هدفنا فى هذا المقال ليس تحديد مواصفات معينة لا بديل عنها للرجل الحقيقي وإنما نحن فى محاولة لتغير المعتقدات الراسخة في أذهان الكثيرين عن مفهوم الرجولة .
منذ سنوات طويلة ترسخت في أذهاننا بعض المعتقدات الخاطئة عن الرجال وعن مفهوم الرجولة، ومع العولمة وانتشار وسائط التواصل الاجتماعي انتشرت هذه المفاهيم والأقاويل وأصبحت متناولة جدا بين الناس.
يقول أحد العاملين بمركز إعادة تأهيل المدمنين “عندما كنت أعمل بأحد المراكز الخاصة لإعادة تأهيل المراهقين وعلاجهم من إدمان المخدرات، لاحظت أن الشيء المشترك بينهم بشكل أساسي هو غياب الأب”.
فإما أن يكون هذا الأب غائباً بالفعل عن حياة أولاده أو قليل العاطفةاً فلا يمنحهم الحب الكافي كباقي الآباء، فتكون النتيجة لهذا الغياب الأبوى انعدام ثقتهم أنفسهم وقلة وعيهم وخبرتهم، وهذا بدوره يؤدي إلى الغضب والفراغ العاطفي الكبير الذى يتم تعويضه بعادات سيئة
واليوم فى ممارساتنا اليومية نرى أن الخيط المشترك بين اغلب النساء اللاتى ينفصلن عن ازواجهن هو رفضهن للطريقة التى يعاملهن بها الرجال ونرى بأعيننا مدى هذا التأثير السيء على علاقتهن بازواجهن … وفي نفس الوقت فان الرجال يقللون من اهمية هذا فى علاقاتهم . ولا يقدرون الامور بقدره: “ينبغى أن ندرك أن بعض المفاهيم يجب أن تتغير فكل رجل “حقيقى ” ينبغي أن يتحلى بهذه الصفات:
أولاً: الرجل يقدر ردود الأفعال
أغلب الرجال على هذا الكوكب لايدركون كم تؤثر كلماتهم وأفعالهم سلباً على الاخرين، فيدخلون فى مشادات كلامية عنيفة لاثبات شيىء ما ولا يقبلون التراجع متمادين بغرور دون الاستماع الى صوت العقل أو القلب ..
لهذا يستلزم الامر مزيد من ضبط النفس والنضج والصبر لتصفية النفس والتفكير في الآخرين ومشاعرهم قبل أن يتفوهوا بكلمات ثقيلة … فالرجال الناضجون يستجيبون بحكمة أما الصبيان فيتفاعلون مع الأحداث بلا روية أو تفكير أو حتى ادراك عواقب كلامهم وتصرفاتهما ”
ثانياً:الرجل الحقيقي ينظر الى نفسه أولاً
الرجال الحقيقيون يعترفون بعيوبهم .ويصارحونأننفسهم بمنتهى الشفافية دون اتخاذ موقف دفاعي، فهم بذلك يعبرون عن مشاعرهم ببساطة ولا يقلدون شخصيات أخرى لا تمثلهم، فيقومون بمواجهة مشكلاتهم ويتحملون المسؤلية واتخاذ القرارات متقدمين دوما للامام متغيرين نحو الافضل….
ثالثاً: الرجال دائما ما يكون لديهم قضية
دائماً ما يوجد في حياتهم شيء يستحق المناضلة من أجله، فليس من الضرورى أن تكون أحلامهم مستحيلة ولكن قد يكون هدفهم هو الحفاظ على زواجهم مثلا من عواصف المشكلات.
أو قد يكون نشر نوع من الفنون أو نشر البسمة على وجوه البشر من حولهم، وقد يكون طموحهم أن يكونوا أشخاصا أفضل، هذا الطموح أياً كان هو شيء يؤمن به الرجل حتى وإن لم يؤمن به الاخرون، الطموح قد يكون بناء شخصية أو بناء امبراطوية ولكن الاهم فى كل اأاحوال أن الرجال تبني أما اشباه الرجال فيهدمون.
رابعاً: الرجل يأخذ موقف
الشكوى بكثرة ” من عادات الصبيان .. خذ قرارك بالتوقف عن الشكوى الدائمة من مشاكلك اليومية فالشكوى والعصبية تخرج من شخصية غير متحكمة فى انفعالاتها وغير منضبطة .
فالعديد من الرجال يتحدثون دوما عن التغيير فمنهم من يريد أن يخسر وزنه، أو أن يصلح علاقته الخاصة بشريكة حياته ومنهم من يريد أن يصبح أباً أفضل .. أو أن يقلع عن التدخين . القليلون فقط هم من يسعون بجد ويواصلون المسير نحو التغيير رغم العثرات …
وأخيراً فكروا بالرجال الذين تعرفونهم على مدار حياتكم من منهم يمتلك تلك المقومات الأربعة ؟ فإن كانوا يمتلكونها فهم رجالاً بحق فتقرب اليهم واتعرف أكثر عليهم فاننا نحتاج الكثير منهم فى هذا العالم.