بني عمر :” الموقع حراجي وخارج التنظيم ويتطلب موافقات رسمية للتنفيذ”
أبو عرابي :” مستعدون للتعاون ضمن الأطر القانونية لحماية الحراج”
صدى الشعب – عرين مشاعلة
يشكّل متنزه “أم علي” الواقع بين منطقتي الطيبة ومندح في محافظة إربد، متنفسًا طبيعيًا لآلاف الزوار من داخل لواء الطيبة وخارجه، خصوصًا خلال فصل الصيف وأوقات الربيع.
ويتميّز المتنزه بطبيعته الخلابة وتنوعه البيئي ووجود أشجار البلوط الحرجية المعمرة، ما يجعل منه وجهة محببة للعائلات والرحلات الشبابية وهواة الطبيعة.
ورغم جمالية المكان وثرائه البيئي إلا أن الزوار يواجهون صعوبات جمّة في الوصول إليه بسبب تهالك الطريق المؤدية للمتنزه،وافتقاره إلى البنية التحتية الأساسية من تعبيد، إنارة، وخدمات عامة، ما يثير استياءً متصاعدًا في صفوف مرتاديه.
ويطالب أهالي المنطقة والزوار على حد سواء الجهات المعنية بضرورة إعادة تأهيل واستصلاح الطريق المؤدي للمتنزه، نظرًا لأهمية الموقع باعتباره المتنفس الوحيد لسكان المنطقة والمناطق المجاورة.
وفي حديث لـ”صدى الشعب”، أشار عدد من الزوار إلى أن الوضع الحالي للطريق لا يليق بمكان بهذه القيمة الجمالية والبيئية، مؤكدين أن المعاناة تتضاعف ليلًا في ظل غياب الإنارة، ما يدفع كثيرين للعزوف عن زيارته رغم سحر الطبيعة الذي يتمتع به.
رئيس بلدية لواء الطيبةالمحامي لؤي عبد الكريم بني عمر أوضح أن المنطقة حظيت في السنوات الأخيرة بإقبال كبير، لما تتمتع به من طبيعة خلابة وغطاء حراجي مميز، إلا أنها تقع خارج التنظيم الرسمي، وتُصنّف كـ”منطقة حرجية تابعة لأملاك الدولة”، وهو ما يُقيد حركة البلدية ويمنعها قانونيًا من تنفيذ مشاريع مباشرة دون موافقات مسبقة.
وبيّن بني عمر،أن وجود أشجار حرجية معمّرة على جانبي الطريق يجعل عملية الاستصلاح أكثر تعقيدًا، لأن أي تدخل قد يُفسّر على أنه تعدٍ على الغابات. لكنه شدد في الوقت نفسه على أن بلدية الطيبة مستعدة بالكامل للتعاون مع وزارتي الأشغال العامة والزراعة، بل واتخاذ أي إجراء يخدم مصلحة اللواء وسكانه، ضمن ما يسمح به القانون.
وأشار إلى أن الطريق لا يحتاج فقط إلى صيانة سطحية، بل إلى شق وتعبيد بطول يقدّر بنحو3 كيلو مترات داخل المنطقة الحرجية، ما يتطلب تخطيطًا دقيقًا لتجنب الإضرار بالأشجار الحرجية، مؤكدًا أن البلدية تبذل جهودًا متواصلة للنهوض بواقع الخدمات وتقديم متنفس طبيعي يظهر بأبهى صورة دون المساس بالثروة الحرجية.
من جهته، أكد مدير زراعة محافظة إربد المهندس عبد الحافظ أبو عرابي لـ”صدى الشعب” أن المنطقة تُعد حرجية وتحظى بأهمية بيئية، وأن مديرية الزراعة حريصة على حمايتها من أي اعتداءات، لكنها في ذات الوقت مستعدة للتعاون الكامل مع الجهات المعنية، بما في ذلك بلدية الطيبة و الأشغال العامة ، في حال تم تقديم طلب رسمي ضمن الأطر القانونية والتنظيمية المعمول بها.
وأشار أبو عرابي إلى أن الزراعة لا تمانع من دراسة الوضع الميداني، وإذا اقتضت الضرورة تعديل مسار الطريق أو إيجاد حلول تخدم الصالح العام وتحافظ على الثروة الحرجية، فإن المديرية ستكون جزءًا من هذا الجهد الوطني.
ختاما ،بين تطلعات المواطنين في تحسين الخدمات والوصول الآمن إلى المتنزه، وحرص الجهات الرسمية على حماية الغابات والمحميات، يبرز متنزه “أم علي” كنموذج لمواقع تحتاج إلى حلول توافقية مدروسة، توازن بين التنمية والحفاظ على البيئة.
وفي الوقت الذي تبدي فيه بلدية الطيبة ومديرية زراعة محافظة إربد استعدادًا حقيقيًا للتعاون، تظل الكرة الآن في ملعب التنسيق بين الوزارات المعنية، لتبني خطة تنفيذية تضع حدًا لمعاناة الزوار، وتحفظ للموقع مكانته الطبيعية بوصفه كنزًا بيئيًا ومتنفسًا مجتمعيًا نادرًا في المنطقة.
فهل تُثمر هذه الجهود عن خطوات فعلية على أرض الواقع؟ وهل نرى قريبًا متنزه “أم علي” وقد تحوّل إلى وجهة آمنة ومؤهلة تليق بجماله وقيمته؟ الرهان يبقى على الإرادة المشتركة والقرار المسؤول.
