صدى الشعب – كتب رئيس التحرير خالد خازر الخريشا
لم تترك الأمثال الشعبية أى شاردة وواردة فى حياتنا الحالية وفى مستقبلنا إلا وطرحتها من خلال تلك الأقوال الخالدة التى تحاكى المواقف والجوانب الإنسانية والنفسية لدى الأفراد وإذا راجعنا موروثنا الشعبي من تلك الأمثال الشعبية نجدها حذرت وتنبأت بأفعال هذه التركيبة النفسية المعقدة للمسئولين المتكبرين فى أكثر من مثل فوفقاً لبعض التحليلات النفسية التى أكدت على أن الضعف وعدم الثقة بالنفس والإحساس بالنقص قد يؤدى بالإنسان إلى الفجر وإثبات القوة والقدرة حتى إذا كان ذلك بواسطة طرق غير مشروعة والمصيبة ان بعض اصحاب القرار في السلطة من اجل مصالحهم الضيقة يكرسون هؤلاء المسئولين لاستعباد الناس .
عندما سئل فرعون : لماذا تفرعنت يا فرعون ؟ اجاب لم اجد من يردني ، وهذا هو واقع حالنا ومصابنا مع بعض المسئولين المدعومين من بعض اجهزة الدولة عندما يكون الظلم والطغيان سيف مسلط على الناس تصبح القواعد الشعبية هشة وتكون كالنعام يعشعش فيها الخوف في مواجهة مسئول متغطرس يكون في حده الادنى رئيس لبلدية من الدرجة الثانية نعم يا سادة بعض المطابخ تتفنن في صناعة الفراعين لنا حتى يصبح المثل الشعبي يا فرعون مين فرعنك قال ما لقيت جدا يردني وهنا لا أعرف لماذا يتم تكريس الفاسدين في مناصب لها علاقة مباشرة في خدمات الناس حتى يصبح هذا المسئول المدعوم مثل الطاووس يتكبر على الناس ويبطش بهم ويأكل حقوقهم بالباطل .
لم يكون المثل السابق هو حجة لهؤلاء لممارسة أعمال العنف والاستقواء على الضعفاء، فجاء هذا المثل ” يا فرعون مين فرعنك” ليؤكد أن المجتمع المحيط بشريحة مثل هؤلاء الفراعنة كان له اليد الكبرى فى ممارستهم للعنف فالخوف والتقدير الزائد عن اللزوم والسكوت عن الحق وإعطاء الأفراد اكثر من قيمتهم ومكانتهم قد يكون السبب فى ازديادهم قبحاً وفجورا وظلما واذا رأيت المسئول متكبر ومغرور فاعلم ان الكرسي اكبر منه ، وإذا رايته متواضع يحترم كل من حوله فاعلم ان الكرسي اصغر منه الكبرُ داءٌ من أشرسِ الأمراض ألاجتماعية التي تقوض بنيان ألمجتمع وتَمْحق الأُجُور والحسنات وتنذر المستكبرين بالسقوط من عَيْن الله والناس ، لذلك فَهُم في أمسِّ الحاجة إلى جرعاتٍ من الدواء الناجع الذي يُذْهِب هذا الطاعون المهْلِك من نُفُوسهم ولو كان مُرًّا ويقودهم إلى بَرَكات التواضُع ولو قسْرًا حتى يقيموا جُسُور الحب ألصادق والود الحقيقي مع خلق الله .
وأهل الكبر دائمًا في شقاءٍ وعناءٍ فهم يقاسون مشاعرهم الداخلية عن الخلق وانحطاطهم كما يصور لهم خيالهم ألمريض وعن منزلتهم الموهومة في مُخيلاتهم ويقاسون انعدام المخلصين وانفضاضهم من حولهم فمِن فطرة الله في خلْق الناس أنهم لا يحبُّون مَن يتكَبَّر عليهم أن المتكبر يهدر حقوق الناس ويحيد عن الحق والعدل و« غمط الناس » أي احتقارهم فتلك الصفات السيئة من مقومات الكبر ألشاملة ولأن صفة الغرور لا تسكن إلا القلوب ضعيفة الإيمان فقد قال صلى الله عليه وسلم : «ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب .