على الرغم من بطش قوّات الاحتلال الإسرائيليّ وقوّات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينيّة في رام الله المُحتلّة، قام اليوم الثلاثاء طلّاب جامعة بير زيت، قريب مدينة رام الله في الضفّة الغربيّة المُحتلّة، بطرد رئيس ممثلية جمهورية ألمانيا الاتحادية في الأراضي الفلسطينية أوليفر أوفتشا، إلى جانب عددٍ من السفراء والممثلين الأجانب من دول الاتحاد الأوروبيّ، من المتحف الفلسطيني، الذي يقع داخل الحرم الجامعي، وذلك احتجاجًا على مواقف بلاده الداعمة لحرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، لليوم 207.
وتداول ناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو تُظهر لحظة طرد الدبلوماسيّ الألمانيّ، حيث خرج مهرولاً من حرم الجامعة، ولاحقه حشد من الطلاب الذين رشقوا سيارته بالأحذية والحجارة. كما نظم الطلاب وقفة احتجاجيّة أمام المتحف ضد هذه الزيارة، رددوا خلالها هتافات داعمة لغزة والمقاومة.
وجاء أيضًا أنّ عشرات الطلاب في جامعة بيرزيت قرب رام الله بالضفة الغربية المحتلة قاموا بطرد السفير الالماني لدى السلطة من جامعتهم احتجاجًا على تأييد برلين للجرائم الاسرائيليّة في فلسطين وخاصّةَ قطاع غزة.
ونقل نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو للسفير مهرولاً مع مرافقيه الى البوابة الرئيسيّة، فارين من الطلبة الغاضبين، حيث كان الوفد الدبلوماسيّ في زيارة الى متحف الجامعة.
وظهر عشرات الطلاب يطاردون السفير ووفده، صارخين عليهم للمغادرة فورا، ولام الطلاب ادارة الجامعة، التي سمحت للسفير بالدخول اليها.
وأكّد نشطاء أنّ الدولة الالمانيّة التي باركت عمليات القتل والتنكيل والهدم والمجازر الاسرائيلية ودافعت عن جرائم حكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة قد زادت توريد الاسلحة الى كيان الاحتلال بمعدل 10 مرات زيادة عما كانت عليه في الاساس.
وبحسب تقارير صحافيّة، فإنّ واقعة طرد الدبلوماسيّ الألمانيّ تُعيد إلى الأذهان وقائع حادثة مشابهة حدثت مع رئيس الوزراء الفرنسي السابق ليونيل جوسبان خلال زيارته لجامعة بيرزيت قبل 24 عامًا.
ففي 27 شباك (فبراير) من العام 2000، ألقى جوسبان محاضرة في الجامعة استخدم فيها مصطلحات وعبارات عنصرية استفزت الطلاب ما تسبب برشقه ومرافقيه بالحجارة وطردهم من حرم الجامعة.
وأكثر ما استفز الطلاب حينها، هو وصف رئيس الوزراء الفرنسيّ للمقاومة اللبنانية “بالإرهابية” قبل يومين من محاضرته في جامعة بيرزيت، فردّ عليه الطلاب بالحجارة والهتافات ورفع اللافتات التي كُتب عليها: “من بيرزيت إلى بيروت.. شعب موحد لا يموت”، وأخرى كُتب عليها: “نحن لسنا إرهابيين حضرة رئيس الوزراء”، وكُتب أيضًا: “المقاومون اللبنانيون ليسوا إرهابيين، الإرهابيون الحقيقيون هم الذين يقتلون أطفالهم وأطفالنا يوميًا”.
وحاول جوسبان التخفيف من حدة مصطلحاته وأفكاره في جامعة بيرزيت بعد تلك التصريحات، إذ أدان في كلمته وجود القوات الإسرائيلية في لبنان واحتلال الجنوب اللبناني، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ موقفه فيما يتعلق بلبنان مطابق للمبادئ الرئيسيّة التي يستند إليها تحرك فرنسا.
وتحدثت في ذلك الوقت كلّ وسائل الإعلام عن ذلك الحدث الذي اعتبره الرئيس الفلسطينيّ الراحل ياسر عرفات عملاً لا يليق بجامعة بيرزيت وطلابها.
وتناقلت وسائل الإعلام حينها اعتذار عرفات لجوسبان بحضور رئيس الجامعة السابق حنا ناصر، إذ قال عرفات: “لا أملك إلّا أن أتقدم لسيادتك باعتذاري الشديد على ما حدث، وأنْ تقبل هذا الاعتذار منّي ومن الشعب الفلسطينيّ ومن زملائي في جامعة بيرزيت”.
واعتقلت الأجهزة الأمنية في حينه 15 طالبًا من الجامعة حُمّلوا المسؤولية بشأن ما حدث لرئيس الوزراء الفرنسي. وقال أمين عام الرئاسة الفلسطينية في حينه، الطيب عبد الرحيم، إنّ الحركة الإسلاميّة في الجامعة هي المسؤولة عمّا حدث، طبقًا لأقواله.