صدى الشعب – حازم الخالدي
عندما أرادت الحكومة أن تحاسب المتنمرين على مواقع التواصل الاجتماعي، أو أنها أرادت أن تحد من التعليقات والانتقادات التي تخرج من فئات مختلفة من الناس، أو أنها تحركت لتكميم الأفواه..ولما نوت علينا؛ استنفرت أجهزتها كاملة وقامت بصياغة مشروع قانون الجرائم الإلكترونية على عجل؛ لمحاسبة كل من يتجاوز القوانين والأنظمة سواء بالكتابة أو استخدام الصور أو الرموز أو الاشارات أو الفيديوهات وعبر مختلف القنوات والوسائل .
لما نوت تحركت، لمعالجة الأمور، لاعتقادها أن هناك تجاوزات من الذين يتفاعلون على (السوشيال ميديا)، أصبحت تمس هذه التجاوزات حياة الناس الشخصية، وفيها تطاول على المؤسسات والشخصيات والمسؤولين، هذا التطاول يصل إلى مراحل مختلفة من الذم والقدح والسب والشتم، والأخبار الكاذبة والمزيفة.
هذا الاستنفار الحكومي والنيابي أيضا لمعالجة مثل هذه الأوضاع أخذ سرعة غير معهودة، لانجاز هذه المهمة التي نخاف منها أن تقوي المعارضة الخارجية على حساب حرية الرأي والتعبير من المؤسسات الصحفية الوطنية الملتزمة ، لكن بعيدا عن (السوشيال ميديا)،والإعلام الرقمي والتواصل الاجتماعي ، فإننا نتساءل ونحن نعاني من أوضاع معيشية صعبة لأسباب عديدة منها الحالة الاقتصادية والاجتماعية وغياب المشاريع ، وتزايد الهجرات والظروف المحيطة من أزمات وحروب وغيرها، نتساءل ويحق لكل مواطن أن يقف ويستفسر، لماذا لا تتحرك الحكومة وتستنفر كل مؤسساتها لمحاسبة الفاسدين من الذين نهبوا البلد وسرقوا وجمعوا الاموال الطائلة وأوصلونا إلى مديونية عالية، ولماذا أيضا لا تحاسب الفاسدين من المترهلين الذين يمارسون الفساد الاداري يوميا سواء بتعيين أقاربهم ومحاسيبهم ، وعودة من انتهت صلاحيتهم في الخدمة، ليجلسوا على كراسي متحركة من دون فاعلية أو أثر في الوظيفة ،وافساح المجال اليهم ليشقوا طريقهم في الوظيفة ، لماذا لا تتحرك الحكومة؛ وتضع قوانين صارمة بحق كل من يقف في وجه الاصلاح الذي جاء وفق منظومة التحديث ولم نلمس أي أثر عليها لغاية الآن.
لماذا أيضا لا تتحرك الحكومة في وجه كل من يعيق الاستثمارات التي يحتاجها الأردن في هذه المرحلة ، لتشغيل الايدي العاملة وتنمية الاستثمارات وإقامة المشاريع في مختلف المناطق وبالذات في المناطق الأقل حظا حيث يحتاج الشباب إلى وظائف بمختلف المهن..
لماذا لا يتم محاسبة من يقوم بتطفيش المستثمرين ، أو يحاول ابتزازهم ومساومتهم لانجاز معاملاتهم وخاصة أننا في مرحلة (السويشيال ميديا )، التي تفرض الأتمتة وتقديم المعاملات وتسهيلاتها إلكترونيا.
أشياء كثيرة نعاني منها ،ومشكلات كثيرة ، تحتاج من الحكومة إلى انجازها بسرعة