رمضان: تواطؤ دولي لوقف التمويل عن الأونروا
الشلبي: إيقاف التمويل للأونروا رسالة تأييد ودعم صريحين للاحتلال
عايش: الاحتلال المحرض على وقف الدعم للأونروا بهدف تفكيكها
صدى الشعب – سليمان أبو خرمة
أكد عدد من المختصين خلال حديثهم لـ”صدى الشعب ان الهجوم على وكالة غوث وتشغيل اللاجئين “اونروا” تاريخي من قبل الكيان الصهيوني وداعميه الذين تواطؤ في حرب الإبادة في غزة، سواء كان ذلك من جانب الولايات المتحدة أو الدول الغربية.
وبينوا ان وقف تمويل اونروا من قبل تلك الدول المتواطئ مع الاحتلال الإسرائيلي بحرب الإبادة التي يشنها على قطاع غزة سيحرم ملايين اللاجئين حقّهم في التعليم والصحة والغذاء.
وبهذا الشأن قال عضو مجلس الأعيان المهندس خالد رمضان، أن وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا تأسست في عام 1949 وفقًا لقرار الجمعية العامة رقم 302، استناداً إلى القرار 194 الذي يتعلق بعودة اللاجئين.
وأشار إلى أن مع مرور الوقت، يتم تجديد قرار وجود الأونروا كل ثلاث سنوات، موضحاً أن تمويلها يأتي طوعيًا من الدول المتبرعة، بالإضافة إلى مبلغ محدد يسهم في تغطية التكاليف الإدارية وفقًا لقرار الجمعية العامة.
وأوضح أن قرار الدول في الوقت الحالي يؤثر مباشرة على اللاجئين، حيث تخدم الأونروا مليونًا و900 ألف لاجئ في قطاع غزة، لكن خدماتها تمتد إلى خمسة ملايين وأربعمئة ألف لاجئ في فلسطين والأردن وسوريا ولبنان.
وأكد أن الأونروا مستهدفة قبل السابع من أكتوبر، مشيراً إلى أن الأردن يواصل نداءاته المستمرة لدعم وتمويل الأونروا، التي تبلغ ميزانيتها أكثر من 1.4 مليار دولار، وتشمل قطاعات متنوعة مثل التعليم والصحة وغيرها من الجوانب الحيوية.
وبين أن الأونروا تتعرض لهجوم مستمر وعميق وتاريخي من قبل الكيان الصهيوني وداعميه الذين تواطؤ في حرب الإبادة في غزة، سواء كان ذلك من جانب الولايات المتحدة أو الدول الغربية، التي علقت تمويلها بسبب شكوك حول 12 موظفًا من أصل 13 ألف.
وأوضح أن الأونروا مستهدفة تاريخياً لمفهومها وتأسيسها وقراراتها ونظامها خاصة فيما يتعلق بتعريف اللاجئ، لافتاً الى أن الأونروا تمثل الشاهد التاريخي المعلق على حق الفلسطيني في العودة إلى فلسطين.
وأضاف أن العالم، الذي يتحدث عن الحقوق والحريات، يرفع يده أمام حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، مما يسهم في تفاقم أزمة الجوع والفقر بالقطاع.
وأكد أن قطاع غزة لا يواجه فقط حملة عسكرية، بل يواجه انعدام المياه والغذاء والطاقة، مع تدمير أكثر من 320 ألف وحدة سكنية وبنية تحتية أخرى.
ونوه إلى أن أخطر ما تواجه المؤسسات الدولية حالياً هو الحراك الذي تقوده الولايات المتحدة، والتي تعد الشريك الأساسي للاحتلال الإسرائيلي، خاصة في سياق تعليق مساعدات اونروا خلال عدوانها.
وأشار إلى أن قرار تعليق المساعدات يأتي كرد فعل على قرار محكمة العدل الدولية في المادة الثانية، التي أكدت واجب كل الدول الموقعة على اتفاقية منع حرب الإبادة بتوفير المساندات والمساعدات لمليونين وثلاثمائة ألف مواطن في قطاع غزة.
