صدى الشعب- يعد الكشف عن خزان مياه جوفي كبير على سطح المريخ اكتشافا مثيرا، حيث يوفر رؤى مهمة حول الماضي القديم للكوكب، ويلمح هذا الكشف إلى إمكانية وجود حياة، لكن هذه الفرحة لم تكتمل، بسبب وجود صعوبة في استغلال تلك المياه لمهمة استعمار الكوكب الأحمر، كما تقول دراسة لباحثين من جامعة كاليفورنيا الأمريكية.
وذهب الباحثون في الدراسة المنشورة الإثنين الماضِ بدورية “بروسيدنجز أوف ذا ناشونال أكاديمي أوف ساينس”، إلى أن الخزان الجوفي المختبئ في أعماق قشرة المريخ، من المحتمل أن يكون قد ملأ محيطات بأكملها على سطح الكوكب، وبفضل البيانات الصادرة عن مركبة “إنسايت” التابعة لناسا، يقدر العلماء أن هذه المياه الجوفية يمكن أن تغطي الكوكب بأكمله على عمق يتراوح بين كيلومتر واحد إلى كيلومترين.
ومع ذلك، فإن الاستفادة من هذا المورد الثمين تمثل تحديات هائلة، كما أوضح الباحثون، حيث تقع المياه في شقوق ومسام صغيرة داخل الصخر، على عمق يتراوح بين 11.5 و20 كيلومترا تحت السطح، ويقول الباحثون:”حتى على الأرض، يعد الحفر إلى هذه الأعماق مهمة شاقة، مما يجعل من غير المحتمل الوصول بسهولة إلى هذه المياه لدعم مستعمرة المريخ المستقبلية”.
وعلى الرغم من القيود العملية، فإن هذا الاكتشاف يقدم إحساسا عميقا بالدهشة ويفتح آفاقا جديدة لاستكشاف التاريخ الجيولوجي للمريخ وإمكانات الحياة فيه، وكما يشرح العلماء الذين يقفون وراء هذا الاكتشاف، فإن “فهم مكان وجود مياه المريخ ومقدارها أمر بالغ الأهمية لكشف تطور مناخ الكوكب وتقييم قابليته للسكن”.
ويضيفون أنه “في حين أن المياه قد تظل بعيدة المنال، فإن المعرفة التي توفرها تستمر في إثراء فهمنا للمريخ وأسراره”.