صدى الشعب – سامي القاضي
تنطلق اليوم في السابعة مساء بتوقيت عمّان جولة الدور نصف النهائي من بطولة كأس الأردن والتي تجمع الحسين إربد مع الفيصلي بالتزامن مع مباراة الوحدات والأهلي وتعتمد نظام خروج المغلوب والذهاب إلى ركلات الترجيح حال التعادل.
وتسعى الفرق الأربعة إلى تحقيق الانتصار والتواجد في المشهد النهائي الذي يقام الأربعاء المقبل، حيث سبق للثلاثي الفيصلي والوحدات والأهلي تذوق طعم الفوز باللقب، فيما يرنو الحسين إربد “بطل الدوري للموسم الحالي”، إلى الظفر بلقب المسابقة للمرة الأولى في تاريخه وإنجاز ثنائية الدوري والكأس.
ولا تقتصر أهمية نهائي كأس الأردن على المنافسة المحلية فحسب، بل تتصل مباشرةً ببطاقة التأهل القاري إلى دوري أبطال آسيا 2. فقد ضمن الحسين إربد مقعده كونه بطلاً للدوري، فيما يُمنح المقعد الثاني إلى بطل الكأس: إذا توّج به الفيصلي أو الوحدات أو الأهلي، أما إذا توج الحسين باللقب، فتتجه البطاقة إلى وصيف الدوري الوحدات.
ويتواجه على أرض استاد عمّان الدولي اليوم بطل الدوري الحسين إربد (53 نقطة) مع الفيصلي (39 نقطة) في نصف نهائي كأس الأردن، إذ يسعى الحسين إلى تتويج موسم استثنائي بلقب الكأس الذي غاب عن خزائنه طوال تاريخه.
ولم يكد أبطال الدوري- الحسين- يلتقطون أنفاسهم بعد الظفر بدرع البطولة للمرة الثانية على التوالي، والتي خطفوها من الوحدات في سيناريو دراماتيكي مثّل تحوّلاً مفصليّاً منذ صافرة البداية وحتى اللحظات الأخيرة، حتى عادوا ليثبتوا جدارتهم بحصد لقب كأس السوبر أيضاً.
ويطمح “جيل الحسين الذهبي” إلى إكمال “الثلاثية التاريخية” (السوبر والدوري والكأس) في موسم واحد، ويأبى رجال المدرب أحمد هايل أن يتركوا فرصة ذهبية للهدر، لا سيما بعد أن فقدوا نهائي الكأس الموسم الماضي أمام الوحدات (1–2)، ما يعزز دافعهم لاقتلاع ثالث ألقابهم في هذه البطولة.
على الجانب الآخر، يراهن الفيصلي حامل الرقم القياسي في عدد ألقاب بطولة الكأس (21 لقبًا)، على دخول المباراة لانتشال موسمه رغم إخفاقه في صراع الدوري، ولتأكيد مكانته كأعرق الأندية الأردنية، ويخوض “الزعيم” المباراة بحثاً عن رد اعتبار بعد فشله في اعتلاء منصات التتويج المحلية هذا الموسم، ومستفيدًا من خبرته التاريخية في المنافسات الكروية، بينما يحمل في كفة أخرى حافزًا قويًا للتأهل إلى النهائي، إذ سيضمن الفائز بالكأس – إذا كان من بين الفيصلي أو الوحدات أو الأهلي – مقعدًا في دوري أبطال آسيا، وهو ما يضفي على اللقاء بعدًا استراتيجيًا آخر.
ويذكر أن الاتحاد الأردني لكرة القدم قد استجاب لطلب الناديين بالاستعانة بطاقم تحكيمي من الخارج بتعيين طاقم سعودي لإدارة المباراة يضم خالد لطريس للساحة ومحمد العبكري مساعداً أول وعبد الرحيم الشمري مساعداً ثانياً وفيصل البلوي حكماً رابعاً.
