النمرات:” متابعة حثيثة لتحسين خدمات الحي ضمن الإمكانيات المتاحة”
صدى الشعب – إربد – عرين مشاعلة
وسط أزقة ضيقة تئن تحت وطأة الحفر والمطبات وطرق لم تعرف الإسفلت منذ عقود، تتجدد معاناة أهالي “حي المسيحية” في لواء الطيبة يومًا بعد يوم في ظل بنية تحتية مهملة وخدمات بلدية لا تصل بالقدر الكافي. فصول السنة تمرّ عليهم بثقلها بين شتاء تغرق فيه الممرات بفعل عجز عبارة تصريف المياه وصيف تتسلل فيه الروائح والحشرات من مكرهة صحية باتت أمرًا واقعًا، فيما يأمل السكان بأن تجد مناشداتهم المتكررة صدى لدى الجهات المعنية.
وفي هذا السياق يشكو سكان الحي الذي يضم نحو 40 منزلًا من تردّي واقع الخدمات الأساسية مؤكدين أن معاناتهم اليومية تفاقمت نتيجة تهالك البنية التحتية وسوء تصريف مياه الأمطار وتراجع خدمات النظافة في ظل غياب المعالجة الجذرية بالرغم من المطالبات التي وجّهوها منذ سنوات إلى بلدية الطيبة.
وبحسب ما أكدوا” لصدى الشعب ‘ فإن طرقات الحي الداخلية لم تشهد أي أعمال تعبيد منذ أكثر من 20 عامًا ما أدى إلى تآكل الإسفلت وظهور حفر ومطبات باتت تعيق الحركة وتعرض المركبات للأعطال المتكررة في وقتٍ تزداد فيه صعوبة التنقل داخل الحي.
كما لفت الأهالي إلى أن عبارة تصريف مياه الأمطار القائمة حاليًا أنشئت حسب حديثهم، بمستوى غير دقيق ولا يتناسب مع طبيعة انحدار الشارع ما يجعلها عاجزة عن تصريف المياه خلال فصل الشتاء الأمر الذي يؤدي إلى تجمعات مائية كبيرة تعيق حركة السكان وتغمر مداخل المنازل.
بينما في الصيف تتحوّل العبارة إلى بؤرة تجمع للحشرات والروائح الكريهة والقوارض ما يجعلها مصدر تهديد بيئي مستمر في غياب أي حل هندسي يعالج الخلل القائم.
ولم تغب مشكلة النظافة عن قائمة الشكاوى إذ بيّن السكان أن ضيق الشوارع يحول دون دخول كابسات جمع النفايات ما يؤدي إلى تراكم القمامة لفترات طويلة وسط غياب آليات بديلة تُناسب طبيعة الحي الأمر الذي يفاقم من الروائح الكريهة وانتشار الحشرات خاصة في الصيف.
وأكد السكان أن ما يواجهونه من ظروف لا يليق بمستوى العيش الذي يستحقونه مشيرين إلى أن مناشداتهم السابقة لم تجد استجابة فعلية حتى الآن مطالبين بتدخل الجهات المختصة بشكل عاجل لتحسين الواقع الخدمي في الحي.
من جهته أكد الناطق الإعلامي في بلدية لواء الطيبة ليث النمرات أن حي المسيحية يُعد من البؤر الساخنة التي تتابعها البلدية باهتمام خاص لافتًا إلى أن تحديات ضيق الشوارع هي السبب الرئيسي في عدم دخول “كابسات” النفايات إلى داخل الحي، الأمر الذي يعيق تقديم الخدمة بالشكل المعتاد.
وأوضح النمرات أنه تم توزيع حاويات بلاستيكية منزلية صغيرة أمام كل منزل، مع تخصيص آليات نظافة صغيرة الحجم قادرة على دخول الشوارع الضيقة، بما يضمن تحسين كفاءة جمع النفايات وتقليل المشكلات البيئية الناتجة عن تراكمها.
وفيما يتعلق بموضوع “قناة تصريف المياه” أشار النمرات إلى أن البلدية كانت قد وضعت “غرلات – شبك معدني” للقناة، لكنها تعرضت للعبث والتخريب، الأمر الذي اضطر البلدية لاستبدالها بأغطية اسمنتية، فيما تعرضت هذه الأغطية للعبث.
وأشار إلى أن البلدية ستقوم بتشكيل لجنة فنية من مهندسين ومختصين لمعاينة قناة تصريف المياه وتقييم كفاءتها، تمهيدًا لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتحسين أدائها، بما يتماشى مع المعايير الهندسية ومتطلبات السلامة العامة.
وفيما يتعلق بعمليات التعبيد، أوضح أن الحي حاليًا غير مشمول بأي عطاء ساري، إلا أن البلدية ستعمل على تضمين “دخلة المسيحية” في أول عطاء متاح مستقبلاً، نظرًا للأولوية التي بات يحظى بها الحي.
وأكد النمرات أن البلدية تولي اهتمامًا حقيقيًا بخدمة أهالي الحي واللواء عامة، وتعمل ضمن إمكانياتها الفنية والمادية على تحسين جودة الخدمات المقدمة، داعيًا المواطنين إلى التعاون مع فرق النظافة واللجان المختصة، لضمان تنفيذ الحلول المقترحة بالشكل الأمثل.


