صدى الشعب -فيصل القطامين
تقدم بلدية الطفيلة الكبرى التي تأسست في العام 1914 جميع الخدمات المتعلقة بالنظافة وفتح وتعبيد الطرق واغلب الخدمات اليومية للمواطنين البالغ تعدادهم اكثر من 67 الف مواطن في مناطقها الخمس التابعة لها ، ووهي القصبة والعيص وعين البيضاء وعيمة والحسين والبالغة مساحتها حوالي 40 ألف دونما والتي تتميز بطبيعة جغرافية وتضاريس معقدة تسهم في رفع كلف إقامة مشروعات الطرق والجدران الاستنادية التي تتحملها موازنة البلدية مضافا اليه التزايد العمراني والسكاني .
والتقت “صدى الشعب ” رئيس لجنة البلدية الدكتور محمد الكريمين الذي قال أن البلدية وبالرغم من حجم موازنتها القليل البالغ حوالي سبعة ملايين دينار يرافقه عجز بلغ حوالي المليون دينار ظلت مستمرة في تقديم أشكال الخدمات المختلفة من نظافة وإنارة وفتح وتعبيد الطرق والأعمال الطارئة كمواجهة ظروف الشتاء من تساقط للثلوج والامطار وما ينجم عنها من بعض الآثار السلبية الطارئة كالإنجرافات نتيجة السيول .
كادر البلدية يستنزف
نحو 75 % من حجم الموازنة البالغة حوالي سبعة ملايين دينار أجور ورواتب لنحو 580 عاملا وفنيا وإداريا في البلدية
وبين الكريمين أن عدد الموظفين والعمال والفنيين والمهندسين في البلدية كبير حيث يبلغ نحو 580 يستنزفون نحو 75 % من حجم موازنة البلدية بواقع 260 ألف دينار شهريا كرواتب واجور ، والبالغة سبعة ملايين دينار ، متوقعا أن يصل حجم الموازنة نحو 9 ملايين دينار العام المقبل 2026 ، في الوقت الذي تعاني فيه البلدية من حجم مديوينة مرتفع يصل الى نحو سبعة ملايين دينار بما يعيق تقديم الخدمات للمواطنين بصورة أفضل .
ولفت الكريمين إلى تراجع إيرادات البلدية نتيجة عدة عوامل اهمها ضعف تحصيل الذمم المستحقة للبلدية على المواطنين ، وتواضع أعداد المشروعات الاستثمارية وإرث متراكمى ثقيل من المديونية .
وقال ان البلدية تحاول ايجاد حلول لمواجهة مشكلة تواضع تحصيل الذمم من خلال تقديم تسويات والتفاهم على تسديد الذمم بطريقة التقسيط او الاتفاق على تسويات تسهل على المواطنين الالتزام بالدفع بصورة نريحة او تحويل اصحاب الذمم والمستحقات من الايجارات ومستحقات البلدية للقضاء في حال الامتناع عن التسويات.
واشار إلى أن عدة عوامل ساهمت في تراجع الوضع المالي للبلدية منها على سبيل المثال ضعف تحصيل الذمم في السنوات السابقة وقلة وتواضع المشروعات الاستثمارية وتسعى البلدية لزيادة حجم عوائد البلدية من خلال عدة مشروعات استثمارية .
وبين الكريمين أن للبلدية ذمم ومستحقات مالية على المواطنين بأكثر من أربعة ملايين دينار ، وتسعى البلدية لتحصيلها سواء بتقسيط تلك المبالغ على الموطنين أو منحهم تخفيضات في حالة الدفع الكامل ، مؤكدا أنه مؤشر التحصيلات في ارتفاع ملحوظ وتم تحويلها إلى كلف الخدمات ومحروقات والبنية التحتية وصيانة الطرق وتعبيدها وإعادة تأهيلها ومصاريف اخرى
، مؤكدا أن الذمم المالية غير المدفوعة تسهم في تراجع تقديم الخدمات للمواطنين بشكل أفضل ، وبما يعرقل تنفيذ وأعمال البلدية بشكلها الصحيح ويؤخر تقديم تلك الخدمات ويقلل من مستوى جودتها ، حيث ان البلدية مؤسسة أهلية تعتمد في موازنتها على الرسوم والضرائب والذم المتمثلة في أجور المحلات وغيرها وفي حال تحصيلها ترتفع مستويات الخدمات المقدمة للمواطن .
