سمرين وأبو جلبوش يقودان سفن التهديف.. والعكش هداف في قفص الهبوط
من إمبراطورية التعادلات إلى كابوس الإنذارات.. أرقام صادمة تُعيد تشكيل خريطة الدوري
لأول مرة من تاريخ الدوري .. هبوط أربعة أفرقة إلى مصاف دوري الدرجة الأولى
صدى الشعب – سامي القاضي
بين دفتي كتابٍ أُغلق بمشاعر متناقضة، طوَت الجولة الـ٢٢ آخرَ صفحات موسم الدوري الأردني في نسخته الـ 72، حيث ارتفع نشيدُ التتويج لنادي الحسين اربد للمرة الثانية في تاريخ النادي وعلى التوالي، بعد انتصاره العريض على نادي شباب الأردن ٤-١، وبالتزامن مع مباراة الوحدات والرمثا والتي انتهت بالتعادل الإيجابي بهدفٍ لكل منهما, ليرفع الحسين نقاطه إلى ٥٣ نقطة بفارق نقطة عن الوحدات ٥٢ نقطة.
وبينما ظل جماهير الوحدات متعطشًا لحصد اللقب في ظل غيابه عن منصات التتويج لـ أربعة مواسم، تبخرت أحلام جماهير “المارد الأخضر” في الوقت القاتل، ليسجل عبدالله المنايصة في شباك الفاخوري هدف انتزاع اللقب، فلم يكن الموسم سوى ملحمةٍ تخلط العقلَ الباردَ لخططٍ تكتيكيةٍ تلتهبُ حذقًا، والقلب النابض بانفعالاتٍ تنفجرُ مع كل صفارة حكم.
تفاصيل صراع اللقب..
على أرضية ستاد عمان الدولي، بدأ الحسين اللقاء بأسلوب هجومي متوازن بين الدفاع والهجوم، حتى افتتح رزق بني هاني التسجيل في الدقيقة 18، ثم أضاف محمود المرضي الهدف الثاني بتسديدة قوسية في الدقيقة 25، قبل أن يعمّق يوسف أبو جلبوش الفارق بهدف ثالث في الدقيقة 48، مطمئنًا زملاءه والجماهير.
في المقابل، دخل الوحدات مواجهته أمام الرمثا بضغط هجومي أسفر عن فرص خطرة، لكن براعة الحارس مالك شلبية وصلابة الدفاع حالت دون التسجيل.
في استراحة الشوطين، ارتفعت أصوات لاعبي الوحدات تعزيزًا للعزيمة، وسط تساؤلات حول تأثير كلمات المدرب قيس اليعقوبي، خاصة مع استعادة الحسين للصدارة مؤقتًا، ومع انطلاق الشوط الثاني، دخل الوحدات بقوة هجومية واضحة، تُوّجت بهدف جميل لمهند سمرين في الدقيقة 61، أعاد به فريقه إلى الصدارة المؤقتة.
بعد الهدف، أجرى اليعقوبي تبديلات تكتيكية لإراحة اللاعبين وتنظيم الفريق أمام هجمات الرمثا المرتدة التي هددت مرمى الوحدات، وقبل صافرة النهاية صدم عبدالله المنايصة الجماهير بهدف قاتل في الدقيقة 89، أعاد الصدارة للحسين وأغرق المدرجات بخيبة أمل خضراء.
بعد هدف المنايصة القاتل، تحوّلت الأنظار إلى ملعب الحسين، حيث دوّت صرخات الجماهير معلنةً تعادل الرمثا، ما أشعل حماس لاعبي الحسين، ففجّر مجدي العطار بهدف رابع في الدقيقة 94، حسم به التتويج رسميًا، وحقق للفريق لقبه الثاني.
أما الوحدات، فخرج بإرثٍ ثقيل من فوز مبتور، محاصرًا بحسرة النقطة الواحدة التي فصلته عن اللقب، وقلبٍ تحطم على عتبة الحلم.
“صدى الشعب” رصدت لغة الأرض التي نطقت بأقدام اللاعبين، تروي فصول الانتصار والانهيار في موسم كُتب بأسطر من نار، وبين نشوة إربد وحسرة العاصمة، تبقى الأرقام الشاهد الأول لفتح بانوراما الدوري.
350 هدفًا في ٢٢ جولة..