وأوضح أن إيقاف التمويل من قبل الدول الغربية والولايات المتحدة، بهدف إغلاق الوكالة في غضون شهرين على الأكثر، يعد خطوة ذات طابع سياسي؛ حيث يهدف إلى إسقاط مفهوم حق اللاجئ، والهدف الآخر هو تكبير أبعاد الجوع والفقر لدفع الغزيين نحو التهجير.
وأشار إلى أن الأردن، وعلى لسان جلالة الملك، أكد على أمور رئيسية، منها وقف العدوان على غزة، وفتح المعابر لتوفير المساندات، والتصدي للتهجير، وعدم فصل الضفة الغربية عن غزة، بالإضافة إلى فتح الأفق السياسي نحو حل الدولتين.
ولفت إلى أن ما قامت به 12 دولة يعتبر ضرباً لجميع الشرعيات الدولية والأخلاقيات، وأيضاً استهدافا لقرار محكمة العدل الدولية الذي صدر في وقت سابق.
من جانبه أوضح أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الهاشمية الدكتور جمال الشلبي، المحلل السياسي، أن إيقاف الدعم من قبل الدول الغربية والولايات المتحدة تعد رسالة تأييد ودعم صريحين للاحتلال الإسرائيلي، وليس فقط على المستوى السياسي والدبلوماسي وإنما أيضًا على المستوى الإنساني، مشيراً إلى أن هذا يُعتبر ذروة للدعم الغربي المتواطئ مع الاحتلال الإسرائيلي.
ويعتقد أن هذه الخطوة قد لا تكون لها تأثير كبير على المدى البعيد، وربما يكون لها تأثير على المدى القصير، مؤكداً على أنها تمثل محاولة للضغط على حماس وقادتها بهدف تحقيق تنازلات في الحوارات والمفاوضات الجارية في الوقت الحالي.
وأوضح أن هذا الأمر متوقع، مشيراً إلى وجود أسبقية في تقديم هذا الموضوع من قبل الرئيس بايدن، خاصة عندما كان يسعى للتقدم وفقاً لمسار صفقة القرن.
وأشار إلى وجود جوانب قانونية غير متوقعة لدى هذه القوة، حيث يتعلق الأمر بأن قرار إنشاء الأونروا لم يكن قرارًا دوليا، وإنما كان قراراً أممي يعالج قضية الشعب الفلسطيني الذي تم تهجيره بناءً على توصية من الأمم المتحدة.
وأكد أن إيقاف وكالة الأونروا وعدم السير بها قدما يتطلب قراراً أممي، وهو أمر غير مرجح، مشيراً إلى أن مواقف بعض الدول مثل الولايات المتحدة وفنلندا وفرنسا وبريطانيا، تعتبر رسائل تعزية وتأييد للاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف أن هذه المواقف بسبب وضع الاحتلال الإسرائيلي الصعب، وأن التأييد يعني انهيار الخطوط الحمر، حتى على المستوى الإنساني، ويعد ذلك سقوط أخلاقي وقانوني غربي واضح المعالم.
وأشار إلى أن حتى لو كانت حجة الاحتلال تتعلق بوجود بعض الموظفين في الوكالة يعملون مع حماس، يجب أن لا يكون هذا سبب لإيقاف المساعدات الأممية للشعب الفلسطيني الذي يعيش ظروف صعبة في ظل الحرب الوحشية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي وحلفاؤه، بما في ذلك الولايات المتحدة.
ويرى أن تعليق التمويل لـ الأونروا يعتبر مؤشراً خطير وغير إنساني، مشيراً بأنه من الناحية القانونية لا يحمل قيمة حقيقية.
