الشرفات: الاحتلال الاسرائيلي يمارس البلطجة المدفوعة بالقوة
ودعان : العملية هدفها نسف المفاوضات
الدعجة: ضرورة تحرك عربي موحد
صدى الشعب – سليمان أبو خرمة
قال خبراء سياسيون إن اعتداء الاحتلال الإسرائيلي على الأراضي القطرية يعكس نهج الاحتلال القائم على خرق القوانين الدولية، مؤكدين أن هذه الخطوة تحمل رسائل ضغط سياسية وإعلامية.
وأشاروا خلال حديثه لـ”صدى الشعب” إلى أن ما جرى يمثل خرقًا واضحًا لميثاق الأمم المتحدة وانتهاكًا مباشرًا لسيادة دولة عضو، في وقت تملك فيه الدوحة أدوات رد دبلوماسية وتحالفات دولية قادرة على إحراج إسرائيل وكشف انحياز واشنطن الفاضح.
وأكدوا أن الموقف الأردني جاء منسجمًا مع ثوابته القومية والعربية، حيث أعلن وقوفه الكامل إلى جانب قطر، داعين إلى تحرك عربي موحّد يواجه الرواية الإسرائيلية ويُفشل مساعي الاحتلال الرامية إلى تحييد الوسطاء العرب عن القضية الفلسطينية.
واستهداف الاحتلال الاسرائيلي مقرّات سكنية يقيم فيها عدد من أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة.
قطر تملك أدوات الرد الدبلوماسي والنفوذ الدولي
وبهذا الإطار قال أستاذ العلوم السياسية الدكتور حسن الدعجة، إن التصعيد الإسرائيلي ضد دولة قطر يحمل في طيّاته رسائل ضغط متعددة الأبعاد، تهدف في مجملها إلى تعطيل دور الوساطة القطرية أو رفع كلفتها السياسية والدبلوماسية، وإظهار الحزم أمام الرأي العام الإسرائيلي، مع السعي لتحييد الدوحة عن دعمها الإنساني والإعلامي المتواصل لقطاع غزة.
وأضاف الدعجة، خلال حديثه لـ”صدى الشعب”، أن أي استهداف موجّه تجاه قطر يُعدّ خرقًا واضحًا وصريحًا لميثاق الأمم المتحدة واعتداءً مباشراً على سيادة دولة عربية، ما يفتح المجال أمام تصعيد في التحركات القانونية والدبلوماسية ضد الاحتلال الإسرائيلي، ويزيد من تآكل شرعيته على الساحة الدولية.
وبيّن أن الاتهامات التي يوجّهها الاحتلال لقطر بشأن دعم المقاومة، تأتي في إطار ذرائعي لتبرير سياساته العدوانية وفرض العقوبات الجماعية، على الرغم من أن الدوحة تؤدي دورًا معترفًا به دوليًا كوسيط بين الأطراف، بالتنسيق الكامل مع واشنطن والقاهرة، الأمر الذي يجعل من هذه الاتهامات أداة ضغط سياسية وإعلامية أكثر من كونها اتهامات قائمة على أدلة حقيقية.
ولفت إلى أن قطر تمتلك أدوات دبلوماسية وتحالفات دولية فاعلة ستُمكّنها من التعامل مع هذا التصعيد، مشيرًا إلى أن استبعادها من الملف الفلسطيني يُعد أمرًا غير مرجّح، بالنظر إلى شبكة الثقة والعلاقات الواسعة التي بنتها مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية المعنية بالقضية.
وحول الموقف الأردني، أوضح أنه رفض أي استهداف لدولة عربية، إلى جانب الدعوة إلى تهدئة إقليمية تَحول دون اتساع رقعة التصعيد، مشددًا في الوقت ذاته على ضرورة تحرك عربي موحّد، من خلال تفعيل دور جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي، وتكثيف الجهود على المستويات القانونية والدبلوماسية الدولية بما يضمن حماية سيادة الدول ودعم جهود الوسطاء.
كما دعا إلى أهمية بناء آلية إعلامية وسياسية عربية تواجه الرواية الإسرائيلية، وتسهم في نزع الشرعية عنها، مع التركيز على إعادة توجيه الاهتمام العالمي نحو حماية المدنيين في قطاع غزة، في ظل ما يشهده القطاع من ظروف إنسانية متفاقمة.