كما أكد على دور هام للقطاع الخاص في العمل البلدي لتاتي هنا أهمية التشاركية مع القطاع الخاص في الجانب الاستثماري بشكل خاص ، جنبا الى جنب مع السعي إلى زيادة موجودات البلدية واصولها بما يدعم اوصاع البلدية المالية ويشجع القطاع الخاص للمشاركة الفاعلة نحو المجتمعات المحلية ويسهم في التخفيف من حدة البطالة وذلك بتوفير فرص عمل لهم ، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال تعاون وثيق من قبل المجتمع والقطاع الخاص مع البلدية .
واشار الكريمين ان البلدية تعكف على إعادة تفعيل عدد من المشروعات الاستثمارية والانتاحية للبلدية ، لافتا إلى أنه تم إعادة تأهيل وتشغيل مصنع الحاويات وإعادة تخصيص عدد من العاملين فيه للعمل ، وتزويده بالمواد الأولية اللازمة كتزويده بالمواد الخام الاولية التي تسهم في تشغيله من خلال توفير المخصصات اللازمة من صندوق البلدية ورصد ما قيمته خمسة وثمانون ألفا لنفس الغاية ، بما يوفر على البلدية كلفة شراء الحاويات والتي تصل كلفة شرائها أكثر من 250 دينار ، بما ساهم بد بشكل إيجابي على توفير اعداد كبيرة كافية من الحاويات تؤمن احتياجات مناطق البلدية من الحاويات ويسهم في رفع مستوى خدمات النظافة بشكل عام في مناطق البلدية كافة واصفا مستوى النظافة فيها بالجيد .
أسطول البلدية اعداد آلياته كافية بعد رفده بآليات جديدة وتلبي اعمال الخدمات التي تقدمها البلدية مع الحاجة لآليات اضافية
وبهذا الصدد أشار الكريمين إلى توفر 19 ضاغطة موزعة على مناطق البلدية تعمل من خلال طواقمها على خدمات النظافة العامة في الشوارع والاحياء وتسهم في رفع مستويات النظافة بشكل عام ، فيما يعمل نحو في أعمال النظافة نحو 160 عاملا يعملون على مدار الساعة ،
واصفا مستوى النظافة في مناطق البلدية بالممتاز مؤكدا أن بلدية الطفيلة تعتبر من أنظف بلديات المملكة ، نتيجة الجهود الكثيفة المبذولة بهذا المجال.
واشار الكريمين إلى اهمية زيادة أعداد الآليات الاخرى المتعلقة بتقديم باقي الخدمات ، مؤكدا سعي البلدية لشراء رافعة لمعالجة تركيب وصيانة وحدات الإنارة بعدما باتت الرافعة القديمة تحتاج للصيانة المكلفة نتيجة كثرة تعطلها .
وحول خدمات الإنارة وتوفيرها في المناطق فقد أكد الكريمين أنه تم تركيب نحو 10000 وحدة إنارة جديدة تعمل بنظام الطاقة الموفرة منذ منتصف العام الماضب والعمل جار على تركيب نحو 3000 وحدة موفرة للطاقة لاستكمال إنارة شوارع مناطق البلدية الخمس ، بما يسهم في خفض فاتورة إنارة الشوارع بأكثر من 35 % ، وبما يسهم في شمول مناطق اوسع في البلدية .
تركيز الاهتمام على فتح وصيانة وتعبيد الطرق التي تحتاج الى مزيد من التوسع بسبب وضعها المتهالك
وقال الكريمين أن البلدية تعطي اهمية كبيرة للطرق الداخلية بين الأحباء من حيث الصيانة والفتح والتعبيد لأهميتها في تقديم أفضل خدمة للمواطن ، لافتا إلى أنه تمت المباشرة بتعبيد الطرق وصياتها وتأهيلها في مناطق البلدية الخمس ، حيث تم رصد المخصصات اللازمة لتنفيذها ، بعدما تم رصد كافة الطرق التي تحتاج للصيانة والتعبيد من خلال لجان فنية متخصصة من المهندسين والفنيين ، ووفق الحاجة الفعلية والأولويات وبكلفة تصل الى 1.2 مليون دينار ، للتأسيس للمرحلة القادمة والتي تتطلب رصد نحو مليوني دينار في الأعوام 2025 – 2026 .
