السياسات الاحتكارية وغياب التشريعات ساهمت في حرمان الاردنيون من ثروتهم الحيوانية
مواطنون يتساءلون : لماذا تدعم وزارة التجارة والصناعة الثروة الحيوانية التي لا يستفيد منها المستهلك الاردني ؟
عبيدات : أسعار اللحوم الحمراء الطازجة والمستوردة تباع بأسعار مرتفعة جدا
الاردن يستورد اللحوم المستوردة بأنواعها الطازجة والمجمدة من ١٨ دولة حول العالم
صدى الشعب – خالد الخريشا
بعد ان اصبح اللحم البلدي نادرا في الاسواق وأسعاره في العلالي الاردنيون محرومون من ثروتهم الحيوانية ويتساءلون: أين تذهب خرافنا البلدية ؟ وحسب العرف الاقتصادي الدول تصدر الفائض عن الحاجة لكن نحن في الاردن نسبح عكس كل الكواكب المخلوقة حيث نستورد الخراف متعددة الجنسيات ونحرم المواطن من ثروته الوطنية ؟ موزعو وتجار اللحوم يعيدون اسباب عدم توفر اللحوم البلدية بالأسواق لأسباب منها الاحتفاظ بالخراف من أجل فتح باب تصديرها للأسواق الخارجية خاصة الاسواق الخليجية .
رومانيا واستراليا ونيوزلندا وجورجيا واثيوبيا والصين والسودان والصومال وأفريقيا والبرازيل والهند ودبي تلك هي الدول المتاح للمواطن الاردني تذوق لحوم مواشيها ، رغم ارتفاع اسعارها خاصة الخاروف الروماني الذي يضاهي سعر البلدي وعدم مقدرة الكثير من المواطنين على تناولها سوى مرة في الشهر ولربما كل ستة شهور او سنة لدى بعض العائلات الفقيرة ومحدودة الدخل ولا أحد يعلم ما سعر هذه الخراف في بلد المنشأ وما هو هامش الربح الذي يجمعه المستوردين من هذه المادة التي باتت تغيب عن موائد الاردنيون بسبب غياب القدرة الشرائية .
صدى الشعب كان لها جولة ميدانية في مختلف المناطق لاستطلاع أراء المواطنين حول قضية غلاء أسعار اللحوم البلدية والمستوردة حيث محطتنا الأولى كانت في المفرق مع المواطن احمد السعد الذي قال
يا سامعين الصوت بسبب السياسات الاحتكارية والطمع والجشع لا يوجد خاروف متعدد الجنسيات إلا وزار أطباق وموائد المستهلكين الاردنيين ، حسب الذاكرة زارتنا كل الخراف حول العالم وكأن معدة المواطن الاردني اصبحت حقل تجارب لهذه الخراف وهي ليست رخيصة وليست في متناول الايدي واليوم الخراف الرومانية تقترب من سعر البلدي وكل هذا لمصلحة التجار الكبار محتكرين هذه المادة أما المجمدات فالأبقار الهندية والبرازيلية المجففة والمجمدة ذات (الرول) هذا اللحم الذي لا طعم ولا لون ولا نكهة لكن عملية طبخه تشبه الضحك على الذقون .
يقول المواطن محسن راشد من منطقة الظليل يعني اذا الحكومة حرمت الناس من اللحم البلدي فلماذا لا تستورد اللحوم لحساب وزارتي الصناعة والتجارة والزراعة وتبيعها في الاسواق الاستهلاكية بسعر معقول ومقبول ودون جشع واحتكار ومن غير المنطق اننا نستورد اللحوم من ١٨ دولة حول العالم والمضحك قبل سنوات دعاني شخص على غداء وقال لي : (طابخ منسف صيني) والله يا ناس الخاروف الصيني بحجم الارنب الفرنسي طبعاً لا طعم ولا لون ولا نكهة ، وسيرة هذا الخاروف ( تنذكر ولا تنعاد ) .
المواطن غازي بكر من منطقة الرصيفة يقول للأسف في الاردن عندنا سياسات ليست مفهومه
يقال ان دعم الحكومة للأعلاف المباعة لمربي الثروة الحيوانية تصل بعشرات الملايين من الدنانير سنوياً لكن في المقابل هذا الدعم للبروتين الحيواني لا يستفيد منه المستهلكين الاردنيين حيث انهم لا يأكلون الخاروف والجدي والعجل البلدي الذي هو من خير بلادهم لان اسعارها ليست في متناول اليد وأصبحت لطبقة الاغنياء وغالبية الخرفان التي ندعمها تذهب الى السوق الخليجي وهنا لا أريد فتح ملف الحيازات الوهمية والتلاعب بدعم الاعلاف من قبل بعض المتنفذين والمسئولين وهناك سوق سوداء للأعلاف ، وبسبب التلاعب بدفاتر الاغنام في احد السنوات ربما تجاوز عدد الخرفان في الاردن أكثر من خرفان استراليا ونيوزلندا .
