صدى الشعب _أسيل جمال الطراونة
اكد مؤسس مبادرة “مشوار بيئي ” فيصل أبو السندس، أن ظاهرة البرك الوردية التي ظهرت في البحر الميت طبيعية وليست جديدة عالميًا، إذ سجلت في أكثر من 25 موقعاً حول العالم ، أما في البحر الميت فقد لوحظت منذ عام 2021، لكنها لم تكن تحت الأضواء بشكل كامل.
وأشار أبو السندس في حديثه لـ “صدى الشعب” إلى وجود أربع فرضيات أساسية لتفسير هذه الظاهرة وهي الطحالب التي تعيش في المياه الملحية، وهي نوع من الطحالب التي تعيش في المياه المالحة، Dunaliella salina وتنتج هذه الصبغة الوردية تحت ظروف بيئية معينة منها الملوحة العالية وارتفاع درجات الحرارة.
وأضاف، أن ثاني احتمال الهالوبكتيريا، وهو نوع من البكتيريا التي تزدهر في البيئات المالحة، وتفرز مادة تمنح المياه لونها الوردي، والاحتمال الثالث هو المعادن الطبيعية، خاصةً أكاسيد المنغنيز التي قد تكون مسؤولة عن تغير لون المياه أما الاحتمال الاخير هو أن يكون – مزيج من العوامل السابقة : حيث يمكن أن يكون التفاعل بين الطحالب البكتيريا، والمعادن هو السبب الرئيسي لهذه الظاهرة.
وأوضح أن مبادرة “مشوار بيئي”، التي تعتمد على أسس علمية، سارعت إلى التواصل مع الجمعية العلمية الملكية لإجراء الفحوص اللازمة، وتم جمع عينات من المياه لدراستها وتحليل مكوناتها التي ما زالت قيد الدراسة .
كما وأشار إلى أن البحر الميت يتميز بمستويات ملوحة تفوق البحار الأخرى، حيث تبلغ نسبة الأملاح فيه حوالي 35، أي ما يعادل عشرة أضعاف نسبة ملوحة المحيطات، ورغم الاعتقاد السائد بأن البحر الميت خال من الكائنات الحية، إلا أن الدراسات الحديثة أثبتت وجود بعض أنواع البكتيريا والطحالب القادرة على العيش في هذه البيئة القاسية.
وأوضح أن هذه البرك الوردية لا تظهر في البحر المفتوح، بل تتركز في البرك المعزولة التي نشأت بفعل انخفاض مستوى البحر الميت بمعدل متر عمودي سنويًا، مما أدى إلى تكون حفر انهيدامية على أطرافه.
وعن مبادرته، أكد أبو السندس، أن “مشوار بيئي” تهدف إلى حماية 100 موقع طبيعي غير مدرج على الخريطة السياحية في الأردن، وتهدف المبادرة إلى توثيق هذه المواقع، رفع الوعي بأهميتها، والترويج للسياحة البيئية، كما وتسعى المبادرة إلى تشجيع الناس على استكشاف الطبيعة بدلاً من البقاء في الأماكن المغلقة، وتوفير رحلات تشمل العائلات كبار السن، والأشخاص من ذوي الإعاقة، بالإضافة إلى ذلك، تعمل المبادرة بالتعاون مع جامعات أردنية، مثل الجامعة الأردنية والهاشمية، على تدريب الطلاب على توثيق المواقع الطبيعية واستكشاف مسارات جديدة.
واختتم بالقول، أن ظاهرة البرك الوردية في البحر – الميت تظل قيد الدراسة، حيث ينتظر العلماء نتائج التحاليل المخبرية لتحديد أسبابها بدقة، وبينما تستمر مشوار بيئي في جهودها للحفاظ على الطبيعة الأردنية تبقى هذه الظاهرة مثالاً على العلاقة المعقدة بين البيئة والتغيرات الطبيعية.
