2025-06-24 | 7:54 صباحًا
صحيفة صدى الشعب
  • الرئيسية
  • محليات
  • عربي دولي
  • جامعات
  • اقتصاد
  • الرياضة
  • تكنولوجيا
  • أخبار الفن
  • صحة و جمال
  • وظائف
  • تلفزيون صدى الشعب
  • عدد اليوم
    • الصفحات الكاملة لصحيفة صدى الشعب PDF
No Result
View All Result
صدى الشعب
Home الرياضة

كرة القدم أفيون الشعوب .. قراءة نقدية في علاقة الرياضة بالوعي الجماهيري

الأربعاء, 11 يونيو 2025, 11:18

صدى الشعب – كتب المحامي محمد عيد الزعبي

مقدمة

تُعد كرة القدم واحدة من أبرز الظواهر الثقافية والاجتماعية في العالم المعاصر، إذ تتجاوز كونها مجرد رياضة إلى كونها صناعة عالمية، ومجالًا للتأثير الإعلامي والسياسي، ومنصة للتعبير عن الانتماء والهوية. وبينما يرى فيها البعض مصدرًا للفرح الجماهيري والتلاحم الاجتماعي، يعتبرها آخرون “أفيون الشعوب”، أي أداة لتخدير الوعي الشعبي وإبعاده عن قضايا أكثر جوهرية.

تعبير “أفيون الشعوب” هو استعارة شهيرة أطلقها كارل ماركس في حديثه عن الدين، ولكن تم توظيفها لاحقًا لوصف تأثيرات أخرى على الجماهير، مثل كرة القدم، في سياقات معينة. فما حقيقة هذا الوصف؟ وهل تُخدّر كرة القدم الجماهير حقًا؟ أم أنها مجرد ترفيه مشروع ومتنفس للضغط الاجتماعي؟


أولًا: كرة القدم كظاهرة ثقافية واجتماعية

كرة القدم ليست مجرد لعبة، بل هي منظومة ثقافية واجتماعية واقتصادية، تعكس القيم الجماعية والانتماءات الوطنية، وتُشكل وسيلة تعبير عن الهوية الجمعية. يتابع مليارات البشر المباريات، وتُقام البطولات الدولية في أجواء احتفالية تتجاوز الحدود واللغات والأعراق.

كما تسهم كرة القدم في صناعة الرموز، إذ تتحول شخصيات مثل بيليه، مارادونا، ميسي، ورونالدو إلى أبطال عالميين تتماهى الجماهير معهم، ويُنظر إليهم كنماذج للنجاح والطموح.


ثانيًا: جذور المقولة “أفيون الشعوب”

استُخدم تعبير “أفيون الشعوب” في الأساس من قبل ماركس لوصف الدور السلبي للدين في تثبيت الأوضاع الاجتماعية الظالمة، حيث يرى أن الدين كان يُستخدم لتهدئة الجماهير وتبرير المعاناة.

لاحقًا، أصبح هذا التعبير يُستخدم مجازًا لنقد كل ظاهرة تُستخدم لإلهاء الشعوب عن قضاياهم الأساسية، ومن بينها كرة القدم. فحين تُسخَّر مباريات كرة القدم لإشغال الرأي العام عن أزمات اقتصادية أو سياسية، يظهر هذا النقد بشكل واضح.


ثالثًا: كيف يمكن أن تكون كرة القدم أداة لتخدير الوعي؟

  1. الإلهاء الإعلامي:
    كثيرًا ما تُستخدم المباريات الكبرى كأداة لتغطية الأحداث السياسية الحساسة أو تحويل انتباه الجمهور عنها. فبدلًا من متابعة نقاشات برلمانية أو أزمات معيشية، تنشغل وسائل الإعلام والجماهير بتحليل نتائج المباريات.
  2. تضخيم الرموز الرياضية:
    تُضخ الأموال الضخمة لصناعة أبطال رياضيين يُعاملون كمقدسين في بعض الأحيان، مما يُرسّخ ثقافة الاستهلاك والنجومية السطحية بدلًا من تسليط الضوء على القضايا الجوهرية.
  3. تغذية الانتماء البديل:
    حين يشعر المواطن باليأس من الأوضاع السياسية أو الاجتماعية، يجد في تشجيع فريق كرة القدم انتماءً بديلًا يعوضه عن الشعور بالعجز أو الفشل الجماعي.
  4. تحويل الصراع:
    يتحول الصراع من كونه بين فقراء وأغنياء أو مظلومين وظالمين، إلى صراع رياضي بين الأندية، ويُفرغ الغضب الشعبي في مدرجات الملاعب بدلًا من أن يُوجه للمطالبة بالتغيير.

