تقنية(IQS) تعتمد التحفيز الكهرومغناطيسي والعلاج الأذني المستمد من الوخز بالإبر وتخلص الجسم من السموم المتراكمة جراء التدخين
صدى الشعب – ندى جمال
وفقًا لأرقام منظمة الصحة العالمية يقتل التبغ أكثر من 8 ملايين شخص كل عام، في حين أن أكثر من 7 ملايين من هذه الوفيات ناتجة عن تعاطي التبغ المباشر، بينما هناك 1.2 مليون من غير المدخنين تعرضوا للتدخين السلبي.
ويوضح دانيال تومات الرئيس السابق لقسم أمراض القلب في مستشفى “بيتييه سالبيتريير” بفرنسا،أنّ المدخنين يواجهون صعوبة كبيرة عندما يحاولون الإقلاع عن التدخين لكنّهم يعاودون بسهولة ممارسة هذه العادة لتعلقهم بمادة النيكوتين المتغلغلة في أجسادهم.
وانتشر في بعض الدول الأوروبية والدول العربية الخليجية مؤخرًا تقنية تسمى (IQS ) وتعني (أنا أقلعت عن التدخين) تعتمد على التحفيز الكهرومغناطيسي، وحيث يؤكد مطوّرو هذه التقنية أنّ “الليزر الخفيف” يحفّز مناطق معينة في الأذن الخارجية مما يؤدي إلى الحدّ من الرغبة في مادة النيكوتين لدى المدخنين، وهذه التقنية مبنية على “العلاج الأذني” المستمد من تقنية الوخز بالإبر، وهي علاج مؤقت ولكنه فعال إذا اتبع معه النظام الغذائي السليم وممارسة الرياضة.
وعرفت تقنية IQS بإيرلندا بعد سنوات من البحث العلمي والطبي في حقل العلاج الأذني, حيث يتم الخضوع لجلسة واحده لمدة ساعة كحد أقصى بعدها يصبح المدخن حراً من كابوس التدخين.
وعن آلية عمله من خلال التحفيز الكهرومغناطيسي لنقاط محددة موجودة على الأذنين، تعمل على تحفيز هرمون “البيتا إندورفين” والتي تمنع اشتهاء الدخان وتوقف عوارض انسحاب النيكوتين عندما يأخذ المدخن القرار بالتوقف عنه، كما تساعد على تنقية الجسم وتخلصه من السموم المتراكمة من جراء التدخين لسنوات الطويلة من خلال عملية التبول، حيث يطرد النيكوتين وأحادي أكسيد الكربون خارج الجسم، ويصبح نظيفًا في غضون ثلاثة أيام مهما كانت عدد سنوات التدخين.
ولاقت هذه التقنية إقبالاً كبيرًا وشدت الكثير من انتباه المدخنين وغيرهم من الأصدقاء والأقارب الذين يتمنون لهم أن يقلعوا عن التدخين للمحافظة على صحتهم العامة، وتصل نسبة نجاح التقنية لـ90% وهي تقنية آمنة وفعالة وفقاً لمنظمة الدواء والغذاء العالمية وقد أقلع أكثر من مليون مدخن حول العالم باستخدام هذه التقنية.
وتمر طريقة العلاج بثلاث مراحل منتظمة لمده 90 دقيقة، حيث تتضمن المرحلة الأولى مقابلة يجريها أخصائيين بمعالجة المدخنين تؤخذ خلالها المعلومات المتعلقة بالمدخن، والمرحلة الثانية (العلاج الأذني)، حيث تلقم جميع المعلومات التي جمعها الأخصائي خلال المرحلة الأولى إلى جهاز الحاسوب، ثم وضع البطاقة الذكية الخاصة لحالة كل مدخن ويتم تحديد النقاط على الأذنين التي ستعالج بإرسال موجات كهربائية خفيفة غير مؤلمة وغير مؤذية ،المرحلة الثالثة والأخيرة :إعطاء المدخن نصائح تساعده بالاستمرار عن الإقلاع عن التدخين.
وتظهر نتائج هذا العلاج فردية لكل شخص على حدة على حسب عدد سنوات التدخين وعدد السجائر التي يدخنها، فبعد عمل الاستشارة اللازمة وفحص أحادي أكسيد الكربون وإدخال هذه المعلومات للجهاز فإن التقنية تقترح العلاج المناسب لحالة كل مدخن عن طريق التحكم في قوة ومدة العلاج لكل نقطة من نقاط السبع و الثلاثين الموجودة على الأذن.
وعن إمكانية عودة المريض للتدخين من بعد العلاج بهذه التقنية، أشارت وزارة الصحة الفرنسية إلى أن التقنية لها القدرة على إرجاع الشخص المدخن لحالته الأولى قبل أن يتخذ قرار التدخين ويصبح من الصعب على جسمه تقبل التدخين بحيث أنه أذا قرر أن يشعل سيجارة سيجد نفسه مصابًا بالإعياء وضيق في النفس والصداع، ولكن إذا قرر المدخن أن يصر على التدخين لأي سبب من الأسباب كمشاركة أصدقائه المدخنين هذه العادة أو بسبب ضغط ما يتعرض له في حياته، فإنه سيعود لحالته الأولى مع التدخين حيث سيتعود جسمه على النيكوتين و هذا هو الهدف من المتابعة لمدة ستة أشهر لمنع انتكاسة المقلع عن التدخين مرة أخرى حتى يستطيع أن يعتمد على نفسه فلا يحتاج لمساعدتنا بعد ذلك .
وفيما يتعلق بتكلفة العلاج عبر هذه التقنية، أشار أحد المراكز بدولة الإمارات والذي يمارس هذه التقنية، أنها ليست مكلفة مقارنة بغيرها من التقنيات أو بعدد سنين التدخين والشراء المتكرر لعلب السجائر، حيث تقدر تكلفة العلاج بـــ 680 دولار، و هي تشمل الاستشارة و فحص أحادي أكسيد الكربون وخمسة جلسات و متابعة لمدة ستة أشهر .
وأكد متخصصون، أن إرادة الشخص تبقى المفتاح الأساسي للحل، وتقول نيكول سوفاجون بابيون، وهي طبيبة تخدير متقاعدة كانت تمارس العلاج بتقنية (IQS) “أجريت جلسات لمرضى كانوا يفتقدون للحوافز ما أدى إلى فشل في النتائج، إذ كانوا يعاودون التدخين بمجرد خروجهم من الجلسات”.
ويؤكد جميع الأطباء، أن هناك متغيرات أخرى ترافق اعتماد تقنية (IQS )إلى النجاح في الإقلاع عن التدخين، فمن يرغب في وقف الدخان سيعتمد أسلوب حياة أفضل (ممارسة الرياضة، اعتماد نظام غذائي سليم)، لذلك يصعب تحديد العامل أو العوامل المسؤولة عن جعله يتوقف عن التدخين.