النمري لـ”صدى الشعب”: التعثر المستمر للمفاوضات يدل على نوايا إسرائيلية بعدم التوصل إلى حل
الدعجة: ردود الفعل العالمية الايجابية اخذت تنحاز للجانب الفلسطيني بفضل جهود الدبلوماسية الأردنية
صدى الشعب – سيف الدين القومان
تتواصل الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة والتي راح ضحيتها الآلاف من الشهداء والجرحى، والاعتداءات التي تنفذها قوات الاحتلال الاسرائيلي وهجمات المستوطنين على الضفة الغربية وقطاع غزة وانتهاكات المستوطنيين المتطرفين والاعتداءات على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس المحتلة، ومنها المسجد الأقصى، والذي يشكل تصعيدًا خطيرًا في رفع وتيرة الصراع والعنف داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث يبرز دور المملكة بقيادة جلالة الملك لدعم صمود الشعب الفلسطيني والتخفيف من معاناة الأشقاء في غزة جراء العدوان الغاشم .
وتتواصل الجهود الدبلوماسية الأردنية لتعزيز جهود وقف التصعيد الاسرائيلي وإنهاء الحرب البشعة التي راح ضحيتها الآلاف من الشهداء والجرحى والعدد الهائل من الغزيين الذين هم تحت الركام ولا تستطيع طواقم الاسعاف الوصول اليهم، فيما تواصل المملكة الجهود الدبلوماسية في الساحات الدولية من أجل إحلال السلام في المنطقة، وتؤكد على موقفها الثابت تجاه القضية وتأكيد حقوق الفلسطينيين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة .
وقال النائب والعين الأسبق جميل النمري لــ”صدى الشعب”، إن التعثر المستمر للمفاوضات جولة بعد اخرى يدل على نوايا إسرائيلية بعدم التوصل إلى حل لأن أي حل لن يعطي صورة الانتصار الكامل وهزيمة “حماس” ويكبل يد اسرائيل عن تنفيذ مشروع التهجير والاستيلاء الدائم على أجزاء من القطاع.
وأشار، لذلك يبرز الحل الأخير الذي يريده اليمين الاسرائيلي، وهو احتلال قطاع غزة وهذا مغزى التهديدات الإسرائيلية بإطلاق سراح المحتجزين بيد “حماس” دون قيد او شرط وإلا سيكون هناك هجومًا شاملاً مع ان الاحتلال الصهيوني يمعن في هجماته البربرية والوحشية وياصل جرائم القتل والتمدير اليومي، حتى لطالبي المساعدات التموينية من الطعام، وجلهم من النساء والأطفال. إنما هذا التعبير يعني ضمنا احتلال القطاع عسكريا بالكامل.
وقال النمري، إن هذا المشروع سيأخذ به رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو على الأرجح اذا لم تضغط أميركا بكل قوة لتسوية، وهي تضغط على “حماس” عبر تحميلها مسؤولية تعثر المفاوضات وآخر ورقة يتم استخدامها هي نزع سلاح “حماس” كشرط مسبق للهدنة لأنها قدمت مرونة واضحة في النقاط الأخرى، ومنها عدم العودة للسلطة مجددًا في غزة.
وأوضح، بالقول “نحن أمام لعبة عض أصابع لفرض الاستسلام على المقاومة باستخدام القتل اليومي للمدنيين بمعدلات مرعبة أي تحويل كل أهل القطاع إلى رهائن يقتل منهم يوميًا المئات، وهذه واحدة من ابشع جرائم التاريخ تتفوق على النازية والفاشية تتم موثقة بالصوت والصورة وتحت مرأى ونظر العالم، فيما يراوغ الغرب وعدد من الدول بالتهرب من مسؤولية فرض عقوبات على دولة الإجرام بالاعتراف بدولة فلسطينية”.
وأضاف، أنه وبالمقابل تمضي اسرائيل بجعل حل الدولتين مستحيلاً بمواصلة الضغط على أهل الضفة الغربية وبهجمات جيش الاحتلال والمستوطنين المتطرفين بقتل المواطنين الفلسطينيين وتهجيرهم، وهذا ما يشكل تهديدًا مباشرًا للأمن الوطني الأردني.
وأكد النمري ، أن مصلحة الأردن إلى جانب مصلحة الفلسطينيين، هي في وقفة عربية حازمة لردع العدوالصهيوني واجبار الغرب على الضغط على اليمين المتطرف في اسرائيل بجعل مصالح دولة الكيان مهددة.