رابعًا: هل كرة القدم بريئة من هذه التهمة؟

رغم هذا النقد، فإن كرة القدم ليست دومًا أداة للتخدير، بل يمكن أن تكون أداة للوعي والتحرر إذا استُخدمت في إطارها الصحيح، ومن أمثلة ذلك:

كانت مباريات كرة القدم في بعض الدول ساحة للتعبير عن الهوية الوطنية تحت الاحتلال، كما حدث في الجزائر وفلسطين.

في بعض الثورات، رفعت الجماهير شعارات ثورية في الملاعب، وجعلت منها منصة نضالية، كما حدث في مصر وتونس.

يمكن للرياضة أن تُستخدم لتعزيز قيم التضامن، والانضباط، والتكافل، متى ما كانت جزءًا من مشروع تربوي متكامل.


خامسًا: التوازن بين الترفيه والوعي

الترفيه ليس جريمة، وكرة القدم ليست عدوة للشعوب بطبيعتها. ولكن تكمن الخطورة في استغلالها سياسيًا أو تجاريًا لتحويلها إلى أداة إلهاء وتضليل. هنا تأتي مسؤولية:

الإعلام: في توجيه الجماهير نحو وعي متوازن لا يُغفل القضايا الجوهرية.

المدارس والأندية: في تعزيز المفاهيم التربوية داخل الرياضة.

الجمهور نفسه: في عدم الانسياق خلف ثقافة الهوس أو التعصب، ووعي اللحظة الفارقة بين الترفيه والتغفيل.


خاتمة

كرة القدم، كغيرها من أدوات التأثير الثقافي، يمكن أن تكون سلاحًا ذا حدين. فهي قادرة على توحيد الشعوب، ولكنها في الوقت ذاته قد تتحول إلى “أفيون” يخدّر الوعي الجماهيري إذا ما تم توظيفها في غير محلها.

الوعي الجمعي يجب أن يظل يقظًا، وأن يفرّق بين متعة الرياضة كحق إنساني، وبين استخدامها كوسيلة للهروب من الواقع أو طمس الحقائق. فحين تُصبح كرة القدم عذرًا للصمت، وتُقدّم كبديل للكرامة والحقوق، فإن علينا أن نعيد النظر في دورها وموقعها في حياتنا.

Tags: آخر الاخبار
ShareTweetSendShare

أخبار أخرى

الرياضة

اتحاد كرة السلة: المدرب روي رانا ليس خياراً تقليدياً

الإثنين, 23 يونيو 2025, 16:24
الرياضة

السفارة البرازيلية تنظم فعالية ثقافية عن لعبة الجوجيتسو

الإثنين, 23 يونيو 2025, 14:52
الرياضة

انطلاق المرحلة الثانية من الحزم التدريبية في مراكز شباب إربد

الجمعة, 20 يونيو 2025, 11:38
الرياضة

محطات في مسيرة (النشامى) نحو المونديال بعد 40 عاماً من الانتظار

الجمعة, 20 يونيو 2025, 11:15
الرياضة

الوحدات يتعاقد مع المحترف الفلسطيني نبهان 

الخميس, 19 يونيو 2025, 15:42
الرياضة

(بونو) يقود الهلال لتعادل مثير مع ريال مدريد في مونديال الأندية

الخميس, 19 يونيو 2025, 3:08
  • سياسة الخصوصية
  • من نحن
  • اعلن لدينا
  • اتصل بنا

© 2023 جميع الحقوق محفوظة لصحيفة صدى الشعب الاردنية اليومية

No Result
View All Result
  • الرئيسية
  • محليات
  • عربي دولي
  • جامعات
  • اقتصاد
  • الرياضة
  • تكنولوجيا
  • أخبار الفن
  • صحة و جمال
  • وظائف
  • تلفزيون صدى الشعب
  • عدد اليوم
    • الصفحات الكاملة لصحيفة صدى الشعب PDF

© 2023 جميع الحقوق محفوظة لصحيفة صدى الشعب الاردنية اليومية