وجدتْ العديد من دول العالم في طريقة التعليم عن بعد، وسيلةً للحد والوقاية من انتشار فيروس كورونا، الذي أجبر العالم على التعامل مع مفاهيم جديدة فرضتها خطورة الفيروس وصعوبة التعامل مع هذا الوباء العابر للحدود.
هذا الانتقال المفاجئ في نوعية التعليم، من الوجاهي إلى الإلكتروني، أحدث حالة من الإرباك في منظومة التعليم- ولا سيما في البدايات- وخلَّف تفاوتاً بين الدول النامية والمتقدمة من حيث الجاهزية والقدرة على إدارة هذه العملية بجميع عناصرها.
رئيس لجنة التربية والتعليم في مجلس الأعيان الدكتور وجيه عويس قال: إننا نتوقع العودة إلى الحياة الجامعية مع بداية الفصل الأول من العام الدراسي الحالي، إذا ما التزمنا بالبروتوكولات الصحية، والتعليمات، وأرسينا فيما بيننا ثقافة التعامل مع هذا الوباء، والأهم من ذلك أخذ المطاعيم التي تعتبر طوق النجاة الوحيد للخروج من هذه الأزمة، التي أربكت المجتمعات ورسمت لنا معالم حياة جديدة، وأجبرتنا على خوض تجربة التعليم عن بعد دون الجاهزية أو الاستعداد لهذا النوع من التعلم.
وأشار إلى أن التغيير أياً كان يحتاج إلى التأهيل والتأييد والتقبُّل، إلى جانب الأدوات التي تساعد على نجاح المهمة، مؤكداً أن الأردن لم يفشل في منظومة التعليم عن بعد ولكن هنالك مشاكل عديدة اعترت العملية التغييرية التي فرضت عليه، وأهمها غياب التفاعلية في التعليم الأساسي، وبروز العديد من المشاكل التقنية في مشاهدة الدروس، وضعف سرعة الإنترنت في بعض المناطق خاصة النائية منها، وثغرات في الأدوات الرقمية المستخدمة.
ودعا عويس في معرض حديثة لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، القيادات التربوية سواء في التعليم العالي أو المدرسي، إلى التوافق على خطة زمنية قصيرة المدى مدروسة وقابلة للتنفيذ؛ لضمان أخذ اللقاح من جميع أعضاء الهيئات التدريسية والطلبة؛ لنتمكن من العودة إلى التعليم الوجاهي بأسرع وقت ممكن. بروفسور علم الفيروسات ومدير مركز البحث والتطوير الوطني الدكتور عبد الله الموسى ذهب أيضاً إلى ضرورة منح الأولوية في تلقي اللقاح إلى الكوادر التدريسية وخاصة العاملين في الكليات العلمية والتطبيقية وطلابهم، مبينا أن ذلك يسهل العودة إلى نظام التعليم الوجاهي بشكل تدريجي. وقال: نحن لم نذهب الى التعليم الإلكتروني وإنما فرضته علينا ظروف الجائحة، لذا فإن سلبيات ونتاجات هذا التعليم التي لمسناها تبقى أخف بكثير من أن نقوم بفتح المدارس والجامعات في الوقت الذي يزال فيه الوباء منتشراً، ولا سيما أن إحداث التباعد في القاعات التدريسية أمر في غاية الصعوبة، ” حسب اعتقادي لو استمرينا في التعليم الوجاهي مع بداية انتشار فيروس كوفيد- 19 لتضاعفت أعداد الإصابات وحينها لن يتمكن نظامنا الصحي من السيطرة عليها”.
رئيس الجامعة الأردنية الدكتور عبد الكريم القضاة بيَّن أن اللقاحات بشكل عام وجدت منذ عشرات السنين، وغالبية شعوب العالم تلقت هذا اللقاحات لتقوية الجهاز المناعي ضد (الكزاز، الجمرة الخبيثة، الكوليرا، الطاعون، التيفوئيد، السل، والحصبة وشلل الاطفال) وغيرها وقد أثبتت فعاليتها، ولم تشكل خطورة على حياة البشر بل على العكس كانت السبيل إلى الوقاية من الفيروسات والأمراض.
وقال: ” بصفتي طبيباً قبل أن أكون أكاديمياً أجد أن اللقاحات التي صنعت ضد فيروس كوفيد- 19 جميعها فعالة، وتسهم في الحد من انتشار الوباء، وعلى جميع المواطنين التوجه لأخذ الجرعات دون تردد؛ لأنها ببساطة وسيلتنا الآنيّة للعودة إلى حياتنا السابقة، وهي آمنة أيضاً من الناحية العلمية
ورجح عودة التعليم الوجاهي خلال هذا العام إذا ما سمحت المؤشرات الوبائية بذلك، موجهاً أن تكون مرحلية؛ حيث يكون لتخصصات الطب والهندسة والتمريض والصيدلة والمواد التي يشكل فيها الجانب العملي نسبة كبيرة أولوية في العودة إلى الحرم الجامعي، مع الالتزام الكلي بتعليمات السلامة العامة في المدارس والجامعات إذا ما تم اتخاذ قرار رسمي بهذا الشأن.
وحول دور الجامعة الوطني في مواجهة الوباء قال القضاة: إنه تم تدريب عدد من طلبة الطب على إعطاء اللقاحات، وتشكيل فرق طبية لهذه الغايات، وفتح مركزين طبيين للقاحات؛ أحدهما داخل الحرم الجامعي والآخر في مستشفى الجامعة، مؤكداً أن إمكانيات الجامعة تسمح بفتح ثلاثة مراكز أخرى إذا ما ارتأت إدارة الأزمات ذلك.
وأشار إلى أن بداية الإقبال على هذه المراكز لم يكن كبيراً، ولكن في الفترة الحالية أصبحت تسجل أرقاماً مضاعفة يومياً من المواطنين لتلقي المطعوم، منوهاً إلى أن الدول التي أعلنت فتح جميع قطاعاتها ومنها التعليمية اتخذت هذه القرارات بعد أن ضمنت تلقي ما يزيد عن 60 بالمئة من مواطنيها للقاحات.
وبيَّن القضاة أن وسائل الإعلام في الدول الأوروبية وأميركا كان لها دور بارز في توجيه الشعوب نحو تلقى اللقاحات، داعياً إلى أن تكون هنالك حملة إعلامية على مستوى المملكة لتوعية المواطنين بمختلف أعمارهم نحو ضرورة التسجيل على المنصّات المخصصة لتلقي اللقاحات وخاصة في هذه الفترة.