كتب – فايز الشاقلدي
جلستُ في غرفتي أتابع وميض الأخبار العاجلة المتتالية خبرٌ يحمل أعداد الشهداء وخبرٌ أخر تصريحات الأمم المتحدة بالادانة الكاذبة ، وخبرٌ أخر لجامعة الدول العربية تستنكر الفعل الارهابي للمقاومة الاسلامية حماس وتدين قتل المدنين من الجانب الاخر .. “الاسرائيلي ” … أبكي تارةً .. وأضحك مستهزئ تارةً أخرى.. على موقف قادة الدول العربية الذين يقفون مكتوفي الايدي.. واذ بوميض التلفون يبرق ..
رشقات متتالية .. من رسائل “الواتس آب ” تنذر بآن شيً ضروري يجب الرد عليه .. فتحت الرسالة وهي من رقمٍ مجهول تحمل في طياتها .. ” ماذا يعني لكَ لو أنني أحترقت ” ..؟؟؟ قضيتُ عاما كاملاً عشت بداخلي دمعه !! وماذا يعني لك أنني أبكي ؟ وأنا أعلم بأن قلبك هش لا تسطيع أن ترى فتاةً تبكي !! ماذا يعني لك لو عدتُ معتذرةً لوحدي !
جلستُ متكئاً ويداي على خدي الايمن .. أتأمل .. أقرأ فقد راودني شعور كشجرة تساقطت عنها أوراقها مرضاً في فصل الربيع.. فأحقر ما تقوم به الذاكرة هو تذكيرك بما لا تحب .. فقد أحببته يومها من قلبي .. لكن أمره غريب يعود إلى بعد محاولات الخروج من باب النسيان .
متمردةٌ هي .. فقد صبت علي وابلٌ من رصاص حبه مرة أخرى برسائل تؤكد بأنه نادمه على إقتحامات وجروح قد أصابتني بالشهادة … ” فمن مات فداءاً للمحبوب قد مات شهيداً ” .. لكن دون جدوى يا محتل .. فلا مفاوضات ولا تدخلات ولا مراهنات . ولا جلساتٍ طارئة تجعلني أقبل وأدخل معك في معاهدات سلام من جديد .
أمسكت هاتفي وأجبت بكل وضوح .. حين غادرتِ أمسكت قلمي وعلقت صورتك على جدار ذاكرتي بشكلٍ بشع وأقسمت أن أرجمك بالحروف نسيانا ، فقد أوجعني رحيلك ، وسكبت على قلبي الشمع الأسود .. وعلقت عليه ” كان مستعمراً ذات يوم .. واليوم اعتزلت الحب !
أطفأت التلفاز .. وأغلقت باب غرفتي استعدادا للنوم ، لكن لم أقدر أن أطفئ الحب في قلبي ..