صدى الشعب – كتب عبد الحافظ الهروط
بعيداً عن الدعاية التطوعية والدعاية المستهلكة والدعاية المفرِطة والدعاية المضادة، فقد كتبت عنه مرة واحدة، والتقيته مرة واحدة، وهاتفته مرة واحدة أو مرتين.
عرفت متأخراً أنه سيخوض الانتخابات النيابية المقبلة، متمنياً له النجاح، ولكن سؤالي “وش جابك ع الانتخابات يـ بن زبن “؟!.
جوابي: ستظل بسمعتك، سواء وصلت إلى المجلس، أو لم تصل بسبب سيرتك التي تحملها!! ذلك أننا في هذا الوطن الأجمل منا جميعاً، قد شوّهناه بأفعالنا وأقوالنا، حتى صرنا نشتمه بدل أن نشتم أنفسنا وما نفعله ونقوله بغير حق أو على غير هدى، وبدل أن نشتّم رائحة ثراه.
ولأننا خلطنا الحابل بالنابل، وتركنا الحبل على الغارب، وأقصينا كل من قلبه على مؤسسته ووطنه.. صار كل من يتاجر بالوطن ويفسد فيه”جريو الحضن”!!.
ولأننا أيضاً، لم نؤمن بعد، بأن هذا الأردن هو “حجر الزاوية” في البنيان العربي الذي تهتز جدرانه، ولم نقل أن ذاك المسؤول هو من عبث بالوطن، صرنا نحمله على الاكتاف ونرقص به في بيت العزاء!!.
مجالس النواب أيها الصديق، تركت جروحاً غائرة في قلب وذاكرة المواطن الأردني، لأنها مجالس أرهقت الشعب، ومنّا من يدّعي أن في هذه السياسة العقيمة: “مصلحة البلد”!! حتى إذا ما جاء مجلس نيابي، صرنا نلطم على المجلس الذي سبقه، مع أنها مجالس لم تختلف في نهجها، وإن تغيّرت بعض الوجوه.
الحمد لله، الذي لا يُحمد على مكروه سواه،أن جميع تلك المجالس منحت الثقة للحكومات، وبأصوات كادت إحداها أن تكون العلامة الكاملة وقد حصلت بـ”رقم مميز” ، وأُخرى تبجّح وتملّق الإعلام المحلي بتوصيفها” حكومة ذهبية”، باستثناء حكومة المرحوم الدكتور عبدالسلام المجالي، وعند ذكرها أتذكر:
كادت الحكومة تهوي، ونحن نشاهد عبر التلفاز ونسمع كلمة أحجبُ الثقة،أحجبُ الثقة، حجب، أحجب الثقة، حجب…، حتى أن النائب مفلح الرحيمي نادى ممازحاً النائب عبدالهادي المجالي، رحمه الله، وقد نودي عليه ليصوت: “أخوك يارجل” في إشارة بعدم الحجب، وقد تعقّد المشهد، وأعتقد أن الحكومة نالت الثقة بفارق صوتين.
وحتى في تلك الصورة التي بدت جميلة من أعضاء المجلس، ورغم أن الحكومة التي نجت بإعجوبة، نالت النقد من بعض الإعلاميين! إلا أن السبب كان لعدم قبول الرئيس المجالي بتوزير النواب، فقد قال رحمه الله، في وقت لاحق عندما طرحنا عليه سبب حجب النواب:” كانت قناعتي كرئيس للحكومة أنه لا يجوز أن يكون النائب وزيراً، فكيف يراقب على وزارته، أو يسمح لغيره أن يراقب”؟!
وقال أيضاً” قال لي جلالة الملك الحسين، إن عدم قبولك للنواب بالجمع بين الوزارة والنيابة، سيضع الحكومة في موقف صعب، وقد لا تحصل على الثقة”.
فقلت لجلالته”يا سيّدي، حكومة لا تستحق الثقة يعني إنها غير قادرة على القيام بمسؤولياتها، وهذا تعبير عن الديمقراطية “.
هنا أتحدث يا صديقي حيدر عن حقبة مجالس الـ “٨٩” وما بعدها حتى المجلس الذي نقبل عليه، فقد جَلَسَتْ كالجبل على صدورنا وكتمت أنفاسنا، حال الحكومات التي كتمت أصواتنا، والشواهد اكثر من الهّم على القلب.
وفقك الله وكل من يعمل لخدمة الأردن والأردنيين.