لم تستكن الرمثاوية “ام نصر”، وتخضع لظروف حياتها المعيشية الصعبة، وما قابلها من ضنك الحياة وقساوتها، بدءً من مرحلة بناء بيتها والحاقه بطابقٍ ثانٍ، الى تزويج ابنها واحتضان اسرة جديدة في بيتها.
التقلب على عدة مهن
تقول بداية حديثها ل (صدى الشعب) أنها من صغرها وهي تحب العمل واتقان مهنة التطريز والخياطة، موضحةً انها بداية عملها المنزلي كان مع شقيقتها هي بمجهودها واختها برأس المال.
وتستدرك .. لكن بعد وقوع الأحداث وحالة عدم الاستقرار في الجارة دولة سوريا الشقيقة، انعكس هذا الوضع سلبا علينا، وتراجع وضع الاسرة المادي الى درجة كبيرة، كما هو حال الاسر الرمثاوية الاخرى، والتي كانت تعتمد في حياتها وأحوالها الاقتصادية، على نقل البضائع السورية والتجارة بها والتكسب منها.
وتواصل.. بقيت بلا عملٍ لفترة غير بسيطة، وأنا عندي مصاريف مطلوبة في اسرتي، وبالرغم من وجود راتبين لنا: راتب زوجي التقاعدي وراتب ابني الملتحق بالدفاع المدني، الا أننا صرنا نعاني من تنامي متطلبات الاسرتين اسرتي واسرة ابني، وأغلب دخلنا يذهب لسداد الديون والقروض، فضلًا عن وجود اثنين من أبنائي في الجامعة وحاجتهم لمصاريف الدراسة.
العمل بالتجارة عن طريق النت (اونلاين)
وتضيف .. أنها عن طريق النت تعرفت الى إمكانية العمل بالتجارة الشراء والبيع مباشرة للزبائن من خلال صفحتها، وبدأت بعرض مواد التنظيف المختلفة والمكملات الغذائية، مشيرة الى أن الدخل الذي تحققه من هذه المهنة بسيط يتراوح ما بين الخمسين والستين دينارا شهريا.
صناعة الحليب ومشتقاته من الألبان
بدأت تعمل في مجال تصنيع الحليب ومشتقاته من الألبان، وتحقيق دخل إضافي للتجارة التي مارستها ولا تزال تمارسها الى جانب الألبان.
وتضيف.. أن دخلها الذي تحققه من هذه المهنة، التي تمارسها من سنوات أفضل من التجارة، ويتراوح ما بين الـ150-200 دينارا شهريا، إضافة الى تحقيق الأمن الغذائي لاسرتها من منتجات الحليب والألبان المختلفة.
دعم بلدية الرمثا
وعبرت عن امتنانها لبلدية الرمثا ودعمها من خلال وحدة دعم المرأة المنتجة ومشروعاتها المنزلية لتحسين اوضاعها والمساهمة الى جانب الرجل برفع دخل اسرتها ، مقدمة لها ثلاجة وبعض الدعم اللوجستي المساند لها.
المركز الوطني للبحوث الزراعية ونقل التكنولوجيا الحديثة لمهنتها
وتقول ام نصر أنها وبفضل مهندسي المركز الوطني للبحوث الزراعية – محطة الخناصري لبحوث الثروة الحيوانية-، ومركز ايكاردا، حصلت على آلة فرز دسم الحليب، خفّضت عندها الوقت والجهد في العمل وزادت من الإنتاجية، معبرة عن امتنانها لمثل هذا الدعم للمزارع الأردني.
وأوضحت انها قبل استلام الآلة كانت تعاني من طول الوقت واستهلاك الثلج والماء والكهرباء بحجم أكبر، فيما هي الآن توسعت بمشروعها وصارت تشتري أضعاف كميات الحليب السابقة وتستخرج كمية أكبر من الزبدة لعدة مرات.
فترة الكورونا وتأمين احتياجات المواطن الغذائية
وعن عملها خلال فترة وباء الكورونا تقول.. أنها عملت بشكل جيد وميسر، واستطاعت الحصول على كميات من حليب الغنم بحيث استفادت كون المحمن البيع مباشرة لمحيطها، خاصة ان المحال التجارية كانت مغلقة، فسهل ذلك تسويق مصنوعاتها.
مشاكل تواجه مهنة انتاج الألبان
تقول ام نصر أن أكبر مشكلة لديها هي توفير حليب الغنم خارج مواسمه المعروفة في فصل الصيف، وأن انتاجها يتوقف من شهر آب ولغاية شهر كانون أول.
وتواصل.. أنها في هذه الفترة تتجه نحو حليب البقر، فتصنع منه اللبن واللبنة والشنينة والزبدة والسمنة.
وبينت انها كانت تواجه في انتاجها مشكلة حموضة اللبن، لكنها بدأت تتغلب عليها باستخدام الروبات الصناعية الصحية مفقا لما نصحها به باحثو المركز الوطني.
نصائح للمرأة للعمل بمهنة الألبان
تقول أن مهنة تصنيع الألبان لا تحتاج لرأسمال كبير..مشيرةً الى انها بدأت بمبلغ عشرين دينارا، لشراء 26 كغم من حليب الغنم، ويوما عن يوم تضاعف دخلها وتحسن وازدادت خبرتها ومنتجاتها.
طموحات مستقبلية
وعن طموحاتها المستقبلية تقول ام نصر، أتمنى ان أتوسع بمشروعي ليكون بشكل أفضل ومقنع للزبائن من حيث التعليب والتصنيف لمشتقات الألبان فمنها ما هو خالي الدسم ومنها ما هو كامل الدسم.
وتؤكد انها في حال تطور انتاجها، تستطيع الحصول على شهادة الأيزو في التميز.