صدى الشعب – سامي القاضي
في ليلةٍ تُختزل فيها شهوراً من الأحلام والدماء والعرق في 90 دقيقة، يقف الدوري الأردني للمحترفين على حافة التسعون دقيقة فاليوم ستُضاء أضواء ملعبي ستاد الملك عبد الله، وستاد عمان الدولي، الحسين إربد يواجه شباب الأردن في معركة العودة إلى القمة، والوحدات يصطدم بـ الرمثا في مواجهةٍ تحمل في طياتها روح الملحمة.. روح الريمونتادا.
الرمثا: حارس البوابة الذي يكتب القصص
لا يملك الرمثا تذكرة الصعود إلى سماء البطولة، لكنه يمسك بمفاتيح السماء نفسها، فالفريق الذي أنقذ الأهلي من السقوط قبل أيام، بات اليوم حارساً غير مرئي لموازين الدوري، أمام الوحدات، لن يلعب الرمثا ليهدي لقباً أو يسقط أحلاماً، لكنه سيخوض المعركة بـ “سيف الفروسية” الذي اعتاد حمله.
فحين أوقع الحسين إربد في فخ التعادل، وأجبره على التخلي عن عرش الصدارة لصالح الوحدات، قبل أن يعود ويواصل دوره الحاسم بإنقاذ الأهلي من السقوط، وكتابة نهاية حزينة لفريق الصريح، الذي لحق بمغير السرحان ومعان وشباب العقبة إلى دوري الدرجة الأولى.
ولأن الريمونتادا في عالم الكرة لا تعني فقط قلب النتائج بالأهداف، بل قد تكون بقلب الموازين وكسر التوقعات، فإن الرمثا اليوم يقف مرةً أخرى عند مفترق طرق البطولة، ففي الجولة الأخيرة، يواجه الرمثا متصدر الدوري الوحدات، حاملاً معه مفاتيح اللقب، دون أن يكون طرفاً معنيًّا بالتتويج أو الإسقاط، لا يلعب بدهاء ليمنح لقباً لهذا أو يحرمه عن ذاك، بل يلعب للرمثا، بشرف المنافسة وروح الفروسية.
فهل تُكرر أسطورة اللعب القتالي، والأهداف الحاسمة، لكن هذه المرة في مرمى الوحدات، أم أن “المارد الأخضر” سينتزع اللقب الـ18 من بين أنياب المصير.
الوحدات (51 نقطة): حلم الثامن عشر..
لا يكفي أن يتعادل الوحدات ليرتدي تاج البطولة، لكن “المارد الأخضر” لا يعرف الدفاع عن الأحلام، بل يهاجمها، تاريخ النادي يحمل 17 لقباً، لكن اللقب الـ18 سيكون تذكرة الخلود، إنها معركة “إرث الأجداد” ضد “جنون اللحظة”، فهل ينجح في كسر لعنة “الرمثا” التي كانت عقدة لكثير من الأندية في هذا المواسم.
الحسين إربد (50 نقطة): “الملكي” يسعى للانبعاث من رماد المنافسة
يعرف الحسين إربد أن الأبطال لا يموتون.. بل ينتظرون، الفريق الذي حقق المفاجأة الموسم الماضي باللقب الأول في تاريخه، يطارد الآن اللقب الثاني على التوالي، أمام شباب الأردن، وسيخوض معركته بقلب أسد، لكن بصيرة الصياد الذي يتربص بفرصة واحدة لاختطاف اللقب من بين أنياب الوحدات، كل ما يحتاجه هو الفوز، وانتظار “هزيمة الوحدات” كهدية من الرمثا.. تلك الهدية التي قد تكون قاتلة.
والسؤال: هل يُعيد الرمثا صناعة “الريمونتادا” على طريقته الخاصة، ويُعيد الحسين إربد إلى الصدارة؟ أم يواصل الوحدات الركض نحو التتويج، مدينًا بانتصاره لنفسه، بعد غياب منذ عام ٢٠٢٠؟