صدى الشعب – كتب ماهر أبو طير
وفقاً لشخصية وازنة فإن الأردن أرسل قبل فترة استمزاجاً لتعيين سفير مخضرم من كادر وزارة الخارجية في دمشق، وتنتظر عمان الإجابة حتى يباشر أعماله في سفارة الأردن في دمشق، التي تدار حالياً بواسطة قائم بالأعمال.
تكشفت هذه المعلومات بعد نشري لمقالي يوم أمس الثلاثاء الذي كان بعنوان”أين السفير الأردني في دمشق؟” والذي عالج قصة عدم تعيين سفير، بالرغم أن كاتب هذه السطور حاول التأكد من الوضع الفعلي قبيل الكتابة، إلا أن المعلومات كان شحيحة، وما يهمنا اليوم هو أن الأردن في طريقه الى تعيين سفير في دمشق عما قريب، تأكيداً لأهمية العلاقات بين البلدين، وهي التي تتنامى بشكل متواصل.
ما تبين أيضاً أن العلاقات الأردنية السورية لا تمر بفترة برودة وراء الستار، حيث أكدت الشخصية الوازنة أن العلاقات ممتازة بين البلدين، وأن هناك تنسيقاً سياسياً وأمنياً وعسكرياً، بوجود مجلس مشترك بين البلدين، وزيارات متواصلة على مستوى الوزراء، واتصالات غير معلن عنها، أمام عدة ملفات ترتبط بالعلاقة الاقتصادية، خصوصاً، بعد رفع العقوبات عن الأشقاء السوريين، وملفات مثل المخدرات التي تتدفق عبر الحدود الجنوبية، والسلاح، وملف عودة اللاجئين الى سورية، وما يرتبط أيضاً بمختلف الملفات التفصيلية على مستوى العلاقات.
من جهة ثانية يُرقب الأردن هذه الأيام عودة الأشقاء السوريين الى بلادهم، وبرغم أن النسبة ما تزال غير مرتفعة، إلا أنه لا يمكن الحسم حول الرقم النهائي، إلا بعد نهاية شهور الصيف، حيث ترتفع النسبة تدريجياً، وسط تصورات لدى السوريين في الأردن أن المنظمات الدولية في طريقها لوقف المساعدات نهاية المطاف، فيما يلعب الجانب الأمني دوراً مهما في اتخاذ قرار العودة كون أغلب الأشقاء في الأردن هم من مناطق جنوب سورية غير المستقرة فعلياً، وسط رصد لعودة أعلى بين السوريين الذين ينتمون أصلاً الى مناطق شمال سورية المستقرة تماماً.
كما أن العامل الاقتصادي يؤثر على عودة السوريين، إلا أن المراهنة هنا على بدء الدورة الاقتصادية في سورية، وإطلاق مشاريع كبرى، وربما بعض مشاريع الخصخصة، واستثمارات رجال الأعمال السوريين الأغنياء الموزعين في دول العالم، ستؤدي الى تحريك الاقتصاد السوري نهاية المطاف بشكل متسارع، خصوصاً، إذا استطاعت دمشق الجديدة تثبيت حالة الاستقرار الأمني، وإطفاء الأزمات على أرضية مذهبية أو طائفية، أو بسبب ملاحقات عناصر النظام البائد.
في كل الاحوال يتطلع الأردن الى عدة أمور على صعيد العلاقات مع السوريين، أبرزها استقرار الدولة، وتحقيق الانتقال في الحكم والمؤسسات بشكل سلس، وإنهاء إخطار التطرف والإرهاب، والقدرة على تحقيق مكتسبات اقتصادية للسوريين، وإعادة التموضع في العلاقات داخل الإقليم، واسترداد مكانة سورية وسط العالم العربي، وبين دول العالم، وتحت هذه العناوين تندرج تفاصيل كثيرة.
“الغد”