في موسم حافل بالتناقضات، شهدت جولات الدوري حتى الجولة الأخيرة تسجيل 350 هدفًا خلال الـ٢٢ جولة، بمتوسط حسابي ١٥.٩ هدفًا لكل جولة، وبمعدل تهديفي (٢.٦٥ ) هدف لكل مباراة، متخطيةً اهداف الموسم الماضي، والذي سجل فيه ٣٣٤ هدفًا بمتوسط حسابي ١٥.١ هدفًا لكل جولة.
وتوزعت الأهداف بنسب متفاوتة على مدار الأسابيع الماضية، وبرزت الجولة الحادية عشرة كأعلى جولة تهديفية، حيث تم تسجيل 26 هدفًا، ما يمثل نسبة 7.43٪ من إجمالي الأهداف، في مؤشر على غزارة هجومية لافتة خلال تلك الجولة، في المقابل، كانت الجولة الثامنة عشرة الأقل تهديفًا، إذ شهدت تسجيل 8 أهداف فقط والتي شهدت اربع تعادلات وفوزين من ست مباريات، بنسبة بلغت 2.29٪ من مجموع الأهداف، ما يعكس تحفظًا دفاعيًا أو ضعفًا هجوميًا نسبيًا في تلك الجولة.
وشهدت مرحلة الذهاب تسجيل 189 هدفًا، ما يعادل 54٪ من إجمالي الأهداف المسجلة في الدوري، أما مرحلة الإياب فقد سجلت 161 هدفًا، ما يعادل 46٪ من الإجمالي.
ويأتي هذا التفاوت التهديفي ليعكس تباين الأداء الفني والهجومي بين الأندية من جولة لأخرى، كما يشير إلى تنوع التكتيك بين الفرق في مختلف الفترات، حيث يظهر واضحًا تأثير ضغط المباريات في مرحلة الإياب على مستوى الأداء الهجومي.
“صحوة الملكي.. وغفوة المارد”
“لم يكن الفريق مجرد لاعب على الملعب، بل كان سيمفونية تكتيكية قادها المدرب الوطنيّ أحمد هايل، حيث جمع بين صلابة الدفاع وبراعة الهجوم، ولم يكتفِ نادي الحسين إربد بخطف اللقب، بل سحق المنافسة بـ16 انتصارًا، كأنما كان يُعلّم الدوري فنون السيطرة، قيادة تكتيكية حديدية وحِسٌّ هجومي، ومنذ استلامه التدريب سجل نادي الحسين في ثلاث مباريات ١١ هدف وتلقى هدفين.
وبلغ “فارق الأهداف للفريق (+٣٨)، بتسجيل ٥٣ هدفًا واستقبال ١٥ فقط، وهو ما يعادل امتلاك سيفٍ من ذهب ودرعٍ من ألماس.”، وبمعدل تهديفي بلغ 2.41 هدفًا لكل مباراة، مما يعادل 15.14% من إجمالي أهداف الدوري.
ويعد الحسين إربد الفريق الوحيد الذي نافسَ على لقب الدوري حتى الجولة الأخيرة خلال المواسم الثلاثة الماضية، بعد أن فقده في الموسم 2022 بفارق نقطة لصالح الفيصلي، فيما حصل عليه الموسم الماضي على حساب الفيصلي وبفارق نقطتين.
ميزة الرقم ١٨: سمرين سيّد الشباك.. وبني هاني أسرع هداف
وشهدت على صحف البطولة احصائيات، كشفت عن رحلةِ الهدافين الذين حولوا الميادينَ إلى صحائِف بيضاء، مسطرين عليها أسماءهم بحبرٍ أخضر، وولدت لنا نجمًا جديدًا كسر رقم هدافي الدوري خلال آخر خمسة مواسم، فلم يكن مهند سمرين مجرد هدّاف، بل كان ساحرًا ينسج الأهداف من ضباب الهواء، ١٨ هدفًا – أي هدف كل 53 دقيقة في المتوسط – جعلته يتوج بلقب هداف البطولة و«جناح الوحدات الناري»، كما حصد سمرين ٣٨٪ من إجمالي أهداف فريقه (٤٧ هدفًا)، وكأنما كان يحمل الفريق على كتفيه.
وفي الجانب الآخر، لم ينتظر بني هاني حتى يجفّ عرق التمرين، ففي ١٨ ثانية فقط، سجلَّ أسرع هدف في الدوري في مباراة الحسين والعقبة، ليتخطى هدف لاعب الفيصلي عمر هاني، الذي سُجل في الجولة الثانية في الثانية ٤٧ أمام نادي السلط.
