صدى الشعب – مع كل دفعة في صفقة تبادل الأسرى تفاجئ المقاومة في غزة دولة الاحتلال الإسرائيلي، بدءاً من المنصّات التي تجهزها لإطلاق سراح المحتجزين، مروراً بالرسائل التي تنقلها عبر الملصقات الكبيرة التي تنصبها، وليس نهاية بالاستعراض الذي تقدّمه على المسرح.
وهذه المرّة حضرت المقاومة مفاجأة خاصة، عبارة عن ساعة رملية خُطت عليها بعبارة “الوقت ينفد“، ستبعث بها كـ”هديّة” إلى عيناف تسنغاؤوكير والدة الجندي الإسرائيلي، متان، الأسير لدى “كتائب القسام”.
وعلى ما يبدو لم تختر الأخيرة تسنغاؤوكير عبثاً؛ إذ تقود المرأة احتجاجاً متواصلاً لإطلاق سراح نجلها وبقية الأسرى الإسرائيليين، ولعبت دوراً كبيراً في قيادة الاحتجاجات منذ بدء الحرب.
الساعة الرملية، ستُسلّم للأسرى المزمع إطلاق سراحهم بعد قليل، على أن يُسلّمها هؤلاء بدورهم إلى تسنغاؤوكير التي تُعرف أيضاً بمعارضتها لرئيس حكومة الاحتلال، بنيامين النتن؛ حيث دأبت على اتهامه بالتفريط بالأسرى، وتركهم يموتون في الأسر.
وعدا مفاجأة تسنغاؤوكير، وصل مقاتلو “القسّام” هذه المرّة إلى موقع تسليم الأسرى، وهم يستقلون سيارة أُخذت كـ”غنيمة” في خلال عملية “طوفان الأقصى” في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، فيما ظهروا وهم يلبسون بزّات عسكرية إسرائيلية تعود لإحدى الوحدات النخبوية في جيش الاحتلال، كما حملوا أسلحة إسرائيلية يبدو أنهم حصلوا عليها أيضاً كغنائم حرب. وفي الوقت ذاته، حضر مئات الفلسطينيين إلى موقع التسليم، في خانيونس التي ألحقت بها آلة الحرب الإسرائيلية دماراً كبيراً. وفي السياق، نقل موقع “واينت” صباح اليوم، عن مصدر أمني إسرائيلي، قوله إن اللجنة الدوليّة للصليب الأحمر، أبلغت الجانب الإسرائيلي أن طاقمها شارف على الوصول إلى نقطة تسليم الأسرى المنوي إطلاق سراحهم.
في غضون ذلك، ذكرت حركة حماس أنها تنتظر بدء الاحتلال في تطبيق البروتوكول الإنساني بناء على ضمانات الوسطاء.
وبحسب بيان للحركة فإن إطلاق سراح الدفعة السادسة اليوم، تحدد بعدما تلقت تأكيدات بالتزام إسرائيل بالاتفاق. وأضاف البيان أنه “ليس أمام إسرائيل بديل من تحرير كل الأسرى، إلا بتطبيق كل بنود صفقة وقف إطلاق النار”.
وفي وقتٍ سابق، نقل “واينت” عن مصدر أمني إسرائيلي قوله إن الجيش يتجهز لعملية إطلاق سراح الأسرى بدءا من الساعة 9:00 (بتوقيت القدس)، من مكان واحد. وذكر المصدر أن الأسرى الإسرائيليين الثلاثة المزمع إطلاق سراحهم سينقلهم الجيش إلى مقر الاستقبال في مستوطنة “ريعيم”؛ حيث سيلتقي هؤلاء أفراد عائلاتهم قبل أن يُنقلوا إلى مستشفيات “إيخليوف” و”شيبا”.