طلعت شناعة
عندما كنا في واشنطن أواخر عام 1999
ضمن برنامج ” الزائر الدولي” سالنا المنظمون عن الشخصيات التي نرغب بلقائها.. على الفور قلت : هنري كيسنجر.
ضحكوا وقالوا : تحديد موعد مع د. كيسنجر يحتاج إلى شهر على الاقل.. وهو يادوب يقابل رؤساء الدول.
طبعا فعلت ذلك لكوني اعرف قيمة وأهمية ” ثعلب السياسة الأمريكية” اليهودي الأصل.. الذي لعب دورا مهما جدا في مباحثات السلام الأمريكية الفيتنامي / حرب فيتنام في الستينات… وكذلك دوره في التحضير للصلح بين مصر وإسرائيل بعد حرب 73 والتي جعلت مصر تخرج من الصراع العربي الإسرائيلي.
كذلك دوره غير النظيف والوسخ في مطاردة و اغتيال رموز النضال في أمريكا اللاتينية.
ومع ذلك
ولعد ان قرأت ” مذكراته” واغلب كتبه… أدركت مكانة الرجل في التخطيط لإدارة البيت الأبيض في الصواعات الدولية باعتباره ” مرجعا ” لقادة السياسة الأمريكية حتى بعد أن بلغ اواخر التسعينات من عمره.
” كيسنجر ” معروف نظرية ” سياسة الخطوة.. خطوة ” التي ترجمها في الشرق الأوسط بين العرب وإسرائيل.
وكلما حلّت المصائب السياسية بالعرب و الفلسطينيين كنا نقول : جاء الثعلب.. الله يستر .. فات الثعلب
والآن نقول :
مات الثعلب !