ولم يكتفِ “بني هاني” بذلك، بل أحرز أول “سوبر هاتريك” في الموسم، ليصبح اللاعب الوحيد الذي يسجّل ثلاثة أهداف أو أكثر في موسمين متتاليين، كما وأسهم في تعزيز حصيلة “الملكي” التهديفية، ليحقق فريقه أكبر نتيجة في الموسم، بعد الفوز على العقبة ٦-٠، ليتفوق على الجزيرة الذي فاز على ذات المنافس-العقبة- بستة ٦-٢ كثاني أعلى نتيجة بالموسم، وليسجل العقبة كأكثر فريق استقبل أهدافًا في مباراة واحدة.
ولو أنَّ شبّهنا سباق الهدافين في الدوري بمنصات الأولمبياد، فقد توّج مهند سمرين بهداف البطولة بـ 18 هدفًا ذهبيًا، فيما نال محمد العكش مهاجم الصريح، وصافة الهدافين بـ 1٤ هدفًا فضيًا، بينما اقتنص يوسف أبو جلبوش نجم الحسين، الميدالية المرتبة الثالثة بعد تسجيله 11 هدفًا برونزيًا، ليكتمل مشهد التتويج بثلاثي تألق في سماء الدوري.
“العكش”.. هدّافٌ في قفص الهبوط
هذا هو المعنى للهداف الذي حملَ السفينة على كتفيه، وغرق، فتميزّ لاعب نادي الصريح، محمد العكش هذا الموسم بتسجيله ١٤ هدفًا، فكانت أهدافه نقوشٌ على جدارِ ذاكرةٍ منسيَّة، ولم تكن تسديداته سوى صرخات صامتة تُنْثَر بين أنقاض أداء جماعي مُنهار، فبينما ارتفع نجمه كـ “هدَّافٍ ثانٍ في الدوري”، غاص الفريق في دوامة الإخفاق، وتحولت أهدافه إلى مرثيةٍ في سجل الفريق الذي هبط إلى مصافِ الدرجة الأولى.
الفيصلي.. من بطولاتِ الانتصارات إلى إمبراطورية التعادلات
“12 تعادلًا، همًّ ضل يلاحق الفيصلي، حتى كانت ٥٧٪ من مبارياته تعادلات، وتعني أن الفيصلي لم يخسر سوى مباراة واحدة (أقل الخسائر مع الحسين)، لكنها أيضًا تعني غياب جرأة صناعة الفارق.
ويُعد الفيصلي ثاني أكثر فريق تحقيقًا للتعادلات في موسم واحد، ويذكر أنه قد تعادل مع جميع الفرق المشاركة في الدوري، باستثناء فريق مغير السرحان، وبهذه التعادلات كاد الفيصلي أن يقترب من معادلة الرقم القياسي في تاريخ دوري المحترفين الأردني، والمسجّل باسم نادي ذات راس في موسم 2013/2014 بـ13 تعادلًا،
سفيرا الرعب: سمرين وصبرة.. برصيد ٢٧ هدفًا
بينما يخطف سمرين الأنظار بلمساته السحرية، ينسج صبرة، خيوط اللعبة كإضافة، ليكون الثنائي معًا وجهَي العملة الذهبية التي لا تُهزم.
فلم تكن تمريراتهما مجرد كرات عابرة، بل رسائل إتقانٍ مدوّية، فبمعدل هدف كل ٧٣ دقيقة، حوَّلا الملعب إلى مسرح لـ سمفونية هجومية لا تُقاوم، حيث كان إجمالي أهداف الثنائي (٢٧ هدفًا)، وبمقارنة لافتة سجلت أهدافهم أعلى من أهداف 4 فرق في الدوري، وهو إنجازٌ يعكس تفوُّقًا استراتيجيًّا جعلهما نموذجًا للشراكة الذكية.
موتاري وسيزر ونياس.. أكثر المحترفين تهديفًا
بـ٨ أهداف، حمل محترفي الوحدات اوسينو سيزر، لقب «المحترف الأعلى تسجيلًا»، ويأتي بعده لاعبي السلط ممادو نياس، والفيصلي أمادو موتاري برصيد ٦ أهداف لكل منهما، أما عن نيأس محترف نادي السلط ظل نجمًا وحيدًا في سماء فريقه الذي بقي في المركز الرابع، فيما ساعد موتاري الفيصلي بنشوة الانتصارات بالمباريات الإياب، وساهم بالفوز الأخير على نادي مغير السرحان بتسجيله هدفين، وكسر شبح التعادلات.