رد فعل قطري متوقع
من جهته أكد الخبير السياسي الدكتور هايل ودعان الدعجة أن العملية الإرهابية الأخيرة لم تكن تستهدف دولة قطر بحد ذاتها، وإنما هدفت بشكل رئيس إلى نسف المفاوضات الجارية، مشيرًا إلى أن إسرائيل تسعى من خلالها إلى إجهاض أي فرصة للحوار الدبلوماسي، أو وقف إطلاق النار، أو التوصل إلى صفقة تبادل أسرى.
وأوضح الدعجة، خلال حديثه لـ”صدى الشعب” أن المستهدف الرئيسي من العملية هو الوفد الفلسطيني المفاوض، وهو طرف أساسي في المحادثات التي تهدف إلى الوصول إلى هدنة أو اتفاق تبادل للأسرى، لافتًا إلى أن هذا السلوك الإسرائيلي يؤكد مجددًا أن “الاحتلال لا يؤمن بالسلام، ولا يضع تحرير الأسرى ضمن أولوياته”.
وأعرب عن اعتقاده بعدم استبعاد مشاركة الولايات المتحدة في هذه العملية، سواء على الصعيد العسكري أو الاستخباراتي أو اللوجستي أو العملياتي، مرجحًا أن تكون واشنطن قد لعبت دورًا تمهيديًا عبر ما وصفه بـ”الخدعة” أو “الفخ” الذي نصبه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، من خلال مقترح أدى إلى جمع أعضاء وفد حماس في مكان وزمان محددين، ما مكّن إسرائيل من تنفيذ الهجوم.
واعتبر أن ما جرى يمثل “انتهاكًا واضحًا لسيادة دولة قطر، وخرقًا صريحًا للقانون الدولي والمواثيق الدولية التي تحظر الاعتداء على سيادة الدول”.
وأضاف أن “المفاجأة الكبرى قد تكمن في موافقة الولايات المتحدة وإعطائها الضوء الأخضر لتنفيذ هذه العملية على أرض دولة حليفة لها في المنطقة، هي قطر، التي تستضيف المفاوضات وتقودها إلى جانب جمهورية مصر العربية”.
ورجّح أن تقدم قطر على تجميد مشاركتها كوسيط في المفاوضات، وربما التخلي نهائيًا عن هذا الدور، في أعقاب الاعتداء الذي طال أراضيها.
أشار إلى إمكانية طلب الدوحة من قادة حركة حماس مغادرة أراضيها، بعد أن بات استهدافهم أمرًا مطروحًا على الأجندات الإسرائيلية، وبموافقة أميركية، بغض النظر عن أماكن تواجدهم.
وأضاف أنه، ومن باب “التكفير عن الذنب”، قد تمارس الولايات المتحدة ضغوطًا حقيقية على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لدفعه نحو الانخراط في مسار سلام حقيقي، استنادًا إلى المقترح الأميركي، وبما يفضي إلى وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، مستغلة في ذلك الضغوط الشعبية المتوقعة من داخل إسرائيل، وخاصة من عائلات الأسرى، عقب فشل محاولة الاغتيال.
ودعا الدول العربية إلى إعادة النظر في أي خطوات أو نوايا تهدف إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وإظهار موقف موحد يعكس الانزعاج من الموقف الأميركي المتواطئ، معبّرًا عن أهمية إيصال رسالة واضحة للولايات المتحدة بأن العالم العربي مستعد لإعادة تقييم تحالفاته وخياراته الدولية، ردًا على مشاركتها أو تغاضيها عن عملية إرهابية تم تنفيذها على أرض دولة عربية حليفة.
الموقف الأردني ينسجم مع ثوابته القومية والعربية
وأشار إلى أن الموقف الأردني جاء منسجمًا مع الثوابت القومية والعربية، حيث عبّر الملك عبدالله الثاني عن إدانته الشديدة لما وصفه بـ”العملية الجبانة”، مؤكدًا وقوف الأردن إلى جانب دولة قطر الشقيقة.
وأضاف أن جلالة الملك اعتبر أمن قطر جزءًا لا يتجزأ من أمن الأردن، وندد بـ”الاعتداء الإسرائيلي السافر”، الذي وصفه بأنه خرق واضح للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وانتهاك لسيادة قطر وأمنها.
