الملكاوي: المواقع الأثرية المسجلة رسمياً في المملكة أكثر من 15 ألف
صدى الشعب _ أسيـل جمـال الطـراونة
أكدت الدكتورة ساهرة باسل الملكاوي، خبيرة السياحة، أن المنتج السياحي الأردني يتميز بتنوع فريد يجمع بين العلاج الطبيعي، والسياحة البيئية، والمغامرات، والتاريخ العريق، ما يجعل المملكة وجهة مميزة على مستوى المنطقة والعالم.
سياحة علاجية تجمع بين الطبيعة والطب الحديث
أوضحت الملكاوي أن الأردن يعد من أبرز الدول في مجال السياحة العلاجية، بفضل ما يمتلكه من موارد طبيعية مثل المياه الكبريتية في حمامات ماعين، والحمة والشونة الشمالية، إضافة إلى طين وأملاح البحر الميت التي تستخدم في علاج الأمراض الجلدية.
كما أشارت إلى أن المستشفيات الأردنية تحظى بسمعة واسعة في العالم العربي، خصوصًا في علاج أمراض القلب والسرطان، ما يجعل الأردن مقصدًا رئيسيًا للمرضى من اليمن ودول الخليج والدول المجاورة.
السياحة البيئية: درب الأردن والمحميات الطبيعية
وأضافت الخبيرة أن الأردن يمتلك مقومات سياحة بيئية استثنائية، تتجلى في غابات برقش في عجلون، والمسارات الطبيعية الممتدة من شمال المملكة إلى جنوبها، وأبرزها مسار درب الأردن.
كما تضم المملكة محميات طبيعية بارزة مثل ضانا، وعجلون، ومحمية اليرموك في أم قيس، ووادي رم، والعقبة، التي تمثل وجهات مثالية لعشاق الطبيعة والاستكشاف.
سياحة تاريخية وثقافية تعكس حضارة آلاف السنين
وأكدت الملكاوي أن الأردن يمتلك إرثًا حضاريًا غنيًا يمتد لآلاف السنين، منذ العصور الحجرية مرورًا بالعمونيين والأنباط والرومان والبيزنطيين والإسلاميين والعثمانيين.
ويبلغ عدد المواقع الأثرية المسجلة رسميًا في المملكة أكثر من 15 ألف موقع، منها 300 موقع رئيسي مفتوح للسياحة المحلية والعالمية، ما يجعل الأردن من أغنى دول العالم بالآثار نسبةً إلى مساحته الجغرافية.
ومن أبرز هذه المواقع البتراء، وأم قيس، ومادبا، والكرك.
سياحة المغامرات في وادي رم وعجلون
ولفتت الملكاوي إلى أن سياحة المغامرات تشهد إقبالًا متزايدًا، خاصة في وادي رم وعجلون، حيث تتوفر أنشطة مثل الـZipline وقيادة الدراجات الرباعية (Four Wheels)، ما يضيف عنصر التشويق والتجربة الحية للطبيعة الأردنية الفريدة.
الاستثمار السياحي يحتاج إلى بنية تحتية ذكية
وفيما يتعلق بتعزيز الاستثمار في القطاع، أشارت الخبيرة إلى أن الاستثمار الأمثل في السياحة يحتاج إلى دراسات معمّقة، في ظل ضعف التسهيلات المقدمة للمستثمرين ونقص البنية التحتية والفوقية للمواقع السياحية.
وأكدت على أهمية تحسين المواصلات وربطها بـ أنظمة الذكاء الاصطناعي لتكون مجدولة زمنياً ومزودة بأنظمة تتبع حديثة، ما يسهل تنقل السياح والزوار داخل المملكة.
السياحة الداخلية تنهض بعد الجائحة
وقالت الملكاوي إن السياحة الداخلية شهدت تطورًا واضحًا بعد جائحة كورونا، حيث أولت الجهات المعنية اهتمامًا خاصًا بتوفير برامج بأسعار مناسبة لذوي الدخل المحدود.
وأشادت ببرنامج “أردننا جنة” الذي قدّم رحلات وبرامج متنوعة إلى مختلف المناطق السياحية، ما أتاح لشريحة كبيرة من المواطنين التعرف على كنوز الأردن السياحية.
تعزيز الوعي البيئي والموروث الثقافي
وفي ختام حديثها، شددت الملكاوي على أهمية تفعيل البرامج التوعوية للحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية، بدءًا من منع إلقاء النفايات وصولًا إلى تعزيز الانتماء الوطني تجاه البيئة.
كما أكدت أن السياحة الثقافية يمكن تطويرها من خلال البازارات الأسبوعية التي تعرض الأكلات الشعبية، والأزياء التقليدية، والفلكلور الأردني، إلى جانب المهرجانات والفعاليات الفنية التي تبرز الهوية الأردنية الأصيلة.
ودعت إلى تفعيل دور الجامعات والمؤسسات الثقافية في إقامة المسارح والسينما الهادفة لإعادة إحياء التاريخ الثقافي المشرق للأردن