تقول الستينية أم العبد الطالب من منطقة الغويرية غالبية شرائح المواطنين محرومين من أكل الخرفان البلدية وحتى المستوردة لان
نار أسعار اللحوم البلدية سواء الخاروف او العجل يلهب جيوب المواطنين ولا عزاء للفقراء في هذا الجانب وتضيف ام العبد نحن نتناول اللحمة من العيد الى العيد التي تأتي الينا من ميسوري الحال في عيد الأضحى وبصراحة إحنا نكسرها بلحمة الرولات المجمدة رخيصة الثمن وهي تسد الحاجة .
وخلال جولتنا في العديد من المناطق كانت أراء المواطنين إن هنآك غلاء فاق تصور المجتمع في أسعار اللحوم البلدية واهم اسباب هذا الارتفاع كما يرى مستهلكون واقتصاديون هو الاحتكار وطمع وجشع التجار والزواج العرفي غير المعلن ما بين (حيتان اللحوم) و بعض المسئولين , حيث باتت اللحوم تلعب دور البطولة على موائد شرائح المجتمع الاردني بطبقاته المتوسطة والمحدودة ولا عزاء للفقراء بعد ان وصل الخروف البلدي الى أرقام فلكية والمتحكم بسلسلة اللحوم والسوق هما وجهان لعملة واحدة .
في حسبة الزرقاء التقينا المواطن عماد منصور الذي يرى انه
على مدار سنوات متعاقبة ما زالت أسعار اللحوم البلدية (الخروف والجدي والعجل) في السوق المحلية بارتفاع مستمر نتيجة التصدير والاحتكار وجشع التجار ليبلغ سعرها في السوق بين ال (٩-١٢) دنانير للكيلو, طبعاً الفقير اذا اراد ان يشتري 3 كيلو لحم بلدي يطلع ( متوضي ) و يضيف عماد على الرغم من غلائها فهناك فوضى عارمة في عملية بيعها فالأنواع التي ترد الى السوق تكون اما المتردية أو النطيحة او الهرمة كبيرة السن وهناك خلط لعمليات التطرية ونقع بعض الذبائح بمادة الخل حتى تبدو ذبح اليوم ولا يعرف اللحم البلدي الصحيح والسليم الا أهل الغنم اصحاب الخبرة والدراية , ومعظم القصابين يغش في بيع المستهلكين من خلال خلط اللحوم بكميات كبيرة من الشحم والدهن حيث ان المواطن يخرج ربما ب (وقية) لحم صاغ سليم .
وعزا مستهلكون الارتفاع على أسعار اللحوم البلدية نتيجة غياب السياسات والتشريعات والبرامج الزراعية والاقتصادية الصحيحة وفشل الحكومات المتعاقبة في تأمين الامن الغذائي للمواطنين معتبرين ان دعم الاعلاف للثروة الحيوانية لا يستفيد منه المستهلكون الاردنيون المحليون بل يذهب للدول الصديقة المجاورة نتيجة تصدير تلك اللحوم بكميات كبيرة ولمختلف الأوزان الى دول الخليج واستعاضت الدولة عن الخروف البلدي بجلب الخراف المستوردة متعددة الجنسيات للمستهلكين الاردنيين من جميع دول العالم رغم ان اسعار هذه الخرفان ببلد المنشأ رخيص جدا لكن هناك احتكار لهذه المادة التي يحتاجها جسم الانسان من الناحية الصحية وهذا هو السبب الذي جعل ثروتنا الحيوانية تصدر ونحرم منها ويحل محلها تجار الخراف متعددة الجنسيات .
في سوق حي معصوم التقينا المواطنة علياء ام أيمن التي قالت هذه السنة الحمدلله الربيع والعشب ( عم وطم) يعني الاغنام تشبع من خيرات الاراضي لكن للأسف هناك جشع وطمع عند تجار الحلال خاصة وان وزارة التجارة تدعمهم بالأعلاف أيضا لذلك سعر الخاروف يجب أن يكون سعره ضمن ال ١٥٠ دينار حتى ربنا يبارك للجميع لكن لا حياة لمن تنادي.
اللحوم البلدية أصبح بديلها عند معظم الفقراء الفشة والكرشة والطحال, لقد حرم فقراء الوطن اللحوم البلدية على أبنائهم لغلائها الفاحش ومنذ عشرات السنين والخروف البلدي مبروك على الحيتان وسماسرة الغذاء والأغنياء لان الفقراء يكفيهم مشاهدة الخروف البلدي في ( ثلاجات) العرض والافلام الوثائقية والصور الفوتوغرافية لسان حالهم يقول ( صوفه وخاروفه) وأسناني ما تذوقه .
في منطقة الهاشمية يقول محمد سليمان متقاعد يا سامعين الصوت شريحة واسعة من المواطنين لا تتمكن من أكل الخاروف والعجل البلدي بسبب أسعارها الخيالية حيث اليوم سعر الخاروف القائم يعني وزن كامل على القبان يصل خمسة دنانير للكيلو يعني سيكون سعره حوالي 300 دينار ذات الاوزان من (35-50) كيلو بينما تراوح سعر كيلو الخاروف بالعظم من (9-10) دنانير للأغنام الصغيرة ومن (8-9) دنانير للمواشي كبيرة السن وبعض الانواع تحتاج الى ( جرة غاز) حتى تستوي ولنكن صادقين ان السواد الاعظم من القواعد الشعبية لا تأكل اللحم البلدي وحتى الخاروف متعدد الجنسيات الحي الا بالمناسبات مثل عيد الاضحى وأيام الانتخابات النيابية والبلدية ومراسم الافراح وربما في بيوت العزاء لا أراكم الله مكروه .
