#نبيل_الكوفحي
…
الآية الكريمة في سورة الطلاق (لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أمرا) جاءت في سياق الحديث عن عدة المطلقة في بيتها، وهي توحي أن الطلاق قد ينتهي الى وفاق. في التحضير لغزوة الخندق؛ والمسلمون يحفرون وقد استعصت صخرة على المسلمين، فيضربها الرسول صلى الله عليه وسلم بمعوله فتقدح شررا فيقول: الله أكبر، أعطيتُ مفاتيح الشام.
الاية الكريمة تؤكد مرتين في (ﺇﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺴﺮ ﻳﺴﺮﺍ )، يقول أهل اللغة: العسر معرّف و (يسراً) منكر ، والقاعدة عند العرب إذا تكرر ذكر المعرفة مرتين كانت الثانية نفسها الأولى، اي ان العسر ذاته، وأما النكرة فالثانية غير الأولى، اي ان يسرا الثانية غير يسرا الاولى. واستدلوا بقول ابن عباس رضي الله عنه: لن يغلب عسر يسرين.
الاية الكريمة على لسان حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم في الهجرة ( ﻻ ﺗﺤﺰﻥ ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻌﻨﺎ )، وقد وقف المطاردون للنبي وصاحبه ابي بكرٍ الصديق امام الغار . قد تبدو الاشياء في ظاهرها كلها شر، وقد تكون بداياتها مؤلمة وعصيبة، لكن الله عز وجل يخبرنا ( ﻭﻋﺴﻰ ﺃﻥ ﺗﻜﺮﻫﻮﺍ ﺷﻴﺌﺎ ﻭﻫﻮ ﺧﻴﺮ ﻟﻜﻢ ﻭﻋﺴﻲ ﺃﻥ ﺗﺤﺒﻮﺍ ﺷﻴﺌﺎ ﻭﻫﻮ ﺷﺮ ﻟﻜﻢ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻳﻌﻠﻢ ﻭﺃﻧﺘﻢ ﻻ ﺗﻌﻠﻤﻮﻥ )، نعم لا نعلم غير الواقع ولا احد منا يعلم المستقبل. فكم من لحظة فرج أتت بعد أقسى حالات الألم، وذلك شأن المولود الذي تعاني الوالدة به اقسى انواع الالم لحظة ميلاده.
أهل غزة وفلسطين يعانون من عدوان غاشم لم يشاهد الناس مثله، و الأمة تتألم، والبشر أصحاب الضمائر الحية يعارضون، وقد مضى قرابة ستة شهور، ولم يعد ثقة لدينا لا بأمم متحدة ولا قانون دولي، ولا أمل البتة بأي موقف لأي دولة عربية او اسلامية يوقف المجازر. فأين الملجا غير الله؟!. سبحانه وهو القادر على كل شيء، يؤجل نصره لحكمة لا نعلمها، وبرغم هذا ندعوه ونرجوه ونؤمن ( فان مع العسر يسرا).
وتقبل الله طاعتكم، وأبدلنا يسرا بعد العسر.