صدى الشعب – راكان الخريشا
تعد السياحة إحدى الركائز الأساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، حيث تسهم في تحسين جودة الحياة وتعزيز التفاهم الثقافي بين الشعوب، إلا أن هذا القطاع الهام يواجه تحديًا كبيرًا يتمثل في تحقيق العدالة والشمولية لكافة فئات المجتمع، بما في ذلك الأشخاص ذوي الإعاقة، غالبًا ما تعيق الحواجز هذه الفئات من التمتع بتجارب سياحية ممتعة وآمنة.
في هذا الإطار، ظهرت مبادرة “شمة هوا” لتقدم رؤية مبتكرة في مجال السياحة الدامجة، تهدف هذه المبادرة إلى تمكين الجميع من الوصول إلى الأنشطة السياحية دون استثناء، من خلال تهيئة البنية التحتية وتوفير لغة بريل ومترجمي لغة اشارة، وتصميم برامج ملائمة، وتقديم خدمات تراعي التنوع، كما تسعى لتعزيز الوعي المجتمعي بأهمية الشمولية في السياحة، وجعلها وسيلة لتحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة.
“شمة هوا” ليست مجرد مبادرة سياحية، بل هي مشروع مجتمعي يعكس قيم التآزر والتكافل، حيث تعمل على دمج الفئات المهمشة في القطاع السياحي، من خلال تصميم تجارب سياحية مبتكرة وتوفير بيئة خالية من العوائق، تسهم المبادرة في تعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، ونقل رسالة تُظهر أن السياحة يجب أن تكون تجربة ممتعة وشاملة للجميع.
قالت سارة جرادات، صاحبة فكرة مبادرة “شمة هوا” إن المبادرة ولدت من رؤية شخصية تجمع بين الإيمان بحقوق الإنسان والإحساس العميق بضرورة تحقيق العدالة الاجتماعية، “شمة هوا” ليست مجرد فكرة عابرة، بل هي مشروع ينبع من قناعة بأن السياحة يجب أن تكون متاحة للجميع، بغض النظر عن أي تحديات جسدية أو حسية أو بصرية أو عمرية قد تواجههم.
وأضافت جرادات إن الفكرة بعدما رأيت العديد من الأشخاص ذوي الإعاقة يتمنون المشاركة في الأنشطة السياحية، لكنهم يُحرمون من ذلك بسبب غياب التسهيلات والترتيبات التيسيرية، شعرت بمسؤولية شخصية واجتماعية لإحداث تغيير حقيقي، ليس فقط في البنية التحتية، بل في العقليات أيضًا، لجعل السياحة تجربة دامجة تُرحب بالجميع.
وأوضحت جرادات إن من خلال المبادرة، نقوم بزيارة الأماكن المهيأة حالياً، لكننا نطمح إلى زيادة عدد الأماكن المهيأة لتكون أكثر شمولية، ونركز على جميع أنواع السياحة ونعمل على تشجيع الأشخاص ذوي الإعاقة على الاستمتاع بحقوقهم والمشاركة بفعالية، ونسعى إلى تعزيز التهيئة في هذه الأماكن، بما يشمل توفير لغة بريل ولغة الإشارة، بالإضافة إلى نشر المعرفة حول كيفية التعامل مع الأشخاص ذوي الإعاقة بطريقة أخلاقية ومهنية، هذه الجهود تأتي ضمن عمل متواصل ومتراكم لتحقيق المزيد من الشمولية.
المبادرة تسعى لخلق بيئة سياحية ملائمة للجميع، وتفتح الأبواب لهم ليشعروا بأنهم جزء لا يتجزأ من المشهد السياحي، نريد أن تكون السياحة أداة للتواصل والاحتفال بالحياة، وليست مجرد رفاهية تقتصر على البعض، وتتجاوز مجرد توفير تسهيلات مادية، بل تهدف إلى بناء مجتمع يُقدّر التنوع ويرى في الاختلاف مصدر قوة.
وأكدت جرادات إن المبادرة تواجه تحديات مثل العمل على رفع الوعي المجتمعي بأهمية السياحة الدامجة، لكنها تؤمن بأن الإرادة الحقيقية والرؤية الواضحة كفيلتان بتجاوز هذه الصعوبات، وتسعى المبادرة لخلق بيئة سياحية ملائمة للجميع، وتفتح الأبواب لهم ليشعروا بأنهم جزء لا يتجزأ من المشهد السياحي، نريد أن تكون السياحة أداة للتواصل والاحتفال بالحياة، وليست مجرد رفاهية تقتصر على البعض، وتتجاوز مجرد توفير تسهيلات مادية، بل تهدف إلى بناء مجتمع يُقدّر التنوع ويرى في الاختلاف مصدر قوة.
وأختتمت جرادات إن “شمة هوا” هي البداية، وهي رسالة أمل بأننا نستطيع بناء عالم أكثر شمولًا، أؤمن أن كل خطوة صغيرة نحو الدمج تصنع فرقًا كبيرًا، وأن ما نزرعه اليوم سيؤتي ثماره غدًا في صورة مجتمع أكثر عدالة وتكاتفًا.
تمثل مبادرة “شمة هوا” خطوة هامة نحو تحقيق سياحة شاملة وعادلة، تؤكد على ضرورة تهيئة بيئة سياحية، بغض النظر عن متطلباتهم، والاستمتاع بتجارب سياحية متكاملة وآمنة وتعزز من قيم التكافل والتضامن، على الرغم من التحديات التي قد تواجهها، فإن “شمة هوا” تظل نموذجًا للأمل والطموح في رسم ملامح سياحة دامجة تساهم في بناء مستقبل أكثر عدالة وشمولية للجميع.