أكد رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز، وجود إرادة سياسية وجدية حقيقية لدفع عملية التنمية السياسية قدماً، بما يحقق مشاركة أوسع في عملية صنع القرار، وصولاً إلى حكومات تمتلك الولاية العامة، وبرلمان قوي يمثل الإرادة الشعبية ويمارس مهامه التشريعية والرقابية بكل كفاءة.
واستنكر الفايز خلال لقائه الإثنين، ممثلي قوى سياسية واجتماعية ونقابية وشبابية، في مأدبا والمفرق، محاولات الإساءة للعشائر الأردنية، وتقسيم المجتمع سعياً للفتنة وزعزعة الأمن.
داعيا إلى التصدي لكل هذه الممارسات التي تستهدف وحدة وتماسك جبهتنا الداخلية.
وطالبت فاعليات في محافظتي مأدبا والمفرق، بإصلاح شامل يعيد الاعتبار لإرادة الشعب الأردني، ويعزز المشاركة في صنع القرار وبناء الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة.
وأشار ممثلو قوى سياسية واجتماعية ونقابية وشبابية، في مأدبا والمفرق، خلال اجتماعين منفصلين بدار مجلس الأعيان، اليوم الاثنين جمعهما مع رئيس المجلس فيصل الفايز في إطار لقاءاته حول تعديلات التشريعات الناظمة للحياة السياسية، إلى أهمية التصدي لأية إساءة للعشائر الأردنية، ومحاولات المس بالجبهة الداخلية، وزعزعة الأمن والاستقرار، داعين إلى الحزم في التعامل مع الممارسات الخارجة عن القانون.
وأكدوا ضرورة مكافحة الفساد الإداري كمقدمة للإصلاح السياسي والاقتصادي وسيادة القانون، وعدم المساس باستقلال القضاء، وعمل الهيئات الرقابيّة، فضلاً عن قانون انتخاب عصري ينتج مجلس نواب فاعلا يمثل الإرادة الحقيقة للشعب.
كما طالبوا باحترام الحريات العامة، وحق التعبير عن الرأي، وتطوير الحياة الحزبية، واجتراح سياسات اقتصادية تعالج الفقر والبطالة وتزيل معيقات الاستثمار، إلى جانب تجديد الخطاب الإعلامي، وإعادة النظر بمنظومة التعليم العام والعالي.
وثمنوا مبادرة رئيس مجلس الأعيان بإجراء هذا الحوار الوطني والخطوات الواجب تنفيذها للوصول إلى الإصلاح الإداري والسياسي المنشود، عبر اقتراح تعديلات على التشريعات والقوانين الناظمة للحياة السياسية، وتهيئة بيئة مناسبة تحفز المواطن على المشاركة بشكل أفضل في عملية صنع القرار.
وأشاروا إلى أهمية تبني سياسات ومبادرات وخطط عملية محددة بمدد زمنية، تعالج مختلف التحديات الاقتصادية، وعلى رأسها مشكلتا الفقر والبطالة وتفاقم حجم المديونية، مطالبين باتخاذ سياسات تكفل تحقيق العدالة الاجتماعية، وتحسين مستوى وجودة الخدمات المقدمة للمواطن في مختلف المجالات.
وقال الفايز إن اللقاءات مع مختلف الفعاليات الوطنية تأتي للتواصل والاستماع إلى مختلف الآراء حول التشريعات الناظمة للحياة السياسية، لافتا إلى أهمية التحرك بشكل عاجل لمواجهة مشكلتي الفقر والبطالة.
ولفت الفايز إلى أنه سيجري تشكيل لجان فرعية لبحث ودراسة مختلف الأفكار والرؤى المطروحة خلال اللقاءات، ورفع التوصيات لمواجهة مختلف التحديات الراهنة.
وأشار إلى تغيرات جذرية في البنية المجتمعية، تستدعي زرع مفاهيم جديدة لدى الأجيال المقبلة، تعزز الولاء والانتماء وترسخ الهوية الوطنية الجامعة، وتحفظ هيبة الدولة وسيادة القانون، وتحترم الرأي والرأي الآخر.
وأكد الفايز قوة الدولة الأردنية بفضل حكمة القيادة الهاشمية ووعي وإخلاص الشعب الأردني، وقدرتها على مواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مثلما استطاع الشعب الأردني دائماً بقيادة الهاشميين تجاوزها، بل وتحقيق انجازات كبيرة عبر مسيرة الدولة خلال المئة عام الماضية وعلى جميع المستويات.