صدى الشعب – راكان الخريشا
أكدت رئيسة لجنة الشؤون الخارجية النيابية، النائب دينا البشير، إن اقتحام مقار وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في مدينة القدس المحتلة يُعدّ انتهاكًا صارخًا وسافرًا للقانون الدولي، واعتداءً مباشرًا على مؤسسة دولية مسجّلة تتمتع بالحصانة الكاملة بموجب الاتفاقيات والتشريعات الدولية النافذة.
وشدّدت البشير على أن خطورة هذا الاقتحام لا تكمن في كونه تجاوزًا قانونيًا فحسب، بل في استهدافه المباشر لمؤسسة تتجاوز دور الإغاثة الإنسانية، لتشكّل شاهدًا تاريخيًا حيًا وذاكرة موثّقة للمأساة الفلسطينية، منذ النكبة وحتى اليوم، باعتبارها جهة أُنشئت لحماية حقوق اللاجئين الفلسطينيين وصون قضيتهم في المحافل الدولية.
وأوضحت البشير أن الإشكالية الأعمق اليوم تتمثل في الموقف الدولي من مستقبل الأونروا، خاصة في ظل التصريحات الصادرة عن الإدارة الأمريكية، وما قد يترتب عليها من تداعيات بالغة الخطورة تمسّ مصير الشعب الفلسطيني في الشتات، وتنعكس سلبًا على الدول المستضيفة للاجئين، وفي مقدمتها الأردن، جراء قرارات وُصفت بأنها غير مسبوقة ومدروسة بعناية، وتحمل أبعادًا سياسية تتجاوز أي ذريعة مالية.
وأضافت البشير أن الدفاع عن الأونروا هو في جوهره دفاع عن قضية سياسية وإنسانية قائمة بذاتها، سبقت أي أزمات مالية قد تُفتعل لتبرير هذه القرارات غير المسؤولة، والتي تتجاهل حساسية القضية الفلسطينية ومكانتها الراسخة في ضمير الإنسانية، واعتبرت أن ما يجري اليوم يؤكد مجددًا أن إسرائيل لا تأبه بالقوانين أو الشرعية الدولية، بل تمضي في انتهاج سياسة الأمر الواقع ومنطق شريعة الغاب، حيث تُفرض إرادة القوة في ظل غياب العدالة والمساءلة الدولية الحقيقية.