وأكد على تضامن الأردن الكامل مع قطر واستقرارها وسلامة أراضيها ومواطنيها، ودعمه لأي إجراءات تتخذها الدوحة لحماية أمنها وسيادتها.
الانحياز الأمريكي يشجع الاحتلال على التجاوزات
من جانبه قال الخبير السياسي طلال الشرفات ،بان الاعتداء الإسرائيلي على أرض دولة قطر الشقيقة، معتبراً أن هذا الاعتداء يمثل مثالاً صارخاً على “الصلف الصهيوني المتغطرس” وتجاوزاً سافراً لكل القواعد الدولية.
وأشار إلى أن هذا التصعيد يضاف إلى سجل دولة الاحتلال في عدم احترام القوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة.
وقال، إن الاحتلال الإسرائيلي، من خلال هذا الاعتداء “الغادر والجبان”، يكشف عن النهج المارق لدولة لا تعترف بالقوانين الدولية ولا بحق الدول في سيادة أراضيها. وأضاف أن هذه التصرفات تعتبر بمثابة “بلطجة” مدفوعة بالقوة، تهدف إلى إرهاب الدول والضغط عليها.
وأشار إلى أن دولة الاحتلال تتجاهل تماماً الحقوق الدولية التي تحمي سيادة الدول المستقلة، مؤكداً أنه لا يوجد أي مبرر قانوني أو أخلاقي لهذا الاعتداء. وأكد على أن هذا التصرف الإسرائيلي يعكس ضعفاً في التزامها بالقانون الدولي، حيث إن قطر دولة عضو في الأمم المتحدة وتتمتع بكامل حقوق السيادة.
كما أكد أن الانحياز الأمريكي لإسرائيل قد ساهم في تشجيع هذه التصرفات، مشيراً إلى أن “الموقف العربي القوي” في دعم قطر يعبّر عن موقف تاريخي ثابت، وخصوصاً بعد الاتصال الذي أجراه الرئيس الأمريكي مع أمير قطر، والذي يعكس “حرجاً سياسياً” بالنسبة للإدارة الأمريكية.
ولفت،أن الاحتلال قد خسر كثيراً في هذه الحادثة، حيث فشل الاعتداء في تحقيق أهدافه، خاصة بعد أن فشلت إسرائيل في استهداف قادة المقاومة.
و أضاف إلى أن الموقف العربي، خاصة الموقف الأردني، قد أظهر دعمًا غير مشروط لقطر.
وأشار إن الموقف الأردني الذي قاده جلالة الملك عبر الاتصال الهاتفي مع أمير قطر يعكس التزام الأردن الدائم بالقضايا العربية، ويعتبر هذا الموقف منسجماً تماماً مع المواقف الشعبية والرسمية الأردنية.
وأكد أن الحكومة الأردنية من خلال وزارة الخارجية ورئيس الوزراء عبرت عن إدانتها الشديدة للاعتداء، وأعربت عن دعمها الكامل لسيادة قطر. و أن زيارة سمو الأمير ولي العهد الأردني إلى قطر اليوم تأتي في إطار هذا الدعم الثابت، حيث يُظهر الموقف الأردني النبيل في إسناد قضايا الأشقاء في جميع أنحاء العالم العربي.
وقال ،إن هذا الاعتداء يشكل تحدياً مباشراً لسيادة الدول العربية، وهو ما سيؤثر بشكل سلبي على صورة إسرائيل في المجتمع الدولي. وأضاف أن دولة قطر، رغم دعمها للشعب الفلسطيني، تلتزم بقواعد القانون الدولي، وهو ما يجعل هذا الاعتداء على أرضها أمراً غير مقبول على المستوى الدولي. وأكد أن قطر، بفضل تأثيرها الدبلوماسي الكبير، ستكون قادرة على إحراج إسرائيل والولايات المتحدة معاً، مما يعكس فشل السياسة الإسرائيلية في المنطقة.
وأاشار إلى أن المواقف الإقليمية التي أظهرت تضامناً قوياً مع قطر تبرز حقيقة أن الدول العربية، بالرغم من التحديات السياسية والإقليمية، لا تزال تحتفظ بمواقفها الثابتة في الدفاع عن سيادة الدول العربية والتصدي لأي محاولات للمساس بها.






