كتب. عبدالهادي المجالي
لفت انتباهي أمس, خبر يقول: «أن رئيس الديوان الملكي التقى وجهاء وأهالي من قضاء الموجب».
لو كان بيدي لأخذت رئيس الديوان إلى أطراف السد في الموجب, وجلسنا هناك بالقرب من الماء وأوقدنا الحطب, وأقمنا للقهوة طقسا…وللشاي طقسا اخر، ثم تحدثنا بما يحتاجه هذا الوادي النبيل والجميل.
كلما قصدت الكرك.. عبرت إليها من الموجب, وهناك تأسرك الجبال..ويهبط الوادي في قلبك إلى السد حيث الماء والهدوء, ولا تملك إلا أن تركن السيارة يمينا.. ثم تذهب لمراقبة منسوب السد..أنا قلبي صار يعرف حجم الماء فكل عام أراقب المناسيب جيدا.. وأعرف إن كان الموسم المطري أفضل من الذي سبقه أم لا..وتأخذني ذكريات الطفولة حين كان الوادي يعج باللون الأخضر..وحين كنا نعبر السيل حفاة ونرتمي على أطرافه..ثم نشرب منه دون أن نقيم اعتبارا لوصايا الأهل بعدم الشرب من الماء.
لو كان وادي الموجب في دولة أوروبية، لشاهدت على أكتاف الجبال هنالك عشرات المنازل…ولشاهدت محطات البنزين تنتشر فيه، ولشاهدت كما هائلا من المطاعم ومن الفنادق..ومن الذين يحبون رياضة التسلق….ولشاهدت الحياة تضج بكل أركانه، ولكن التقصير في التخطيط لهذا الموقع السياحي الخلاب جعلنا ننظر لهذه المنطقة على أنها مجرد معبر للجنوب، ومجرد سد يغذي الأردن بالماء.
أنا ممتن لرئيس الديوان أنه التقى الناس هناك، ولكن السؤال الملح ما هي النتيجة؟…هل سيقوم القطاع الخاص مثلا بإقامة منتجع سياحي في الوادي؟..هل ستقوم وزارة السياحة باعتماده كموقع لمبيت السياح بدلا من عبورهم في المكان فقط؟…هل مثلا سيتشكل تحالف مجموعة من البنوك..لأجل إقامة مهرجان سنوي للتخييم في الوادي؟…هل ستقوم وزارة الشباب باعتماد المكان كملتقى لبعض الأنشطة الرياضية….هل ستنشأ الحكومة مهبطا لطائرات الهيلكوبتر…من أجل عمل جولة جوية في المكان للزائرين والمهتمين بالطبيعة.
هذا الوادي له خصوصية مهمة، فقد انفقت الدولة الملايين على البنية التحتية وعلى بناء السد..لكنها بالمقابل نسيت التنمية والسياحة، وهو للعلم يبقى من اجمل الأماكن في الأردن، فقد أمضينا فيه أحلى سنوات الطفولة، ونمنا على عشبه وشربنا من ماء السيل..وياما ارتقينا الجبال هناك..كي نبحث عن أحلام تبخرت. شكرا معالي (ابو حسن)، وأتمنى منك زيارة الوادي برفقة وزير السياحة ووزير الأشغال…(والذبيحة) علي.