السرحان الأكثر خسارةً.. والعقبة أكثر نادي تلقى أهداف
بينما كان الحسين يحتفلون، كان جمهور مغير السرحان يجمع شظايا أحلامه بعد 15 خسارة – كأكثر فريق خسر في الدوري – كما غابت الروح القتالية عن لاعبيه، فلم يُسجل سوى 3 انتصارات – أقل عدد انتصارات في الموسم – وكأنما ارتدوا قمصانًا ثقيلةً من الرماد، مكتفين بأضعف خط هجوم بـ16 هدفًا فقط.
وإن كان الهجوم نادي مغير السرحان قد خذل جماهيره، فإن دفاع شباب العقبة لم يكن أفضل حالًا، إذ نال الفريق لقب “أضعف دفاع” في الدوري، بعدما استقبلت شباكه 47 هدفًا، بمعدل هدف كل 42 دقيقة، وهو ما شكّل عبئًا كبيرًا على الفريق طوال الموسم، ليُشبه دفاعه بـ”الدرع الورقي” الذي لم يصمد أمام هجمات الخصوم.
وفي ظل هذه التحديات الفنية والتكتيكية التي واجهت بعض الفرق، لم يكن الانضباط السلوكي بمنأى عن المعاناة، إذ شهد الموسم أيضًا ارتفاعًا ملحوظًا في عدد البطاقات والحالات الانفعالية التي غيرت مجرى العديد من المباريات.
19 طردًا ٥٠١ إنذارًا.. وأبو هضيب يتلقى أسرع طرد في الدوري
شهد الدوري الأردني في مرحلتي الذهاب والإياب إصدار ٥٠١ إنذارًا و19 بطاقة حمراء، شكّلت نقاط تحوّل دراماتيكية في العديد من المباريات، وعكست تفاوتًا سلوكيًا وتكتيكيًا بين الفرق، لا سيما في اللحظات الحاسمة.
أما بالنسبة لحالات الطرد، فجاءت الغالبية العظمى منها في الشوط الثاني بنسبة 76.5%، مقارنة بـ23.5% فقط في الشوط الأول، ما يشير إلى تصاعد التوتر واهتزاز الأعصاب مع اقتراب صافرة النهاية، كما صدرت 17.6% من البطاقات الحمراء في الوقت بدل الضائع، لتكشف عن نهايات درامية وتحولات متأخرة قلبت مسارات بعض المواجهات.
وفي الجولة 21، سجّل عامر أبو هضيب لاعب الرمثا أسرع طرد في الدوري هذا الموسم، بعدما نال بطاقة حمراء بعد 54 ثانية فقط من بداية مباراة فريقه أمام الأهلي ـ رقم يطلب النسيان- ورغم أن الرمثا تمكّن من تسجيل هدف تعادل مؤقت بعد الطرد، إلا أنه خسر اللقاء بنتيجة 2-1، في مشهد اختلط فيه الحماس بالتسرّع.
فيما سجل الطرد هذا الموسم لكل من: عبد الرحمن رائد (شباب العقبة)، تامر صوبر ويزن دهشان (الأهلي) المعتصم بالله الزعبي وهايل الذيابات (الرمثا)، نور الدين موافي خالد الردايدة وعلي المصري (معان)، محمد كحلان وحسام أبو الذهب (الفيصلي)، محمد الحايك (مغير السرحان) محمد طه وخالد عصام (شباب الأردن)، غيث المدادحة وخالد صياحين، وياسين البخيت (الجزيرة)، أحمد عبيدات “مرتان” وقصي نمر (الصريح).
وبينما كانت بعض الفرق تعاني من التوتر والانفعالات داخل الملعب، ظهر على الجانب الآخر مدربون حافظوا على هدوئهم، وقادوا فرقهم بثبات دون أن يتذوقوا طعم الخسارة طوال الموسم.
مدربون لم يتذوقوا طعم الخسارة
لم يتذوق كل من المدرب أحمد هايل الذي استلم تدريب نادي الحسين منذ الجولة العشرين، ومدرب الوحدات قيس اليعقوبي، ومدرب الفيصلي جمال أبو عابد طعم الهزيمة في دوري المحترفين لهذا الموسم.
وبعيدًا عن التخطيط والتكتيك من على دكة البدلاء، كانت بعض المباريات تُحسم بلقطة واحدة من علامة الجزاء، حيث لعبت ركلات الجزاء دورًا محوريًا في تغيير النتائج، وأظهرت تفاوتًا في دقة التنفيذ بين الفرق.
