الامتحان أداة للتقويم لا للمحاكمة
صدى الشعب _ أسيـل جمـال الطـراونـة
شدد الخبير التربوي والتعليم حسام عواد على أهمية تغيير النظرة تجاه الامتحانات، مؤكدًا أنها أداة للتقويم والتطوير وليست مجرد وسيلة للتقييم أو إصدار الأحكام
وقال عواد عندما أتعامل مع الامتحان كفرصة للتقويم، أتمكن من تحديد نقاط الضعف وتطويرها، وبهذا يقلّ التوتر ويصبح الامتحان مجرد وسيلة لتحسين الذات، وليس محكمة أداء.
وأشار إلى أن أحد الأسباب الرئيسة للتوتر هو أن الطالب يتعامل مع الامتحان كأنه حكم قضائي، مما يؤدي إلى ضغط نفسي كبير.
ومن هنا، دعا إلى تبني عقلية التقويم لا التقييم، مؤكدًا أن الطالب إذا دخل إلى الامتحان بنفسية الباحث عن التحسين، فإن ذلك ينعكس إيجابًا على حالته النفسية وأدائه الأكاديمي.
وفيما يتعلق بدور الأسرة، أكد عواد أن الدعم الأسري يبدأ ببث الأمن والطمأنينة في البيت، وليس بربط الطالب بالعلامات أو مقارنته بإخوته أو أقاربه.
وقال علينا كأهالي أن نخلق بيئة تعليمية آمنة، نركز فيها على بذل الجهد لا على النتيجة، فالعلامة مجرد مؤشر وليست الهدف النهائي
وأضاف إذا أخطأ الطالب في الامتحان بسبب التوتر أو النسيان، علينا اعتباره موقفًا نتعلم منه، لا وسيلة للتقريع.
ويؤكد كذلك أن تركيز الأسرة على الجهد لا النتيجة يخفف من التوتر، ويمنح الطالب ثقةً في نفسه.
ويشدد عواد على أن أفضل علاج للتوتر هو التمكن الجيد من المادة الدراسية.
ويوضح أن الطالب المتقن للمادة يقل توتره بشكل ملحوظ، بعكس الطالب الذي لم يراجع جيدًا.
كما يقول عادةً أطلب من الطلبة قراءة الفاتحة، فلا يخطئون ولا يتوترون لأنهم حافظوها جيدًا، بينما عند سؤالهم في الدرس، يظهر التوتر لأنهم غير متمكنين منه.
كما نبه عواد إلى أهمية مراقبة الأفكار أثناء الدراسة، مؤكدًا أن السرحان والغفلة يفتحان الباب للمخاوف والقلق.
ويؤكد أيضًا على أهمية الأفكار الإيجابية الواعية، مثل تذكّر المشاركة في الحصص، حل الواجبات، والتجارب الناجحة السابقة، لأنها تقلل من حدة التوتر وتزيد من الثقة بالنفس
.
كما يشير عواد إلى أهمية وجود بنك أسئلة يتدرّب عليه الطالب، مما يساعده على التأقلم مع نمط الامتحانات المدرسية ويقلل من القلق.
كما يشدد على أن تنوّع أساليب الامتحان يعد خطوة عادلة في تقييم الطالب، إذ لا يُفترض أن تقتصر التقييمات على الحفظ فقط.
ويقول في هذا السياق علينا أن نقيس الذكاء اللغوي، الجمالي، الفني، الرياضي، والمكاني، لا أن نعتمد فقط على قدرة الطالب على الحفظ والاسترجاع.
ويؤكد عواد أن إدارة الاختبار مهارة مهمة بحد ذاتها، فعدم التوقف طويلاً عند الأسئلة الصعبة، وتحديد الأسئلة التي لم تُحل أو لم تُكمل لمراجعتها لاحقًا، أمران ضروريان.
كما نصح الطلبة في عدم إعادة الأسئلة التي أجابوا عنها فعليًا، لأن ذلك يزيد من القلق دون فائدة.
وفي ختام حديثه، شدد عواد على أن الخوف من الرسوب أو الفشل أمر غيبي لا يعلمه إلا الله، لكن الأخذ بالأسباب هو واجب الطالب.
وأضاف علينا التركيز على الدراسة الفعلية، استخدام القلم، التفاعل مع المادة، وتنظيم الوقت، بعيدًا عن الدراسة من خلال الموبايل أو المشاهدة فقط.
ويؤكد أن الجهد مع الاتزان النفسي وتنظيم الوقت، والابتعاد عن السهر والتشتت، هو السبيل إلى النجاح والتفوق.