كتبت. المهندسة / قنر النابلسي
الأكيد أن المشكلات التي نعاني منها الآن ليست وليدة اللحظة وأنها ككرة الثلج بدأت صغيرة وعندما لم تجد من يتعامل معها بحنكة وكفاءة ومهارة وصلنا إلى ما وصلنا اليه.
هذا الوضع يقودنا الى التفكير وتحليل الاسباب والنتائج ويطرح سؤالاً مهماً جوابه في غاية الأهمية, هل ينقص من يتولون زمام الأمور في الحكومة وفي كل المواقع المهمة والحساسة , والجهاز التنفيذي في المؤسسات والوزارات العلم والشهادات؟؟
أعتقد أو أكاد أجزم أنّ منهم الكثير من حملة الدكتوراه والماجستير وعدداً ليس بالقليل من خريجي جامعات أجنبة مثل هارفرد وكامبردج وغيرها من الجامعات المرموقة على مستوى العالم!
إذاً أين الخلل إذا سلمّنا أنه لا ينقصنا العلم ؟ هل هي شهادات علمية ينقصها الكفاءة و القدرة على الأداء والتطبيق والمهارات ؟ بالإضافة إلى وجود حملة شهادات كلّنا نعرف مصدرها وثمنها وكيفية الحصول عليها , ومن منّا لا يعرف الكثير من حملة الدرجات العلمية على اختلافها , وهم في الواقع أبعد ما يكونون عن العلم والثقافة والكفاءة, ناهيك عن الدكتوراه الفخرية التي يعطيها من لا يملك الحق لمن لا يستحق.
نعود إلى السؤال المهم إذا كان لا ينقصنا العلم فأين الخلل؟
كلّنا نعلم أن هناك الكثير من الأزمات والضغوطات التي لم تؤثر على الوطن فقط وإنما على العالم ,لكن يبقى السؤال كيف نتعامل مع هذه الأزمات والمشاكل التي يصعب تجنبها ؟ كيف يمكن تقبّلها والتكيّف مع تبعاتها؟
يكمن الخلل في امتلاك المهارات ,المهارات الإدراكية ,الفكرية ,الإدارية ,النفسية والحياتية التي ربما لن تساعد في ايجاد الحلول لكن تساعد على التكيف والتقبّل , منها مهارة القيادة, التفكير الإبداعي والتفكير الناقد, إدارة الانفعالات إدارة الأزمات وحلّ المشكلات ,اتخاذ القرارات,التواصل الفعّال والعمل بروح الفريق ,التفاوض ,القدرة على التأثير في الآخرين ,الاصغاء, ومهارة التعاطف والتي تُشعر الآخر أنك تشعر بهمومه وثقل الضغوطات ولا تقلل من أوجاعه ومشكلاته وربما هذا ما نفتقده في أغلب مسؤولينا مما جعل العلاقة بينهم وبين المواطن علاقة متوترة ينقصها الثقة.
قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب قبل مغادرته البيت الأبيض، بتوجيه تعليمات لفروع الحكومة الفدرالية، بالتركيز على المهارات بدرجة أكبر من الشهادات في اختيار الموظفين الفدراليين, وكذلك قرار المجلس الاستشاري لسياسة القوى العاملة الامريكية (التي توظف أكثر من مليوني عامل مدني) الذي أوصى بإعادة وضع استراتيجية لتوظيف من يتمتعون بالكفاءة والمعرفة وإعطاء الأولوية للمهارات يؤكد على ذلك.
الكثيرون اعترضوا على هذا القرار الذي أعطى اهتماماً للمهارات أكثر من الشهادات على أنه قد يكون مناسباً للشركات الناشئة فقط, أقول لا للتقليل أبداً من التحصيل العلمي والشهادات وأهميتها وهي أساس وخاصة في كثير من التخصصات ,ولكن ما نراه من اخفاقات للمسؤولين والمديرين والجهاز التنفيذي الذين يحملون الشهادات يؤكد أهمية هذه المهارات والتي تعتبر مفاتيح للنجاح.
وإلا مع كل هذه الشهادات لماذا وصلنا إلى ما وصلنا إليه!؟