ضربات الجزاء.. بين “الهدّافين” و”الخائفين من النقاط البيضاء”
شهد الموسم تنفيذ ٢٩ ركلة جزاء، أُهدرت منها 9 ركلات، بنسبة فشل تقارب 32.1%، وتصدَّر نادي الحسين إربد القائمة بعدد الركلات المحققة حيث نال 5 ركلات (ما يعادل نحو 17.9% من الإجمالي)، لكنه أهدر اثنتين منها، تلاهما كلٌّ من معان والسلط برصيد 4 ركلات لكل منهما؛ لم يهدر معان أيًّا من ركلاته، فيما أضاع السلط ركلة واحدة.
بعد ذلك، تصدّر كلٌّ من الفيصلي وشباب الأردن والعقبة المركز الثالث بعد حصولهم على 3 ركلات لكل فريق، أما الفيصلي، فقد أهدر اثنتين منها، بنسبة فشل تقارب 66.7%، وهو أعلى معدل هدر بين الأندية، ما كلفه خسارة 4 نقاط محتملة.
وجاء الأهلي والوحدات في المرتبة التالية بركلتي ترجيح لكل منهما، فيما حصّل الرمثا، والصريح، والجزيرة على ركلة واحدة، فيما أهدر الأخير ركلته- الجزيرة- ويُذكر أن “مغير السرحان” هو الفريق الوحيد الذي لم يتحصل على أي ركلة جزاء طوال الموسم.
الوقت الضائع.. بين مطرقة الإرهاق وسندان الأحلام
دائمًا تُعرف الأهداف في الوقت بدل الضائع، بين الإرهاق الجسدي و”لعبة العقل” والملفت أن ٣٦ هدفًا من أصل ٣٥٠ هدفًا جاءت في الوقت الضائع، ما يشكّل 10.3% من إجمالي الأهداف، ويعكس دراماتيكية اللحظات الأخيرة.
وشهدت مرحلة الذهاب تسجيل 8 أهداف فقط في الوقت بدل الضائع، ما شكّل نسبة 2.4% من إجمالي أهداف الدوري، أما مرحلة الإياب، فقد انفجرت فيها الشباك بشكل أكبر، حيث سُجلت ٢٨ هدفًا، بنسبة 7.8%، مما يعكس تصاعد الإثارة مع اقتراب نهاية الموسم، ومن حيث توقيت التسجيل، سُجلت 7 أهداف في نهاية الشوط الأول (45+)، فيما جاء النصيب الأكبر، 27 هدفًا، في الشوط الثاني (90+)، بنسبة بلغت 79% من أهداف الوقت الضائع. المثير أن 14 هدفًا من بين هذه الأهداف كانت حاسمة، شكلت 41%، إما لتغيير نتيجة اللقاء أو لحسم مصير الفريق.
رحيل مؤقتً..
بعد موسم طويل من المنافسة وزيادة عدد الهابطين إلى أربعة، ودّعت أندية الصريح الذي أعاد تكرار سيناريو “الصاعد الهابط”، وشباب العقبة (منذ 2017)، ومعان (منذ 2020)، ومغير السرحان (منذ 2022)، متأثرة بأزمات مالية وتراجع في التعاقدات، ما جعلها تتراجع نحو مراكز الخطر دون تقديم مردود فني مقنع أو انتزاع نقاط من فرق المقدمة.
كما أن الموسم القادم سيشهد غياب أندية الجنوب، حيث يشارك فيه ٧ فرق من الوسط و٣ من الشمال، ما يُفقد الدوري بعضًا من نكهته التنافسية المعتادة، ويذكر أن التاريخ يسجل أن الأندية الوحيدة التي لم تهبط منذ مشاركتها في دوري المحترفين هي الفيصلي (منذ 1944)، شباب الأردن (منذ 2004)، والسلط (منذ 2018).
النظام الجديد للدوري..
يشارك في الدوري الأردني للمحترفين 2025/2026 عشرة أندية، هي: الفيصلي، والوحدات، والحسين، والسلط، والرمثا، والأهلي، والجزيرة، وشباب الأردن، إلى جانب الفريقين الصاعدين من دوري الدرجة الأولى: البقعة وسما السرحان، ويأتي النظام الجديد (3 مراحل: ذهاب، إياب، ومباراة ثالثة تُقرر ملعبها بالقرعة) ليرفع عدد مباريات كل فريق إلى ٢٤، بهدف تعزيز العدالة عبر تقليل العشوائية، وزيادة الإثارة بمواجهات متكررة، مع تحسين الإيرادات عبر مباريات إضافية.

تشكيلة الموسم .. وفق رؤية الكادر الرياضي في صدى الشعب