ولفت الكريمين الى اهمية الاستعداد للظروف الطارئة الشتوية والتي تترافق عادة بالهطول المطري ، والتي تتطلب تنفيذ جدران استنادية وقنوات لتصريف الأمطار والحفاظ على جوانب الطرق من خلال عمل اكتاف اسمنتية او جدران السلال الحجرية لمنع الإنجراف والانهبارات .
كما في بعض المناطق في العيص والزريقيات وعين البيضاء وقد جرى معالجتها وبشكل سريع لكونها أصبحت تشكل بؤرا خطرة مؤكدا انتهاء المشكلات المتعلقة فيها .
وأشار الكريمين إلى تنامي ظاهرة إلقاء النفايات والردم وبقايا مخلفات البناء على جوانب الطرق واعتبرها ظاهرة مؤرقة وتسهم في خلق مظاهر غير حضارية ، حيث تشكل تلك المناطق اماكن تنزه ومناطق جميلة لتتحول إلى مصادر تلوث بيئي وبصري ، مؤكدا أنه تتم معالجتها اولاباول من خلال جرغها وتسويتها ، داعيا الى عدم ان إلقاء النفايات ومعولا في ذلك على وعي المواطن حيال قضايا البيئة والذي يعتبر جزء هاما من الاهتمام بالبيئة والحفاظ عليها والتي تعتبر مسؤولية اجتماعية هامة ، ومؤكدا في نفس الوقت أنه في حال رصد أي عملية القاء للأنقاض والردم تتم المخالفة بغرامة مالية بالإضافة إلى إزالة الضرر بالاضافة الى قيام البلدية بكافة كوادرها بعمل حملات دورية على مناطق البلدية والتنسيق مع مديرية الشؤون البيئية والصحية في البلدية لتنظيف الاطاريف والشوارع وجوانب الطرق الخارجية من الانقاض وبقايا ومخلفات البناء .
وأشار إلى ان البلدية قامت بخطوات استباقية ناجعة لمواجهة اي مشكلات ناجمة عن الحالات الطارئة خاصة الجوية منها ، حيث قامت البلدية من خلال كوادرها الفنية وعمالها بتنظيف وفتح العبارات ومجاري ومناهل تصريف مياه الأمطار وتم إنشاء عبارات جديدة وزيادة أقطار البعض منها ، خاصة في المناطق التي لوحظ أنها تشكل مصادر لتجمع المياه وبالتالي كان لا بد من إيجاد حلول ناجعة وسريعة لها .
وبين الكريمين أن البلدية تسعى لأتمتة أعمالها وتواصلها مع المواطنين وطريقة تسيير الأعمال والخدمات فيها ، بما يتواكب مع التطورات الحديثة الالكترونية ، حيث قمنا بالتعاون مع وزارة الإدارة المحلية من تقديم 14 خدمة الكترونية تعتبر من الخدمات الهامة للمواطن والتي تسهم في تقليص زمن الاستجابة والعمل لتحسين الواقع الخدمي للخدمات المقدمة للمواطن ، وبما يرتبط به من تأهيل لكوادر البلدية والطاقم البشري فيها فنيا وماليا وإداريا ، ليواكب التطور السريع الذي يشهده العالم ،وكذلك رصدنا على موزانة 2026 شواغر من اجل زيادة كوادر دوائر تكنولوجيا المعلومات إضافة إلى وجود خطوط ساخنة وغرف عمليات مشتركة بين المناطق ووزارة الإدارة المحلية لتلقي شكاوى المواطنين خاصة في ظروف الطواريء .
ودعا الكريمين المواطنين إلى التعاون مع البلدية واعتبار أن البلدية هي من الأكثر تقديما لاغلب الخدمات الأساسية للمواطن مركدا على دور هام له للدعم والإسهام في تحسين العمل البلدي من أجل تعميم الفائدة على الجميع للوثول الى مجتمع متكامل يسعى لتحقيق أفضل الخدمات الأساسية .
