برؤية ورسالة الجمعية، أشارت الحيوي في حديثها لـ”صدى الشعب ” أن الهدف هو الوصول بالأشخاص ذوي الإعاقة إلى حياة كريمة وعادلة وشاملة، تضمن لهم حقوقهم وتدمجهم بصورة كاملة في المجتمع مشيرة إلى أن الجمعية تقدم مجموعة واسعة من الخدمات، ومن أبرزها في مجال التمكين، حيث توفر مشاريع صغيرة للأشخاص ذوي الإعاقة، لا سيما أولئك غير القادرين على العمل في الشركات أو المصانع.

وأضافت ،أنه ومن خلال هذه المشاريع المنزلية،يتم تحقيق التمكين الذاتي لهم، مما يعزز استقلاليتهم وقدرتهم على الاعتماد على أنفسهم ،وأوضحت أن الجمعية تعمل على برامج تعليمية للأطفال ذوي الإعاقة، خصوصًا أولئك المحرومين من الالتحاق بالمدارس، وتشمل هذه البرامج تعليمهم، تقويتهم، ودمجهم مجددًا في السلك التعليمي، لضمان عدم بقائهم خارج العملية التعليمية.

كما أوضحت أن الجمعية تسعى إلى دمج الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية، خصوصًا الصم، مع المجتمع، والعكس أيضًا.

 ويتم ذلك عبر تنظيم دورات لغة الإشارة التي عُممت على مختلف فئات المجتمع، مثل الأطباء وأصحاب المحلات والمسؤولين وأفراد المجتمع المحلي.

وأكدت أن الجمعية تسعى من خلال هذه المبادرات إلى كسر الحاجز بين الأشخاص الصم والأشخاص من غير ذوي الإعاقة.

وفيما يخص التدريب المهني، فتعمل الجمعية على تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة عبر تدريبهم على المنتجات اليدوية ، ومن خلال هذا التدريب، يتم تنظيم معارض وبازارات لعرض منتجاتهم، مما يسهم في تنمية مهاراتهم وتوفير مصدر دخل لهم.

 كما يتم تدريب فئات مثل الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية، ومن ضمنهم متلازمة داون، على هذه الحرف اليدوية بهدف تعزيز ثقتهم بأنفسهم.

وأضافت الحيوي أن الجمعية تعمل أيضًا على توفير المساعدات العينية والطبية، مثل الكراسي المتحركة والأجهزة المساندة بشكل عام، لتسهيل حياة الأشخاص ذوي الإعاقة.

وفيما يخص الفئات المستهدفة، أوضحت أن الجمعية تقدم خدماتها للفئات العمرية من 6 سنوات إلى 50 سنة وأكثر، وتشمل جميع أنواع الإعاقة الحركية، والسمعية، والبصرية، ومتلازمة داون، باستثناء التوحد.

وحول أبرز المبادرات والإنجازات، بينت الحيوي أن الجمعية شاركت في مبادرة ” لتزهو مدارسنا” عام 2019، والتي تشرفت خلالها بزيارة جلالة الملك عبد الله الثاني. 

وقد مثل هذا الحدث تكريمًا هامًا للفريق الذي يتكون معظمه من الأشخاص ذوي الإعاقة. 

وبينت أن  الهدف من المبادرة ترميم المدارس المحتاجة لذلك، حيث كان الفريق الوحيد في المملكة المكوّن بالكامل من ذوي الإعاقة، مما شكل حافزًا كبيرًا لهم للمشاركة في العمل التطوعي.

كما لفتت الحيوي إلى أن الهيئة الإدارية والعاملين في الجمعية يتكونون بنسبة 80% من الأشخاص ذوي الإعاقة، مما يعكس التزام الجمعية بمبدأ التمكين الذاتي.

و فيما يتعلق بالتحديات، فقد أوضحت أن الوضع الاقتصادي الحالي يؤثر بشكل كبير على أوضاع الأشخاص ذوي الإعاقة، خاصة في المناطق النائية مثل قضاء الضليل، الذي ما يزال بحاجة إلى المزيد من الخدمات الأساسية مثل المواصلات وخدمات الدمج المجتمعي، ومع ذلك، أشارت إلى أن الجمعية استطاعت عبر أنشطتها وبرامجها كسر العديد من الحواجز.

وفي إطار التعاون مع المنظمات الدولية، أكدت وداد أن الجمعية تعمل حاليًا مع منظمة الإنسانية والإدماج، حيث تم تنفيذ جلسات توعية للأشخاص ذوي الإعاقة والمجتمع المحلي، بالإضافة إلى تشكيل لجان أمهات وتدريب أكثر من 50 شخصًا على قانون الانتخاب وقانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وقانون الأحزاب ، وقد أثمرت هذه المبادرة عن نجاح ملحوظ في قضاء الضليل.

وأضافت أن الجمعية تتعاون مع عدة جهات داعمة للبرامج التعليمية، مثل منظمة الإنسانية والإدماج ومنظمة الكادبي ، مما يسهم في توسيع نطاق الخدمات المقدمة.

وفيما يتعلق بالدور المجتمعي، أوضحت الحيوي  أن الجمعية بدأت تلاحظ دعمًا واستقبالًا إيجابيًا من بعض الجهات المحلية، رغم جميع التحديات.

 وأشارت إلى أهمية التوعية في تغيير نظرة المجتمع المحلي، الذي كان يشكك في قدرة الأشخاص ذوي الإعاقة على تقديم الخدمات، إلا أن الجمعية استطاعت إثبات العكس من خلال مشاريعها الناجحة.

وأكدت أن للإعلام دورًا محوريًا في إبراز الصورة الإيجابية للأشخاص ذوي الإعاقة، وتسليط الضوء على احتياجات المناطق النائية.

كما شددت الحيوي  على أن التمكين الاقتصادي هو من أهم الأهداف التي تسعى الجمعية إلى تحقيقها، موضحة أن وجود مشاريع مدرة للدخل للأشخاص ذوي الإعاقة سواء داخل الجمعية أو عبر مشاريع خاصة، هو الطريق إلى تجاوز الصعوبات.

وأوضحت الحيوي  أن نسبة الأشخاص ذوي الإعاقة في منطقة الضليل تجاوزت 2000 حالة، وهو عدد كبير مقارنة بعدد السكان، مما يتطلب جهودًا كبيرة ومشتركة لتحقيق الأهداف المنشودة. 

وأكدت أن خدمة الأشخاص ذوي الإعاقة ليست مسؤولية الجهات الرسمية فقط، بل هي مسؤولية جماعية تشمل الأهالي والمجتمع المحلي والمسؤولين في جميع أنحاء المملكة.

واختتمت وداد الحيوي حديثها بالتأكيد على أهمية إيصال صوت الأشخاص ذوي الإعاقة، معربة عن أملها في أن تواصل جمعية النافذة البيضاء تقدمها وتألقها، وتصبح أكثر حضورًا وتأثيرًا في المجتمع.