خلال لقاء مع رئيس جمعية مربي المواشي زعل الكواليت مع صدى الشعب قال أن ارتفاع أسعار اللحوم كان نتيجة لعدة أسباب، منها زيادة الطلب في بداية شهر رمضان، إضافة إلى نقص الكميات المعروضة في الأسواق نظراً لأن الفترة الحالية تعتبر بداية الموسم، وارتفاع أسعار اللحوم المبردة نتيجة ارتفاع تكاليف الشحن بسبب أحداث البحر الأحمر وأكد أنه بالرغم من ارتفاع أسعار اللحوم، إلا أنه كانت هناك بعض العروض على اللحوم الرومانية، بالإضافة إلى أن أسعار اللحوم البلدية بدأت تتراجع وقد يظهر ذلك في الأيام القادمة .
وأوضح أن سعر كيلو اللحم البلدي يتفاوت حسب نوع الخروف، حيث يصل سعر الكيلو من الخروف الرمسي إلى 12 دينار، بينما يتراوح سعر الكيلو من الخروف العبور والأوزان الكبيرة ما يقارب 10 دنانير وفيما يتعلق باللحوم الرومانية، فإن أسعارها تتراوح محلياً بين 7 و8.50 دينار للكيلو للخروف، وبين 7 و8 دنانير للكيلو للعجل الروماني وذلك حسب الوزن وبين أن التفاوت في الأسعار يعتمد على نوعية اللحم ومكان الملاحم، حيث تختلف الأسعار في عمان عن غيرها من المحافظات، وذلك بسبب العوامل التكلفة مثل تكاليف الإيجار وغيرها .
وأشار أن باب التصدير للخروف البلدي قد يفتح مع نهاية آذار وتوقع أيضا اتخاذ قرار بشأن فتح باب التصدير للخروف البلدي إلى دول الخليج منذ نحو شهرين مع نهاية آذار الحالي، مؤكدا اعتماد مربي المواشي على التصدير بسبب المنافسة غير العادلة محليا مع استيراد اللحوم من 18 منشأ حول العالم وتنوع المصادر وانخفاض أسعارها .
وأوضح أن باب التصدير مع المملكة العربية السعودية مغلق منذ ثلاثة أشهر، حيث طلبت السعودية تنفيذ بعض الشروط مثل الحجر ومكان الترخيص وغيرها من الشروط وأضاف أنه يتم التحضير من قبل مربي الماشية لعودة عملية التصدير، متوقعًا عودة باب التصدير للمملكة العربية السعودية في بداية شهر نيسان .
أبدت الجمعية الوطنية لحماية المستهلك تخوفها من سلسلة الارتفاعات المتزايدة التي طرأت على أسعار بعض أنواع السلع الأساسية التي لا يمكن الاستغناء عنها على موائد الأردنيين في شهر رمضان مثل اللحوم الحمراء والدجاج وبعض أنواع الخضار.
وقال رئيس الجمعية محمد عبيدات في بيان، إن الجمعية رصدت أسعار السلع خلال الأيام الماضية، وتبين أن هناك ارتفاعات متتالية على سعر مادة الدجاج وخاصة “النتافات” حيث كان يباع سعر الكيلوغرام قبل أسبوعين بـ 150 قرشا، وفي القرى والضواحي كان يباع أقل من ذلك، والآن يباع ما بين 175 قرشا إلى 185 قرشا وأشار إلى أن هذا الارتفاع “كبير جدا” وبنسبة وصلت إلى أكثر من 20%، وهي مرشحة للارتفاع أكثر مع بداية شهر رمضان؛ نتيجة لزيادة الطلب عليها أما عن الدجاج الطازج، فقد بين عبيدات أنه كان يباع ما بين 175 قرشا و185 قرشا حسب الماركة السلعية، وأصبح يباع الآن ما بين دينارين ودينارين وربع للكيلو غرام، مشيرا إلى أن هذا الارتفاع أيضا “كبير” ومرشح للارتفاع أكثر في الأيام المقبلة .
وبين عبيدات أن أسعار اللحوم الحمراء الطازجة المستورد تباع بأسعار مرتفعة جدا؛ ولا تتناسب مع القدرات الشرائية لغالبية المستهلكين، لافتا إلى أنها تباع بأسعار تتراوح ما بين 7 دنانير و8 دنانير للكيلوغرام الواحد للأحجام المتوسطة وتصل أحيانا إلى 9 دنانير للأحجام الصغيرة؛ وهذه الأسعار مبالغ فيها، ولا تتناسب مع تكاليف النقل والشحن العالمية التي حدثت نتيجة للأحداث العالمية والإقليمية، وربما يرتفع سعرها مع زيادة الطلب عليها .