صدى الشعب – شاركت الأديبة الدكتورة رانيا أبوعليان للعام الثاني على التوالي بجائزة البردة الشعرية العالمية وهي جائزة عالمية تنظمها وزارة الثقافة الإماراتية ويتنافس فيها أدباء وشعراء وفنانين من جميع أنحاء العالم وقد كان عنوان المسابقة لهذا العام هو النور وتاليا نص الدكتورة أبوعليان المشارك لهذا العام
(نوره الأخلاق)
قلبي لآدمَ وهو يسجدُ تائبا
ويخطّ للانسان نهجاً صائبا
يا أيُّها الإنسانُ بعدَ الرسلِ هل
أعياكَ أنْ تَرِثَ المحبّةَ دائبا؟
كم كَلّ من حبرٍ سعى في هَدْيِهم
للحبّ .. كم أعيَوا عليهِ راهبا
والآنَ تشرقً من حراءٍ ومضةٌ
اللهً ألبسَها سناً ومَواهبا
لتنبَّهَ النفسَ التي مَرَدَتْ على
حًبِّ الظلامِ لما بِجَنبَيها خَبا
لو في ظلامِ ظلامِها مدّتْ يدا
عادت توَهَّجُ بالضياءِ جوانبا
هذا محمدُ، لا لِيحملَكم على
متنٍ جديد بل ليُنهضَ ما كبا
النور في الإنسان أصلُ طباعه
فلتَجْلُ عنْهُ بسرِّهنَّ غياهِبا
قلْ مثلَ ما قال المسيحً لقومه:
طوبى لمن صَنعَ السلامَ وما صبا
واسلكْ بهم بحرَ الحباةِ بلا عصاً
ما بالعصا موسى أَذلّ مُغالبا
لكن بقالتِه سيهديني الذي
أعطى لكلٍّ خَلقَه مما حبا
قًم يا محمّدُ في الخلائق هاديا
واسبِقْ بنورِك أنجُماً وكواكبا
ميزانُه الإنسانً يحيى آمناً
أنّى يكون مشارقاً ومَغاربا
ونداؤه الإنسانُ، صونوا آدما
مهما اختلفتم مِلّةً ومَذاهبا
ورأى الرسالةَ رحمةً فتراه عن
طيرٍ أُثيرَ لمَن أثارَ مُغاضِبا
رُدّوا الفراخَ لأمِّها،
لله ما
أسمى نَداكَ معلماٌ ومعاتبا!
وتقولُ من علمتْهُ أخشى عابداً
وأتمَّ شُكراناً وألينَ جانبا:
أرأيتمُ القرآنَ يمشي ؟ إنها
أخلاقُ زوجي رائحاً أو آيِبا
ولكَم بُلينا من سويٍّ جهرُه
والسرُّ يعلمُهُ ذووهُ ناكِبا
لا يرتقي بالأبعدِينَ منازلاً
مَن ليس يُقنعُ بالرقيِّ أقاربا
ولآيةٌ لكَ أن أولَ شاهدٍ
مَن كان يلزمُه بمكةَ صاحبا
هذا انبعاث النورِ ذاك سراجُهُ
لاغروَ لم ترَ في البريةِ حاجبا
قد جاءَكم نورٌ ولم يكُ دونَكم
مُتنعّماً إذ ترتقون مصاعبا
ما كان تغييرُ النفوسِ أمانياً
والنفسُ أعجبُ ما اختبرتَ عجائبا
فإذا أراحتْ للحقيقةِ سعيَها
بنَتِ الحياةَ مَحاسناً ومناقبا
كما ويذكر أنها قد شاركت بالعام السابق بالجائزة وكان عنوانها الميزان بنص مميز وهو
(آيته الميزان)
من أين يبتدئ القصيد مرامهُ
والحب يملي صادقاً إلهامَـهُ
ومن المحبة مُلجمٌ لمفــوّهٍ
ويحُلُّ عن دمع المشوقِ لجامَه
لو كان يُسرَج كان أوفى مُقدِمٍ
لمعَوّدٍ مـن حـظِّـه إحجــامـه
مازلت بين هواجسي حتى بدا
معنىً أزال عن الشعور لثامَـه
لو غاب أحمدُ و القضاء مُحكّمٌ
والدهر ليس بمرجع أيامَه
فسراجُه نور تأبّد لو ترى
عين الوجود لما اشتكى إظلامَـه
يا فاتحا أين الدماء تبلُّ من
نحر الذين عدَوا عليه حسامَه
أين الرؤوسُ على الرماح وكيف ما
ذلّت بقيد الفاتحين أمامه؟
البيتُ حلَّ لأجْل مجدك ساعةً
فأبيت إلا أن تصونَ حرامـَه
اليوم في يدك الزمام فليس يطغى
من ملكتَ ـ أيا رشيدُ ـ زمامه (م)
ماذا تريد الأرضُ إلا طِبَّـه
ينفي عن الجسد المريض سقامه
ظهر الفساد فأين مَن لمّا رأى
مستهترا بالماء هدراً لامَــه؟
الكون آيات على قدرٍ أتمّ
الله مبناهُ وشدَّ عصـامَـهُ
لا تقطعوا شجراً يسبّح ربّـهُ
والطير يملأ شدوُهـا آكامَـه
هدي يقول العلم يرفع أهله
لمن اهتدى وأطابَ فيه مقـامه
فيميط عن خطو الحياة ركامَها
لا أن يكون هوَ الأذى وركـامَه
هذا محمدُ والنهى ميزانـُـه
من يبغ رُشدا يتخذْه إمـامَه
من ليس ينهاه الصيامُ بشرعهِ
عن ظلمِ آخرَ ما أتمّ صيـامَه
مزج العبادةَ بالحياة فمصلحٌ
فيها يفوقُ المستديمَ قيامَـه
ورقى السماءَ فعاد يخصف نعلـَهُ
ويُكِلُّ في حاجاتِه أقـدامَــه
السعي يُكرمُ أهله لا ذلَّ إلا
عاطلُ اليد لاحِياً أعوامــه
ويقصّ هديَ الرسل، يوسف جاز بالميزان سبع شدائدٍ وأقامـــه (م)
داوود يؤتى الملكَ لكنْ صنعةٌ
بيديه تكفي شُربَــه وطعـامــَه
وشعيب يُوْلي مشركاً ومطفّفا
مكيالَه ـ حدَّ السّواء ـ مـلامـَه
لو يُرجع التاريخُ وجهكَ حانيا
يا سيدي لنفيتَ عنّا ذامَــه
لما قعدنا والدواءُ بمَلْكِنـا
والكونُ علتُــه تشلّ قوامَــه
ميزانُك الحب الوثيق وآيةٌ
لكَ مادعوت له وكنتَ إمـامَه
كل الأمنيات للدكتورة أبوعليان بالمزيد من التألق والنجاح على الصعيد المحلي والعالمي.






