صدى الشعب – كتب محمد علي الزعبي
حين أتأمل المشهد الإعلامي الأردني، تبرز هيئة الإعلام الأردنية كأحد أبرز الأعمدة المؤسسية الحامية لقيم المهنة، والراعية لتطورها في مناخ وطني يستند إلى الرصانة، والاتزان، والريادة في آنٍ معًا. فهي ليست مجرد مؤسسة رقابية، بل تمثل في جوهرها ضمير الإعلام وسياجه الأخلاقي، وركنًا ثابتًا في بنية الدولة الحديثة التي تصون الكلمة وتحتضن الرأي.
لقد تابعت باهتمام بالغ أداء الهيئة، فوجدت فيها ما يبعث على الفخر؛ مؤسسة تُمارس دورها في ترخيص وتقييم أداء وسائل الإعلام لا بوصفها سلطة متسلطة، بل كمرجعية تستنير بالمهنية، وتوازن بحكمة بين الانفتاح الإعلامي وسيادة القانون، وبين حرية التعبير والمسؤولية الوطنية.
ما يميز هيئة الإعلام أنها لم تكن حبيسة الإعلام الكلاسيكي، بل أدركت بذكاء بوصلة العصر، فانفتحت على الإعلام الرقمي بروح المبادرة، وسعت إلى مأسسة التحول التكنولوجي، من خلال تنظيم المحتوى الرقمي، وإرساء تشريعات ضامنة للإبداع، حامية للمحتوى الوطني، وداعمة لريادة الشباب في الفضاءات الإعلامية الجديدة.
وجاءت قيادة الأستاذ بشير المومني لتُضفي على الهيئة طابعًا نهضويًا. برؤية عصرية وحنكة إدارية، أعاد تموضع الهيئة كمحور فعّال في تطوير المنظومة الإعلامية، معززًا مفاهيم الشراكة، والحوار، والانفتاح، ومانحًا الهيئة حضورًا مؤسسيًا يعكس عمق إدراكه لدورها الوطني.
أُقدّر عميقًا الجهود التي تبذلها الهيئة في ميدان مكافحة الإشاعة والمعلومة المضللة، ومتابعة تراخيص المؤسسات، ودعم الإعلام المهني، وأجد فيها نموذجًا مؤسسيًا يُحتذى، يجمع بين الحزم في حماية المهنة، والانفتاح على التحديث، في معادلة قلّما تجتمع إلا في مؤسسات ناضجة.
وفي ظل المتغيرات المتسارعة، فإن هيئة الإعلام – بمسارها المهني الواثق – تسير نحو بناء منظومة إعلامية وطنية تتسم بالنضج، وتستند إلى مرجعيات الدولة الأردنية، دون أن تفقد البوصلة في مواجهة التحديات الرقمية والمعرفية.