الوحدات و الأهلي
وبالتزامن مع مباراة الفيصلي والحسين، وعلى ملعب ستاد الملك عبدالله الثاني في القويسمة، يلتقي الوحدات (وصيف الدوري برصيد 52 نقطة) اليوم مع الأهلي، في مواجهة تعكس رغبته القوية في تخفيف مرارة خسارة لقب الدوري.
ويحمل الوحدات هدفًا مزدوجًا، التتويج بالكأس لتعويض خسارة الدوري بفارق نقطة، أو تأمين المقعد الآسيوي عبر وصافة الدوري في حال فوز الحسين إربد بالكأس.
فبعد أن خيّم الإحباط على أنصار “أصحاب القمة” بعد استقبال هدف الرمثا القاتل قبل الدقيقة الأخيرة، والذي أهدى الحسين إربد الدرع للمرة الثانية على التوالي.
ويأتي هذا اللقاء وسط طموح الوحدات لاستعادة الهيبة المحلية بإدراكه لأهمية كأس الأردن، حيث يحتل “المارد الأخضر” في قائمة الأكثر تتويجًا باللقب برصيد 12 مرة، ويأمل الفريق في إضافة “المولود الثالث عشر” إلى خزائنه، بعد أن رفع الكأس في الموسم الماضي 2023 عقب الفوز على الحسين إربد بهدف دون رد.
ولا يقتصر الدافع عند الرغبة في الألقاب فحسب، بل يتضمن أيضًا ضمان المشاركة الآسيوية، إذ يطمح الوحدات إلى انتزاع بطاقة التأهل إلى الدور التمهيدي من كأس آسيا 2 المقبلة، بعدما انتقل المقعد المباشر لـ الحسين إربد بلقب الدوري.
وفي المقابل، يخوض الأهلي- حاصل لقب كأس الأردن مرة واحدة- مواجهته النصف نهائية اليوم، معولاً على انتعاشه المعنوي بعد عودة قوية في الدوري أثبتت قدرته على الصمود، بقيادة المدير الفني بشار بني ياسين.
واستطاع الأهلي هذا الموسم على النجاة من شبح الهبوط إلى الدرجة الأولى، ما أعاد الثقة إلى نفوس لاعبيه وجماهيره، ودفع إدارة النادي ومنظومته الفنية للعمل على تقديم أفضل العروض الفنية في الكأس، سعياً لتحقيق اللقب للمرة الثانية في تاريخه.
وفي ظل تمسك بني ياسين بخياراته، يبرز عنصر الانسجام بين اللاعبين كقوة إضافية يحاول الأهلي توظيفها لنيل بطاقة العبور إلى النهائي، ليواصل مسيرة البحث عن الألقاب ويعوض ما تبقى من موسمه.
ويذكر أن إقامة المباراتين في التوقيت نفسه، شكلت علامة استفهام كبيرة في الشارع الرياضي الأردني خصوصا أن أحدا من الفرق الأربعة لم يطلب ذلك، ولا تؤثر إقامتهما في توقيت مختلف على عدالة المباراتين، وأجمع المتابعون على أن برمجة اتحاد الكرة لهاتين المباراتين جاءت غريبة وغير مبررة.
وفي ظل موسم استثنائي، يتقدم الحسين إربد المشهد بطموحٍ لا يهدأ لتحقيق “ثلاثية غير مسبوقة” تخلّد اسمه في صفحة الذهب الأردني، بينما يتربّع الفيصلي على عرشه باعتباره “سيد الكؤوس” الساعي لترسيخ سيطرته، ويواصل الوحدات مسيرته كركيزةٍ رئيسية في المنافسات المحلية لتكريس إرثه التاريخي، أما الأهلي فلا يزال ينهل من عزيمته لكسر حالة الجمود وإثبات وجوده بقوة على خارطة الكؤوس.
فأي من هذه الفرق تعتقدون أنه سيجتاز نصف النهائي ويواصل رحلته نحو الكأس والتأهل الآسيوي؟