من جهته أكد الخبير الاقتصادي حسام عايش أن الأونروا كانت هدفاً دائماً للحكومات الغربية، خاصة الولايات المتحدة، بفعل التحريض المستمر والمباشر من قبل الاحتلال الإسرائيلي بهدف تفكيكها، وتقليل علاقتها باللاجئين الفلسطينيين، أو قطع الصلة بينها وبين حق العودة الفلسطيني.
وأشار إلى أن الهجمة على الأونروا تأتي في إطار محاولة للتقليل من قيمتها القانونية، وإلغاء استناد محكمة العدل الدولية إلى شهادات مسؤوليها بشأن دعوى الإبادة الجماعية ضد الاحتلال، ويتسلل ضمن سياق شيطنة الأمم المتحدة بشكل عام.
ويرى أن هذه الجهود تأتي كجزء من استراتيجية سواء كان ذلك خلال فترة رئاسة ترامب حين تم إيقاف الدعم للأونروا، أو في ظل تواصل الاحتلال ودعم غير مباشر من أمريكا والغرب.
وبين إلى أن الهدف هو إخراج الأونروا كوكالة تابعة للأمم المتحدة، سواء من الجانب المعيشي للفلسطينيين أو من الجانب القانوني المتعلق بحق العودة، أو الاستشهاد بها كواحدة من المنصات المهمة في التأشير على الإبادة الجماعية في غزة.
ولفت الى أن ميزانية وكالة الأونروا تبلغ حوالي 1.2 مليار دولار، حيث تقوم الولايات المتحدة بدعم 30% من هذا المبلغ، بالإضافة إلى مساهمة الاتحاد الأوروبي ودول مثل ألمانيا، فرنسا، بريطانيا، وأستراليا وبمشاركة دول عربية مثل السعودية وقطر والإمارات كجزء من الداعمين لهذه الوكالة.
ولفت إلى أنه عندما قام ترامب بإيقاف تمويل وكالة الأونروا، حذر الآخرين من تقديم أي دعم لها على الرغم من أن إدارة بايدن قررت استئناف التمويل، إلا أنها عادت مرة أخرى بشكل مختلف وبطريقة تُعتبر أكثر خطورة في محاولتها لإيقاف عمل هذه الوكالة.
وأوضح أن إيقاف الدعم للأونروا من قبل الدول الغربية والولايات المتحدة يعني بصورة غير مباشرة دعماً لحرب الإبادة الجماعية التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.
وأكد أن إيقاف الدعم يفتح باب واسع للشكوك بشأن التعهدات الأمريكية والغربية فيما يتعلق بالمعونات والمنح والمساعدات للدول والحكومات والمنظمات الإنسانية والمجتمع الدولي، مشيراً إلى أن هذه المساعدات ترى فيها الولايات المتحدة والغرب بشكل عام كوسيلة للتأثير في السياسات والمواقف لصالحها.
وأشار إلى أن رسالة وقف التمويل تتجاوز تأثيرها على الوكالة، ورغم تأثيرها الحالي عليها، مؤكداً على أهمية التفكير في كيفية تقليل الاعتماد على المنح والمساعدات الدولية.
وأضاف أن حتى فيما يتعلق بخطة الاستجابة الأردنية للأزمة السورية، حيث يشكل 22% من حجم التمويل الملتزم مشاركة من تلك الدول والحكومات التي قررت وقف التمويل للأونروا.
وأكد أن ما يصرح به الاحتلال أصبح جزءا من الكتاب المقدس الذي يتعامل به الغرب وأمريكا في التعاطي مع القضايا، مشيراً إلى النظرة المسبقة لديهم تجاه دول الشرق الأوسط وأفريقيا.
وعلى مدى الأسبوع الماضي قررت 12 دول، بينها مانحون مهمون منها الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وكندا، تعليق تمويلها لوكالة الإغاثة في قطاع غزة بعد أن اتهم الاحتلال 12 من موظفي الوكالة في قطاع غزة -الذين يبلغ عددهم (13) ألف موظف- بالمشاركة في عملية طوفان الأقصى الذي نفذته المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي