صدى الشعب – هيثم أبو حماد
ما يزال الشارع الرياضي المحلي، يحتفل بإنجاز المنتخب الوطني لكرة القدم المتمثل بالتأهل التاريخي لنهائيات كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه، بعد أن خاض 10 تصفيات مؤهلة للمونديال خلال الأربعين عاماً الماضية لم تتكلل بالنجاح.
لم يكن الإنجاز التاريخي لمنتخب النشامى سهلًا بالوصول للمونديال كأول منتخب عربي يبلغ النهائيات التي ستقام في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك العام المقبل، إذ خاض غمار التصفيات بداية من الدور الثاني والذي أنهاه متصدراً لمجموعته السابعة بثلاث عشرة نقطة بفارق الأهداف عن المنتخب السعودي صاحب المركز الثاني وبعد أن حقق فوزين متتاليين على طاجيكستان والسعودية في الجولتين الأخيرتين على التوالي، ليخطف بطاقة العبور للدور الثالث والحاسم من المونديال، إذ وضعته القرعة في المجموعة الثانية إلى جانب منتخبات كوريا الجنوبية والعراق، وعُمان، وفلسطين، والكويت.
وفي نظرة سريعة على مشوار النشامى في الدور الثالث والحاسم، لعب المنتخب الوطني 10 مباريات، حقق الفوز فيها أربع مرات على فلسطين وعُمان ذهاباً وإياباً، وتعادل في أربعة لقاءات أمام العراق وكوريا الجنوبية والكويت في مباراتي الذهاب والإياب، فيما خسر مرتين أمام كوريا الجنوبية والعراق، لينهي الدور الثالث خاطفاً بطاقة العبور الثانية عن المجموعة الثانية برصيد 16 نقطة، مسجلاً 16 هدفاً ومستقبلاً ثمانية أهداف، وتصدر علي علوان ويزن النعيمات ترتيب هدافي المنتخب في الدور الثالث بخمسة أهداف لكل منهما.
كما أجرى منتخب النشامى خلال مشوار الدور الثالث من التصفيات الذي بدأ التحضير له منذ تموز (يوليو) الماضي العديد من المعسكرات الداخلية والخارجية في تركيا وقطر والسعودية، وعقد المنتخب الوطني في التصفيات 10 مؤتمرات صحفية رسمية قبل وبعد المباريات، إضافة إلى مقابلات صحفية وتلفزيونية للمدير الفني لمنتخبنا الوطني جمال السلامي ولاعبيه، إذ تعاملت المنظومة الإعلامية لمنتخبنا الوطني بإشراف المنسق الإعلامي أحمد الزاغة، مع وسائل الإعلام بانفتاح مع الحرص على إبقاء اللاعبين بعيدًا عن أي ضغوط قد تؤثر على أدائهم في الملعب.
وكان مشوار النشامى حافلاً بدعم ملكي من جلالة الملك عبد الله الثاني، وسمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، ولي العهد، والذي حرص سموه بدوره على متابعة مباريات النشامى سواء البيتية أو الخارجية، مما شكل حافزاً ودافعاً للاعبي المنتخب لتحقيق التأهل للمونديال.
وقال قائد منتخب النشامى إحسان حداد: “إن دعم جلالة الملك وسمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني ولي العهد الذي كان حاضراً في جميع المباريات، كما كان ولي العهد يحرص على التواصل بشكل مباشر مع اللاعبين والاطمئنان على حالتهم المعنوية والصحية ويحفزهم لإنجاز المهمة، له الأثر الكبير في تحقيق الإنجاز”.
وأشار حداد إلى حرص اتحاد كرة القدم بقيادة رئيس الهيئة التنفيذية سمو الأمير علي بن الحسين على توفير كل السبل لإعداد المنتخب وتقديم الدعم للاعبين، والوقوف على مشاكلهم والتعامل معها، الأمر الذي ساهم في رفع من معنويات منتخب النشامى.
وحول الصعوبات التي واجهت اللاعبين خلال مشوار التصفيات، أكد حداد أن الإصابات كانت التحدي الأبرز للمنتخب الذي كان يلعب معظم المباريات بغياب عدد من اللاعبين الأساسيين، قائلاً: “عزيمة اللاعبين والعقلية القتالية التي تمتعوا بها ساعدتهم على العودة من الإصابات بأسرع وقت بفضل الجهاز الطبي”.
وأشار حداد إلى أن الأجواء المثالية بين اللاعبين والجهازين الفني والإداري كانت حاضرة في جميع المعسكرات والمباريات المفصلية من عمر التصفيات، لافتاً إلى أن النتائج السلبية لم تأثر على اللاعبين بل أوجدت حالة من التكاتف والتركيز لتحقيق نتائج إيجابية في المباريات اللاحقة مما ساهم في بلوغ نهائيات كأس العالم للمرة الأولى في تاريخ الكرة الأردنية.
وأكد المدرب الوطني جمال محمود أن المنتخب الوطني بعد وصافة كأس آسيا 2023، سار بخطى ثابتة ونسق تصاعدي وهوية واضحة، مما جعله من المنتخبات الصعبة في قارة آسيا.
وأشار محمود إلى أن المدير الفني للمنتخب الوطني المغربي جمال سلامي الذي استلم الإدارة الفنية خلفاً لمواطنه الحسين عموتة، حرص على انتهاج نفس طريقة لعب المنتخب في كأس آسيا، بالاعتماد على التنظيم الدفاعي المحكم والتحولات السريعة للثلاثي الهجومي موسى التعمري، ويزن النعيمات وعلي علوان.
ولفت محمود إلى أن اختيار المدرسة المغربية لتدريب المنتخب الوطني كان خياراً موفقاً من اتحاد الكرة، نظراً لما حققه المغرب في كأس العالم 2022 بنيل المركز الرابع في أكبر إنجاز عربي وأفريقي.
كما أثنى على جهود لاعبي النشامى الذين يمتازون بمهارات فردية وعقلية احترافية سهلت على المدير الفني سلامي إيجاد التوليفة المناسبة لتحقيق الانتصارات وبلوغ المونديال.
بدروه، قال مدير الدائرة الرياضية في صحيفة الأنباط عوني فريج إن تأهل المنتخب الوطني لنهائيات كأس العالم كان مستحقاً؛ نظراً للعمل الذي سعت إليه الكرة الأردنية منذ 40 عاماً. وأشار فريج إلى أن الإعلام الأردني بوسائله المقروءة والمسموعة والمرئية امتاز في تغطية مسيرة المنتخب خلال التصفيات المؤهلة للمونديال، وكانت وسائل الإعلام المحلية حاضرة وداعمة للاعبي النشامى في جميع لقاءات المنتخب سواء بالدور الثاني أو الدور الثالث والحاسم.
ولفت إلى أن من إيجابيات وصول منتخب النشامى إلى كأس العالم 2026، أن وسائل الإعلام العالمية أصبحت تتناول هذا الإنجاز بحالة من الافتخار والإشادة بالتطور الهائل لمنتخبنا الوطني خلال السنوات الماضية والذي ساهم في تحقيق حلم التأهل.
كما أشار فريج والذي يشغل منصب الأمين العام للاتحاد العربي للصحافة الرياضية إلى الإشادات العربية من وسائل الإعلام وكبار الإعلاميين بالإنجاز التاريخي الذي حققه المنتخب بالوصول إلى كأس العالم، إضافة إلى تثمينهم لجهود المدير الفني جمال سلامي في قدرته على قيادة اللاعبين لخطف بطاقة العبور للمونديال وتحقيق حلم الكرة الأردنية والجماهير.