صدى الشعب – يستعد عشاق كرة القدم حول العالم لمتابعة لقاء جديد من فصول الكلاسيكو، تلك المواجهة الأزلية بين قطبي الكرة الإسبانية، برشلونة وريال مدريد، عند الساعة 5:15 بتوقيت الأردن.
لكن هذه المرة، لا يتعلق الأمر بثلاث نقاط عادية في سباق الليغا فحسب، بل يتعداه إلى صراع محموم تغذيه دوافع متعددة تجعل من هذه المباراة مرتقبة أكثر من أي وقت مضى، وتنذر بمعركة كروية نارية على أرض الملعب.
صراع الليغا ورغبة أنشيلوتي في رد الاعتبار
أول هذه الدوافع، وبشكل طبيعي، هو القتال الشرس على لقب الدوري الإسباني، فبينما يقترب الموسم من نهايته، تحمل كل مباراة أهمية مضاعفة في تحديد هوية البطل.
الفوز في الكلاسيكو لا يمنح الفريق المنتصر ثلاث نقاط ثمينة فحسب، بل يوجه ضربة معنوية قوية للمنافس، وقد يكون نقطة تحول حاسمة في مسار المنافسة على اللقب.
وعلى صعيد الأفراد، يتمثل الدافع الثاني في رغبة كارلو أنشيلوتي، المدير الفني لريال مدريد، في الخروج بصورة جيدة، فعلى الرغم من تاريخه الحافل بالإنجازات مع الفريق الملكي، فإن الهزائم المتكررة أمام برشلونة هذا الموسم ألقت بظلال من الشك على قدرته على قيادة الفريق في مثل هذه المواجهات الكبرى.
تحقيق الفوز في هذا الكلاسيكو سيكون بمثابة رد قوي على المشككين وتأكيد على مكانته كمدرب قادر على قلب الطاولة في أصعب الظروف.
برشلونة بين تعويض الإخفاق وتأكيد التفوق
على الجانب الآخر، يحمل برشلونة دافعين قويين، الأول يتمثل في الرغبة في تعويض إخفاقاتهم الأخيرة في دوري أبطال أوروبا، فبعد بداية قوية للموسم، تذبذب مستوى الفريق الكتالوني في بعض المراحل، ليخرج أخيرًا أمام إنتر.
الفوز في الكلاسيكو سيكون بمثابة استعادة للثقة وإعلان عن عودة الفريق بقوة ومحو آثار أي تعثر سابق.
أما الدافع الثاني لبرشلونة فيكمن في السعي لتأكيد تفوقهم الكامل على ريال مدريد هذا الموسم، فقد نجح الفريق الكتالوني في تحقيق الفوز في عدة مواجهات سابقة ضد غريمه التقليدي هذا الموسم، وهو ما يمنحهم أفضلية نفسية واضحة.
الانتصار في هذا الكلاسيكو سيثبت بشكل قاطع أن برشلونة يمتلك اليد العليا في المواجهات المباشرة هذا الموسم، وسيعزز من ثقة اللاعبين والجماهير.
ريال مدريد يرفض الاستسلام وطموحات اللاعبين
في المقابل، يحترق ريال مدريد برغبة جامحة لتحقيق العكس، الفريق الملكي يريد أن يثبت أنه ليس لقمة سائغة وأن خسارته أربع مرات أمام البارسا في نفس الموسم أمر غير مقبول.
الهزيمة الرابعة ستكون بمثابة ضربة قاصمة لكبريائهم وتاريخهم؛ لذا فإنهم سيدخلون المباراة بكل قوة وعزيمة لكسر هذه السلسلة السلبية وتأكيد قدرتهم على المنافسة والفوز على برشلونة.
وعلى صعيد اللاعبين، يتعلق الدافع السادس ببعض الأسماء داخل صفوف برشلونة، تحديدًا حاجة لاعبين مثل فيران توريس وجيرارد مارتين لإثبات جدارتهم بالفرصة الأخيرة قبل عودة لاعبين أساسيين مثل بالدي وليفاندوفسكي.
هؤلاء اللاعبون الذين حصلوا على فرص للعب في ظل الغيابات، يدركون أن هذا الكلاسيكو يمثل اختبارًا حقيقيًا لقدراتهم وفرصة ذهبية لإقناع المدرب باستمرار الاعتماد عليهم حتى بعد عودة النجوم، تقديم أداء مميز في هذه المباراة قد يغير من ترتيبهم في خطط الفريق المستقبلية.
الحكم تحت الضغط يسعى للكمال
أخيراً، حتى حكم المباراة، هيرنانديز، لديه دوافعه الخاصة لتقديم مباراة خالية من الأخطاء وإنهاء الجدل الدائر حول نزاهته.
فالاتهامات السابقة الموجهة له من برشلونة، والانتقادات الأخيرة من قناة ريال مدريد بشأن تحيزه للطرف الآخر، تضع عليه ضغطًا هائلاً.
تقديم أداء تحكيمي مثالي في مباراة بهذا الحجم سيكون بمثابة رد عملي على هذه الاتهامات واستعادة لثقة الجماهير والإدارات في قراراته.