نبيل الكوفحي
مصطلح الاقتصاد الدائري يعتبر حديثا، وهو امتداد لعمليات اعادة التدوير المتعارف عليها عند جماعات المحافظة على البيئة. ولعل المفهوم الجديد يؤسس لضرورة تدوير كل شيء، انطلاقا من مفهوم ” المادة لا تفنى ولا تستحدث، ولكن تتحول من شكل لاخر”.
الهدف من اعادة التدوير يكمن في تقليل استنزاف الموارد وخاصة الطبيعية منها، وتقليل استهلاك الوقود اللازم لكل العمليات الصناعية والتجارية ايضا، بما يحقق تقليل اثار التغير المناخي، بالاضافة للقيمة المالية الكامنة في كثير من المخلفات وتسييلها عند اعادة تدويرها.
دأبت الكثير من الدول على تدوير النفايات المنزلية والمعادن التي فقدت وظيفتها كهياكل السيارات المشطوبة، وبعضها على تدوير مخلفات البناء والطرق والعجلات المستهلكة وغيرها. لكنني لم اقرأ عن اعادة تدوير القنابل والمواد المتفجرة.
في غزة يتم اعادة تدوير كثير من المخلفات والسبب الحاجة الملحة في ظل الحصار الخانق منذ 17 عاما، لكنها براءة اختراع للغزيين انهم يعيدوا تدوير القنابل والصواريخ التي لم تنفجر، غير سبقهم لاعادة تدوير شبكات المياه الملغية تحت الارض وصناعة عبوات الصواريخ منها.
شاهدنا فيلما وثائقيا كيف اكتشف المقاومون سفينة غارقة منذ ايام الخبر العالمية الثانية، وكيف نقلوا قنابلها وصنعوا منها صواريخ ومتفجرات، كما شاهدنا في هذا العدوان كيف يجمعون الصواريخ والقنابل التي لم تنفجر ، مع ارتفاع عامل الخطورة في ذلك، وكيف يستخرجوا المادة المتفجرة ويعيدوا تصنيعها في صواريخ تدك بها المستعمرات في معظم اراض فلسطين.
لربما لم يدرك كثير منا هذه الحقيقة، وهي ان صواريخ المحتل وقنابله التي لم تنفجر اصبحت مصدرا رئيسا للمادة المتفجرة في الصواريخ والعبوات الناسفة التي تصنعها المقاومة. اقرأ عن خبر مفاده ان صاروخين للاحتلال يزن كل منهما طنًّا لم ينفجرا خلال القصف على غزة، فحصلت عليهما المقاومة، ثم صنعت بهما فخًّا لقوة إسرائيلية، ففجرت بهما 5 دبابات ووقعت القوة كلها بين قتيل وجريح. هذه النتيجة حتمية لقوم اتقوا الله .