ولفت، أن الموقف لم يعد يحتمل الأساليب الدبلوماسية الناعمة وعلى الدول العربية أن تذهب إلى المقاطعة الشاملة للاحتلال
واعلان الدعم الصريح للمقاومة إلى جانب الدعم الإنساني والمساعدات للقطاع، مشيرًا إلى أن التجويع المتعمد لأهل قطاع غزة يعطي الشرعية الكاملة للدول العربية والعالم لإجراءات فورية والتدخل بالقوة لمنع المجاعة في غزة .
وفي ذات السياق، أشار النائب الاسبق الدكتور هايل ودعان الدعجة، نحن امام التصعيد الاسرائيلي في الضفة الغربية، الذي ينطوي على مخاطر وتهديدات أمنية وديمغرافية للأردن، حيث سيجد الأردن نفسه أمام سيناريوهات واحتمالات لعل من ابرزها الاستعداد لمراجعة معاهدة السلام ووضعها على الطاولة، بعد أن يكون قد وضع أطرافًا دولية مؤثرة كالولايات المتحدة وبعض دول اوروبا، كبريطانيا وفرنسا والمانيا وغيرها بصورة هذا الاحتمال، أو اعداد الملفات القانونية اللازمة للتحرك في المحاكم الدولية لمواجهة الاعتداءات الاسرائيلية في الضفة الغربية والقدس المحتلة والتي تعد خرقًا واضحًا للقانون الدولي، أو اغلاق حدوده والمجال الجوي أو الاتصال والتنسيق مع السلطة الفلسطينية لإنهاء حالة الانقسام بين الفصائل الفلسطينية بما يضمن تحقيق المصالحة وتعزيز الوحدة الوطنية وتوحيد المؤسسات والجهود الفلسطينية لمواجهة العدوان الاسرائيلي والابادة الجماعية بحق ابناء الشعب الفلسطيني .
وأوضح، أنه مع ضرورة التأكيد على تماسك الجبهة الأردنية الداخلية وتحصينها والحفاظ على وحدة النسيج الوطني والالتفاف حول القيادة الهاشمية والعمل على تقوية الحكومات والبرلمانات الأردنية، والحرص على اجراء الانتخابات القادمة بنزاهة وحيادية وترك المجال للمنافسة الحرة لحسم نتائجها لافراز مجلس نيابي قوي يمثل الشارع الاردني تمثيلا حقيقيا .
وأضاف الدعجة، يجب أن تمثل ردود الفعل العالمية الايجابية التي اخذت تنحاز الى الجانب الفلسطيني، والتي كان لجهود الدبلوماسية الأردنية التي يقودها جلالة الملك دور كبير، فإن هذا من شأنه وضع المنظومة الدولية بصورة التحذيرات الملكية بأن لا حل أمنيًا ولا عسكريًا للصراع الفلسطيني الاسرائيلي..”وأن انهاء هذا الصراع لن يكون إلا بالحل العادل الشامل الذي يضمن اقامة الدولة الفلسطينية على اساس حل الدولتين”.. خاصة واننا بدأنا نلمس توجهات دولية تدعم هذه الرؤية الملكية كما يعكس ذلك تبني الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وبين ، ان قرارا بأحقية دولة فلسطين للعضوية الكاملة في الأمم المتحدة، ويوصي مجلس الأمن بإعادة النظر بهذا الأمر ايجابيا، اضافة إلى اعلان بعض الدول الأوروبية، خاصة فرنسا وبريطانيا الاعتراف بدولة فلسطين إلى جانب استعداد دول اخرى القيام بذلك، مما يعني توفر بيئة دولية من شأنها ترجمة جهود الدبلوماسية الأردنية السلمية إلى واقع على الصعيد السياسي والسلمي، بالإضافة إلى استثمار الأردن لذلك في حث المجتمع الدولي بالضغط على الكيان الاسرائيلي من اجل زيادة ادخال المساعدات الانسانية والغذائية والاغاثية والطبية، كما هو حاصل إلى جانب تسليط الضوء على خطورة التهجير القسري وما يقوم به الكيان الاسرائيلي من محاولات ضم واجراءات عدوانية تعسفية في الضفة الغربية والقدس لا تقل خطورة عن ما يجري في غزة من جرائم وابادة جماعية .
