صدى الشعب – بهاء سلامة
صادفت الثلاثاء 22-4-2025، الذكرى الرابعة والعشرون لرحيل المغفور له بإذن الله المشير الركن حابس رفيفان المجالي أحد رجالات الأردن والرمز الوطني الذي خط تاريخاً بطولياً مُشرّفاً على الصعيدين الوطني والعسكري، و ربما لا يعرف الكثير من الأردنيين أن المشير أسر المجرم العنصري الصهيوني، رئيس الوزراء، آرائيل شارون، و تم معالجته و من ثم تبادله مع أسرى الصهاينة لدى الجيش العربي.
و عطفاً على هذه الذكرى، وعند مرورها أمام الأردنيين، سياسيين أو غيرهم، يتداول موضوع، منع القائد العام للقوات المسلحة الأردنية، من توسيع الشارع القادم من العبدلي عبر (شارع الملك حسين) نحو دوار الداخلية (ميدان جمال عبد الناصر)، فهناك من يقول أن الأمانة أنذاك عرضت لإنشاء نفق علوي باتجاه المدينة و آخر يخفف الاكتظاظ الموجود حالياً على هذا الشارع، و لكن المُشير رفض و لم يسمح لهم، فهل هذه الأخبار صحيحة؟
الإجابة وجدتها (صدى الشعب) في جعبة حفيد المُشير، حيث يقول: سند عكاش الزبن، في رده على هذا السؤال: “هذه إشاعة ومصدرها شخصية سياسية و وزير أسبق دون تفاصيل، حيث أخرجها في أحد جلساته السياسية، و من هنا انتشرت كالنار في الهشيم.”
و أكمل الزبن: ” منزل جدي حابس، يقع على شارع الملك حسين، و هو ليس وحيداً في الشارع، فبجانبه 5 منازل آخرى، و أحدها (نادي معروف) ولو أن الحديث صحيح أن جدي رفض توسيع الشارع أو قام بمنع إنشاء نفق، فلماذا لم يُطلب من المنازل الباقية و النادي الهدم، و لو حدث ذلك لوجدنا بيت جدي وحيداً (المتحف الحالي الذي جاء تدشينه و تحويله من منزل لمتحف بأمر ملكي من جلالة الملك عبد الله الثاني وتم التنفيذ بالعام 2012 في حقبة أمين عمان الأسبق، المرحوم عقل البلتاجي)، و لكن هذا الأمر لم يحدث و هذا يفند الإشاعة (جملةً و تفصيلاً)..
و أزيدكم من الشعر بيتاً كما يُقال:” في أحد المرات جاء الحرس لجدي ليشيروا له أن هناك عمال يقومون بأخذ القياسات لإصلاح الشارع و إقامة تحسينات، فخرج لهم جدي و أكد لهم أنهم لو احتاجوا منزله لا يترددوا بأخذه حتى يتوسع الشارع و يكون مناسباً لاستيعاب الحركة المرورية على هذا الشارع المؤدي لأحد أهم (الميادين) ميدان جمال عبد الناصر.”
و ختم الزبن حديثه: “أتمنى أن يتوقف الأردنيين عن نقل الإشاعات، خاصة في عصر الفضاء الإلكتروني، و مواقع التواصل، و أعيد لأنفي هذه الرواية، و أقول :”سامح الله ذاك المسؤول، الذي لم يضع مخافة الله بين عينيه و كان هدفه التشهير لقامة وطنية أردنية يعرفها كل حُر.”
المشير حابس المجالي في سطور
كرّس الفقيد المولود في معان عام 1910، حياته جندياً مخلصاً شجاعاً مدافعاً عن ثرى الأردن وفلسطين، حيث نشأ في كنف أسرة أردنية عشقت ثرى الوطن، و تلقى دراسته الابتدائية في مدينة الكرك وأكمل دراسته الثانوية في مدرسة السلط الثانوية.
ويعد المغفور له المجالي أحد رجالات الرعيل الأول، حيث التحق بالخدمة العسكرية عام 1932 وتدرج فيها إلى أن أصبح قائدا عاما للجيش عام 1958، ووزيرا للدفاع عام 1969، وحاكما عسكرياً عاماً وقائداً عاماً للقوات المسلحة عام 1970 .
عُين كبيرا لأمناء المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه، ووزيراً للبلاط وعضواً في مجلس الأعيان، وحصل على العديد من الأوسمة والشارات من أبرزها:
النهضة المرصع، والنهضة من الدرجة الأولى، والخدمة العامة بفلسطين، والكوكب من الدرجة الأولى، كما منح العديد من الأوسمة والشارات من عدة دول شقيقة وصديقة.
وكان الفقيد أول عربي أردني يشكل كتيبة أردنية ويقودها في حرب 1948 وقد تقدّمت طلائع القوات العربية لتكون رأس الحربة التي كسرت شوكة المعتدين في باب الواد والقدس الشريف التي أحبها وعشقها حتى مماته.


