صدى الشعب – كتبت رنا حداد
جلحة؟!”
في مقابلة تلفزيونية على إحدى القنوات، وقفت طفلة صغيرة بجانب أمها، وسألتها المذيعة: “هاي بنتك؟”
تخيّلوا الأم ردت بضحكة ساخرة وقالت : “جلحة” – كلمة معناها “قبيحة” – قبل ما تبعد بنتها عن الكاميرا وكأنها عيب!
عندي كتير ملاحظات، بس أول وحدة لازم تنقال بصوت عالي: وين كانت المذيعة؟
إذا الإعلامي ما عنده حس إنساني يوقف اللقاء ويقول “آسفين، إحنا ما رح نكمل هيك منطق وهيك كلام مش مقبول”، فشو ضل من رسالة الإعلام؟
كان المفروض الإعلامية أو ما توهم نفسها بأنها كذلك، توقف اللقاء فورًا، مش تكمل كأنه شي عادي، مع ضحك !
وثانيًا، كيف أم ممكن تحكي هيك عن بنتها؟
طفلتك اللي المفروض تكوني أول حضن أمان إلها، أول نظرة حب، أول مشجع إلها بالحياة… تصفينها بالبشعة؟
يعني إذا القرد بعين أمه غزال، فإنتِ، بكل عمليات التجميل، اللي ما خلت ملامحك على طبيعتها، ما لحقتي حتى تصيري قرد!
الموضوع مش بس مزحة بايخة أو زلة لسان، الموضوع إنو في طفلة صغيرة وقفت تتعرض للإهانة عالهوا، ومحدا دافع عنها. ولا منع الإساءة لها، من أقرب الناس إلها،..
اللي صار جريمة بحق الطفولة، وجريمة بحق الإنسانية اللي تشوهت بفعل.. الجمال المصنوع،، والاعلام أبو الترندات.